من القائل اعددت للشعراء سما ناقعا

ويقال أعددت للشعراء سماء تمطر والذي يبحث عنه الكثيرون لقوته في لون الهجاء من الشعر العربي الذي انتشر في العصر العباسي ولتكرار قصائده القوية والجميلة. ولذلك فإننا في هذا المقال نجيب على هذا السؤال ونعرض خلاصة قائل هذا البيت، كما نستعرض لمحة من شعر الهجاء.

ويقال أعددت للشعراء سماء تمطر

قوله هذا البيت هو الشاعر جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي ولد سنة 33هـ الموافق 653م.واستطاع من خلال قصيدته التي تعتبر ملحمة هجاء أن يتفوق على أقرانه، قائلاً: “أعددت للشعراء سماً منقوعاً.. فسقيتُ آخرهم بكأس الأولين”.

عن جرير بن عطية الكلبي

والشاعر جرير هو أبو حرزة جرير بن عطية اليربوعي التميمي، وهو شاعر من بني كليب من قبيلة بني تميم، حيث سكنت هذه القبيلة نجد التي ولد في صحرائها. وكان ابن عطية الكلبي أكثر من شعر في عصره، وعاش ومات في نجد، ومن أشهر ما قاله: من قال: أعددت للشعراء سماً دسماً، وهو أمضى حياته في الجدال والصراع مع شعراء عصره، فتفوق عليهم جميعاً.

شعر جرير بن عطية الكلبي

بدأ جرير بن عطية الكلبي حياته الشعرية بالمناظرة مع الشعراء المحليين حتى لجأ إلى الفرزدق، وبقي الهجاء بينهم نحو أربعين سنة. كان يوسف الثقفي قد قارب العشرين من عمره، وانتشرت شهرته طوال حياته، ووصلت شهرته إلى كل مكان، واشتهر بشعره الهجائي وقوله: “أعددت للشعراء سماء ممطرة”. واشتهر أيضًا بشعر المديح. يفتتح قصائده بالغزل التقليدي الذي أبدع فيه، واشتهر أيضاً بالفخر والرثاء والوصف.

الشعر الهجائي في العصر العباسي

الشعر الهزلي هو لون شعري انتشر في عصور كثيرة عند العرب. فالهجاء في الجاهلية مثلاً كان يقوم على إنكار الرذائل التي منها جبن الإنسان، والبخل، والسفه، ودناءة النسب. وتختلف معايير الرذيلة والفضيلة وتتطور مما جعل شعر الهجاء يتناول موضوعات جديدة، كما أنه في العصر العباسي تطور وبلغ ذروته حتى تحول إلى رسوم كاريكاتورية على يد ابن الرومي في خاصة، وأبي الطيب المتنبي الذي هجى كفور الإخشيدي، وانتشرت معارك الهجاء بين شعراء العصر العباسي، ومن أشهرها تلك الملحمة الشعرية التي دارت بين حماد عجرد و بشار بن برد، وكان الشعر الساخر في ذلك الوقت يجمع بين الفكاهة والطرافة.

هنا وصلنا إلى خاتمة المقال ويقال أعددت للشعراء سماء تمطر حيث عرضنا من هو كاتب هذا البيت ونستعرض نبذة عنه وعن شعره.