الدور الكبير للمرأة السعودية في المجتمع بعد رؤية 2030 وهو دور بارز ومهم يستحق الاهتمام به وتسليط الضوء على مميزاته في المجتمع السعودي، حيث نجحت المرأة السعودية إلى حد كبير في فرض حضورها -جنبا إلى جنب مع الرجل- في العديد من المجالات، محققة العديد من الإنجازات، من مبدأ المساواة والكرامة والعدالة. الإنسانية، وانطلاقا من حقها في تكافؤ الفرص، باعتبارها شريكا في المواطنة، ولأنها نصف المجتمع وأحد أهم ركائزه.
المرأة السعودية بين الماضي والحاضر
لا شك أن المرأة السعودية حققت قفزات نوعية في الماضي والحاضر، في دعم عجلة التنمية والبناء في المجتمع السعودي، ويعود الفضل في ذلك إلى القادة الحكماء، الذين تولوا تباعاً مقاليد السلطة في المملكة. المملكة، من أصحاب السعادة والسمو، الذين أحاطوا المرأة بعناية فائقة، بكل وسائل التشجيع، لتأخذ دورها في المجتمع وتكون فاعلة ومتفاعلة فيه، فمارست حقها في التعليم، وتقلدت مناصب رفيعة في المملكة، متحدية كل الظروف المحيطة، والصعوبات التي تعترض طريقها.
التعريف برؤية 2030 في المملكة العربية السعودية
تُعرف رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية بخطة ما بعد النفط للمملكة، وتم الإعلان عنها في 25 أبريل 2016م، حيث تم تسليم 80 مشروعاً ضخماً في القطاع الحكومي، وتراوحت تكلفة كل مشروع ما بين 3.7 مليار ريال سعودي حتى 20 مليار ريال سعودي، مثل مشروع مترو الرياض. ويرأس هذه الخطة ولي العهد السعودي رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي حدد رؤية 2030 قائلاً: “إنها أهدافنا وآمالنا طويلة المدى، وهي انطلاقاً من نقاط القوة والقدرات الفريدة التي تتمتع بها بلادنا، وتحدد تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية». مجتمع جديد هدفه خلق مجتمع حيوي يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وتطلعاتهم في اقتصاد وطني مزدهر.
فكرة تمكين المرأة السعودية
فكرة تمكين المرأة السعودية لم تكن حديثة في المملكة العربية السعودية، بل يعود تاريخها إلى عام 1360هـ الموافق 1941م، عندما بادرت إلى التعلم. الرئاسة العامة لتعليم البنات، التي افتتحت مدارس التعليم في المراحل الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، وألحقت بها كليات للبنات، وعدة أقسام في الجامعات، واستحدثت برنامج الابتعاث للدراسة في الخارج، وكان ذلك في عام 1426هـ، عندما تم افتتاح أكبر جامعة نسائية في العالم في المملكة، وهي جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وتحيط بها مدينة تتميز بأنها أول مدينة حكومية للمرأة، وكانت تحت إدارة و بإشراف صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبدالرحمن. شهدت المملكة العربية السعودية في عام 1430هـ الموافق 2009م، حدثاً استثنائياً وغير مسبوق، وذلك بتعيين أول امرأة سعودية في منصب وكيل وزير التعليم الأستاذة نورة الفايز.
عام تمكين المرأة السعودية
ويعتبر تاريخ 2017 – 2018م عام تمكين المرأة السعودية، ويتميز بصدور عدة قرارات جديدة لم تعتد عليها المرأة السعودية. وهذه الإجراءات الحديثة والإصلاحية اتبعت في السنوات الأخيرة، ونذكر على سبيل المثال:
- تمكين المرأة من قيادة السيارة وفق الضوابط الشرعية.
- إقرار قانون منع التحرش تحت طائلة المسؤولية القانونية، وتأكيد المعنيين على الإجراءات المتبعة ضد المتحرش وتجريم المتحرش.
- قرار يسمح للفتيات السعوديات بممارسة الرياضة في المدارس، ونتيجة لهذا القرار السماح للعائلات السعودية بمتابعة المباريات الرياضية مثل كرة القدم، وقرار آخر يسمح للفتيات السعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية وكذلك الغوص وتسلق الجبال…
- لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية، تم منح النساء رخصة قيادة طائرات.
- تعيين 100 كاتب عدل.
- إصدار نظام يسمح للمرأة السعودية ببدء أعمالها التجارية الخاصة، والاستفادة من المنح والتسهيلات الحكومية دون الرجوع إلى ولي أمرها، وكذلك الأمر بالنسبة للحصول على جواز سفر خاص بها وحتى السفر، بشرط أن تكون قد أتمت 21 عاما.
- في 24 فبراير 2019، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا بتعيين أول امرأة في السعودية سفيرة للمملكة لدى واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز.
- تشكيل مجلس حقوق الإنسان في دورته الرابعة بالمملكة من خلال تعيين 13 امرأة في مجلس الهيئة، أي بالتساوي مع الأعضاء الذكور.
- وتم إنشاء أقسام للنساء في الجيش السعودي، وإدارة الدفاع المدني، وإدارة المرور، وتم تعيين امرأة في الحرس الملكي.
- وفي مجال أبحاث الفضاء، برزت الأميرة مشاعل بنت محمد آل سعود كأول امرأة سعودية تعمل في مركز الأبحاث والاستشعار عن بعد، وكانت الدكتورة مشاعل الشمري أول فتاة سعودية تعمل في تصميم وتصنيع الصواريخ النووية والانضمام إلى وكالة ناسا لأبحاث الفضاء.
- الباحثة والمخترعة الدكتورة حياة سندي، أول امرأة عربية حاصلة على درجة الدكتوراه في مجال التكنولوجيا الحيوية من جامعة كامبريدج، ومن اختراعاتها جهاز استشعار للموجات الصوتية والمغناطيسية يحدد الدواء المناسب لجسم الإنسان، كما فهي تساعد رواد الفضاء على مراقبة مستويات السكر وضغط الدم في أجسامهم، ولها العديد من الأبحاث حول قياس ضغط الغازات السامة وحماية البيئة.
- تعيين الدكتورة ليلك بنت أحمد الصفدي أول امرأة تتولى رئاسة جامعة طلابها من الجنسين ذكور وإناث.
- دخلت المرأة مجال الفن والإخراج، ونافست في مهرجانات فنية عالمية، مثل المخرجة هيفاء المنصور وهند الفهد، وفي الفن التشكيلي الفنانة ثناء القروي ونبيلة أبو الجدايل، ومن بين وبرزت الكاتبات في مجال الشعر والقصة والرواية، أميمة الخميس وسارة الخثلان.
- أنشئت جمعيات نسائية تطوعية وخدمية تعنى بشؤون المرأة منها: ملتقى حاضنة نورا للعطاء، والعمل التطوعي السنوي الثالث لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والذي حمل شعار (الجودة والإحسان)، ودخل هذا الملتقى إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر عدد من المتطوعين في العالم، إذ وصل عدد المشاركين إلى 4994 متطوعاً، ومنتدى (الاستقرار والتنمية)، و(نبراس نورة العطاء).
الدور الكبير للمرأة السعودية في المجتمع بعد رؤية 2030
الدور الكبير للمرأة السعودية في المجتمع بعد رؤية 2030 ساهم بشكل كبير في إبراز الوجه الجديد للمملكة العربية السعودية، ووضعه على خريطة الحداثة والتنمية المجتمعية، التي ساهمت المرأة السعودية في رسم أطرها عندما انخرطت في مفاصل اتخاذ القرار والقيادة ورفد القوى العاملة السعودية. الساحة اليوم مليئة بأسماء المرأة السعودية التي أثبتت كفاءتها، ليس فقط على المستوى الداخلي داخل حدود المملكة؛ بل تميزوا ولمعوا في مناصب قيادية رفيعة، حتى في المحافل الدولية في أماكن صنع القرار العالمية، مثل الدكتورة ثريا عبيد التي شغلت منصب المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والمعروفة بحسن عملها. الإدارة والنشاط والدقة خلال فترة عملها في إدارة هذه المنظمة، ولا يمكن أن نتجاهل كلمة الأستاذة نورة الشعبان، عضو مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، لوكالة الأنباء السعودية حيث قالت: “إن بلادنا، شهدت المملكة العربية السعودية سلسلة متكاملة من الإصلاحات والتطوير والنهضة نحو مستقبل واعد يسير على خطى المؤسس رحمه الله وصولاً إلى رؤية 2030 التي تضمنت التحول الوطني برنامج العام 2023 تشجيع المشاركة الكاملة”. المرأة في سوق العمل وتنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والمساهمة في تنمية مجتمعها واقتصاد بلدها. كما أشادت بدعم القيادة للمرأة، ومشاركتها في بيئة عمل جيدة تنعم فيها بالأمان والكرامة التي تنص عليها أحكام الشريعة الإسلامية، فتفوقت في مجالات العلوم والقيادة والاختراعات والبحث العلمي، المجالات الدبلوماسية، ومشاركتهم في الوفود في المؤتمرات والمحافل الدولية، ويبرز ذلك بحصولهم على أكثر من 17 مقعداً. في كل من الوزارات والسفارات ومجلس الشورى والمجالس البلدية وغرف التجارة والتعليم العالي.
أهداف رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية
تهدف رؤية 2030 إلى عدة إصلاحات لتمكين المرأة في سوق العمل، منها:
- زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30% بحلول عام 2030، حتى تصبح شريكاً حقيقياً في التنمية.
- تقليل اعتماد المملكة العربية السعودية على عائدات النفط كأهم مصدر للدخل في المملكة.
- فهن يدخلن ساحة العمل ويلتحقن بوظائف كانت لعقود من الزمن حكرا على الرجال.
الرواد السعوديون هم فخر المملكة
إحدى النساء السعوديات اللاتي أثرن في المجتمع..