ويمكن ملاحظة متطلبات التعليم عن بعد في الفرق بينه وبين التعليم الكلاسيكي والتقليدي. لقد أحدث التعليم عن بعد ثورة في نظام التعليم، حيث اكتسحت تدريجياً الأنظمة والأساليب التعليمية القديمة. وفي هذا المقال سيتم التعريف بالتعليم عن بعد وتحديد مميزاته وفوائده.
مفهوم التعليم عن بعد
قبل الحديث عن متطلبات التعليم عن بعد لا بد من شرحها وتحديدها. التعليم عن بعد هو نظام تعليمي حديث نسبياً، إذ ظهر في القرن التاسع عشر تحت مسمى التعليم بالمراسلة، وبدأ يتطور من حيث الأسلوب والوسائل المؤدية إلى التعلم الإلكتروني، ويختلف بشكل رئيسي عن التعليم التقليدي في كونه مستقلاً جغرافياً والاعتماد على الأساليب والوسائل التكنولوجية والرقمية الحديثة، بما في ذلك منصات وبوابات التعليم عن بعد.
فوائد التعليم عن بعد
يقدم التعليم عن بعد مجموعة من المزايا والفوائد التي كانت الأهداف الرئيسية لاختراع هذا النظام، وهي كما يلي:
- رفع المستوى الثقافي والعلمي لكافة فئات المجتمع.
- توفير التعليم لكل من العمال والموظفين وأصحاب الحرف في الفترات الزمنية التي يختارونها.
- – إلغاء ضرورة التبعية الجغرافية والزمنية للطلاب.
- تنمية مهارات الطلاب من خلال أسلوب الاعتماد على الذات والتحليل والاستنتاج.
- المرونة مقارنة بالتعليم الكلاسيكي، وذلك من خلال استقطاب الطلاب وإعطائهم حرية اختيار الدروس.
- – تكييف الدروس والموضوعات المختارة بما يتناسب مع اهتمامات الطالب.
- – إزالة القيد المالي، من خلال تقديم الدروس والمحاضرات بأسعار مناسبة.
- الفعالية في التدريس، من خلال إجراء العمليات والتجارب بطريقة أقرب إلى الواقع من خلال تقنية المحاكاة.
متطلبات التعليم عن بعد
متطلبات التعليم عن بعد هي كافة الوسائل والأساليب التي يجب اتباعها لنجاح هذا النظام والاستفادة منه، وتحقيق الأهداف الموضوعة قبل بدء الدورات التعليمية، وهي كما يلي:
- الالتزام والمثابرة: غياب المعلم والمراقب أثناء الدراسة قد يؤدي إلى الإهمال في حضور الدروس وعدم التركيز، لذا لا بد من حضور الدروس بشكل مستمر.
- إدارة الوقت: بما أن معظم دروس التعليم عن بعد لا تتطلب وقتاً محدداً، يجب على الطالب تنظيم وقته وتخصيص وقت محدد ومنتظم للدراسة.
- مهارات التواصل مع الآخرين: يجب على الطالب طرح الأسئلة أو الإجابة عليها بأسلوب واضح وصحيح وبأسلوب ولغة واضحة.
- مهارات تقنية: يعد الإنترنت والكمبيوتر أهم عنصرين في قائمة متطلبات التعليم عن بعد. ولذلك يجب توافر المهارات الأساسية في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر والإنترنت.
- استقلال: ويجب على الطالب أن يعتمد على نفسه، في تحليل المعلومات وربطها.
- بيئة الدراسة المناسبة: إن رفض السفر إلى مؤسسة تعليمية لا يعني جواز القراءة في الضجيج، أو استخدام الهاتف المحمول، أو مقابلة الأصدقاء والأقارب. بل يجب توفير جو هادئ ومناسب لتلقي الدروس.
أنواع التعليم عن بعد
تختلف متطلبات التعليم عن بعد حسب نوع التعليم المستخدم، ولا يرتبط التعليم عن بعد بالضرورة بالإنترنت، بل ينقسم إلى أنواع مختلفة على النحو التالي:
- التعليم المتزامن عن بعد: هو نظام تعليمي يعتمد على نقل المعلومات والمهارات في نفس الوقت بين المعلم والطالب.
- التعليم عن بعد غير المتزامن: يتكون من دروس ومحاضرات مسجلة مسبقاً، ومتاحة في كل الأوقات، ويمكن للطالب الاطلاع عليها وإعادة تشغيلها حسب الرغبة.
- التعليم الهجين عن بعد: وهو نظام يمزج بين النوعين السابقين، وقد يكون مزيجاً من طرق التدريس التقليدية والحديثة.
ويمكن تقسيم التعليم عن بعد إلى التعليم بالمراسلة، إذ يعتمد على إرسال الدروس والاختبارات عبر البريد، والتعليم المسائي الذي يتيح للموظفين متابعة دراستهم، والتعليم الإلكتروني.
المتطلبات الأساسية للتعليم عن بعد هي العزيمة والتحفيز الذاتي، كما يتطلب المثابرة والمبادرة والاعتماد على الذات في تحليل وتطوير المهارات والمعلومات المقدمة، وقد يكون بديلاً للتعليم التقليدي لمواكبة التطور التكنولوجي و العولمة، أو أثناء انتشار الأوبئة مثل جائحة كورونا.