سبب إغلاق مسجد آيا صوفيا تقع في مدينة اسطنبول التركية والتي تعتبر أيقونة للفن والعمارة تم بناؤها خلال القرن السادس الميلادي على يد أباطرة الرومان، حيث سيتناول موقع المحتوى من خلال المقال التالي مسألة سبب إغلاق مسجد آيا صوفيا، مروراً بعرض الجدل الذي أثاره قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، مع تسليط الضوء على ردود الفعل الدولية على القرار التركي.
ما هي قصة آيا صوفيا؟
أعطى الإمبراطور البيزنطي “جوستنيان الأول” أوامره ببناء كنيسة آيا صوفيا في القسطنطينية (إسطنبول الحالية) عام 532م، حيث استغرق بناؤها ما يقرب من 5 سنوات، تم خلالها بناء الكنيسة وهدمها أكثر من مرة، وكلمة آيا صوفيا تعني باللغة اليونانية “الحكمة الإلهية”، وقد أراد الإمبراطور البيزنطي “جوستنيان الأول” أن يبني هذا الصرح العظيم ليثبت للجميع أنه تفوق على أسلافه الرومان الذين اشتهروا ببناء الصروح المعمارية المميزة، والعديد من المؤرخين وقد ذكروا أنه عندما تم الانتهاء من بناء كنيسة آيا صوفيا، دخلها “يوستينيانوس الأول”، قائلاً إنه معجب جدًا ببنائها “لقد فاقتك يا سليمان”، في إشارة إلى نبي الله سليمان عليه السلام. عليه وعلى قصره المعروف.
وبحلول عام 558م، تعرضت الكنيسة لزلزال أدى إلى هدم قبتها الأصلية، وأعيد بناؤها من جديد، مع الاستفادة الكاملة من الإمكانيات المتاحة لتزيين المبنى وتزيينه بمختلف أنواع الرخام الذي تم جلبه من عدة مناطق، و وزُينت الجدران الداخلية بالفسيفساء من الذهب والفضة والزجاج، وظلت آيا صوفيا أكبر كاتدرائية مسيحية في العالم حتى عام 1520م، عندما تم بناء كاتدرائية إشبيلية، وُصفت بأنها جوهرة العمارة ومن أبرزها. المعالم التاريخية على الإطلاق.
سبب إغلاق مسجد آيا صوفيا
ويعود سبب إغلاق مسجد آيا صوفيا إلى الجدل الكبير الذي أثاره تحويل كاتدرائية آيا صوفيا من متحف إلى مسجد. جاء ذلك بعد أن وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرسوما يقضي بتحويل آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد. ويأتي هذا المرسوم بعد قرار المحكمة الإدارية العليا في تركيا، الذي قضى بإلغاء الصفة المتحفية التي كانت ممنوحة لهذا المبنى على مدى العقود الماضية. وجاء قرار المحكمة العليا في تركيا استجابة لطلبات قدمتها عدة منظمات لإبطال قرار حكومي يعود تاريخه إلى عام 1934م، يمنح بموجبه آيا صوفيا صفة متحف. ويظهر ذلك بوضوح في سندات الملكية التي تحمل اسم مؤسسة محمد الفاتح السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية وضمها إلى الدولة العثمانية في القرن الخامس عشر الميلادي. وأكدت المحكمة أن هذا التصنيف غير قابل للتعديل.
ردود الفعل على تحويل آيا صوفيا إلى مسجد
أعقبت ردود الفعل الدولية، وخاصة الأوروبية منها، قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد، وكان الرد الأعنف من قبل رئيس الوزراء اليوناني “كيرياكوس ميتسوتاكيس” الذي أدان بأشد العبارات قرار الرئيس التركي تحويلها إلى مسجد. تحويل كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول من متحف إلى متحف. مسجد من جهته، وصف الاتحاد الأوروبي قرار تركيا بأنه قرار مؤسف للغاية، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إن بلاده تأسف لقرار السلطات التركية، ووصف قرار أردوغان بأنه تشكيك في أحد الأطراف. أكثر الإجراءات رمزية بالنسبة لتركيا الحديثة والعلمانية، ومن ناحية أخرى فقد أكدوا للجنة التراث العالمي أنها ستراجع وضع آيا صوفيا بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قراره.
كيف ردت تركيا على ردود الفعل الدولية حول تحويل آيا صوفيا إلى مسجد؟
رفضت السلطات التركية، ممثلة برئيسها رجب طيب أردوغان، كافة الاتهامات الموجهة إليه، مؤكدة أن الأمر يتعلق بسيادة تركيا. لقد اتخذنا هذا القرار ليس بناءً على ما قد يقوله الآخرون، ولكن في ضوء حقوقنا كما فعلنا في جميع المناطق حول العالم.
من ناحية أخرى، تشير التقارير الواردة من إسطنبول إلى أن السلطات التركية، ممثلة بهيئة الشؤون الدينية في تركيا، أعلنت يوم الثلاثاء 14 يوليو 2023م، أن مسجد آيا صوفيا سيبقى مفتوحاً أمام الزوار خارج أوقات الصلاة، حيث تقام فيه الرموز المسيحية. سيتم تغطيتها في الكاتدرائية السابقة، في إطار الحد من التوتر والجدل الذي أثير بعد قرار تحويلها من متحف إلى مسجد، تجدر الإشارة إلى أن صوفيا استقبلت ما يقرب من 4 ملايين زائر العام الماضي، معتبرا ذلك نصب تاريخي مميز.
وبهذا ينتهي المقال الذي تناول الموضوع سبب إغلاق مسجد آيا صوفيا مروراً بعرض أهم المحطات المحورية في تاريخ الكاتدرائية الرومانية في إسطنبول والتي تم تحويلها إلى مسجد ثم إلى متحف ومن ثم إلى مسجد مرة أخرى، مع تسليط الضوء على ردود الفعل الدولية على القرار التركي رئيس.