حكم الرقية المشتملة على دعاء غير الله هو من الأحكام الفقهية التي يسأل عنها الكثير من الناس، وخاصة طلاب العلم الشرعي. لينظروا أي رقية أباحها الله -عز وجل-؛ فليلتزموا بها، وأي رقية حرم الله، والتي قد تؤدي بصاحبها إلى الشرك؛ فيعرضون عنه، ولا يقتربون منه؛ حتى لا يقعوا فيما لا يستحب، وما الأدلة على كل نوع منه، وفيما يلي سنتعرف على حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله.
أنواع الرقية وحكمها
تنقسم الرقية إلى قسمين منبئين، ولكل منهما شروطه الخاصة التي تميزه عن النوع الآخر، ولها أيضًا حكم خاص، وهنا تفصيل هذين النوعين:
الرقية الشرعية
وهذا النوع من الرقية هو ما أباحه الله تعالى، ولم ينه عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ويجب في هذا النوع ثلاثة شروط: أن يكون الرقية في كتاب الله عز وجل، فيقرأ الرقية القرآن الكريم لمن يريد الرقية، وأن يكون بلسان عربي مفهوم إذا كان الكلام غير مفهوم؛ لقد خرج عن الإطار القانوني للرقة، وأما الشرط الثالث؛ وهو اعتقاد المؤدي أن شفائه، أو لا، يعتمد على الله، وليس على الشخص الذي يتم شفاءه. فأمره كله بيد الله، وما الرفعة إلا سبب من الأسباب التي يسخرها الله له. حتى يتم شفاءه.
الرقية المحرمة
وهذا النوع من الرقية حرام عند الله – تعالى – ورسوله الكريم، لأنه خارج عن إطار المشروع، وهو إذا خالف شرطاً من شروط الرقية الشرعية. كالاستعانة بالشياطين، وغير ذلك من الأعمال المحرمة التي يفعلها السحرة، أو كان بكلام أعجمي، أو بكلام غير مفهوم، أو ظن المحتفل أن أمره في يد هذا الساحر أو الكاهن، وذلك استطاع أن يشفيه؛ وكل هذا لا يعتبر من الرقى الشرعية، بل يدخل في إطار الشرك. لأنه بذلك يشرك مع الله آلهة أخرى.
حكم الرقية التي تتضمن دعاء غير الله
الرقية المشتملة على دعاء غير الله هي من الرقى المحرمة، وهي تدخل في دائرة الشرك بالله. ويجب على الرقية الشرعية أن يستعين بالله، وأن يستعين به في كل فعل أو قول يفعله، وأن يستعين به ليكون من الأسباب التي يشفى بها المريض. وكل هذا يأتي مع قراءة القرآن والدعاء لله، وأن يكون الدعاء أو الكلام كله مفهوماً يفهمه من جلس، وعلى هذا يجب أن يكون بلسان عربي، وهذا يقنع الرقية والمأمومين. الرقية أن أمرهم بيد الله، لذلك يجب على الرقي أن يكون على قناعة تامة بأنه مجرد سبب، ويجب أن يكون الشخص الرافع على قناعة بأن شفاءه من الله، ومرضه من الله، و وكل ما يحدث له فهو بإذن الله.
حكم دعاء غير الله للجهل بالتوحيد
اتفق العلماء على أن من يدعو غير الله، كالاستغاثة بغير الأموات أو أصحاب القبور؛ وهذا كفر، وقد اختلف العلماء. فهل هذا يكفر بعد أن علم، أم أن كفره لا يفرق بين علمه وعلم غيره، على قولين. لأن الأمر قد يختلف بسبب سوء العلماء أو غيرهم. وأما القول الثاني؛ وهو الذي يقول بكفرهم مطلقاً؛ لأن الشرك واضح في القرآن الكريم، والحلال واضح، والحرام واضح. ليس هناك عذر له.
ومن خلال هذا المقال يمكن أن نتعرف على حكم الرقى المشتملة على دعاء غير الله، ما هي أنواع الرقى، تعريف كل نوع منها، ما هي الشروط التي تميز كل نوع من هذه الأنواع عن بعضها البعض، ما هو حكم كل واحد منهم، وما حكم دعاء غير الله جاهل بالتوحيد، وما هي الأدلة والبراهين التي تدل على ذلك من القرآن الكريم والسنة المطهرة.