من هم الموريسكيون في الأندلس

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:19 م

من هم الموريسكيون في الأندلس؟ يحكى عن آخر ملوك العرب من بني الأحمر الذي حكم الأندلس، وسلم مفاتيح قصر الحمراء إلى الإسبان، وهو الملك أبو عبد الله محمد الصغير. أنه أثناء خروجه من الأندلس صعد تلة عالية، مطلة على مدينة غرناطة بأكملها، فنظر إليها بحسرة بعد أن جثا على ركبتيه باكيا، وزفر زفيرا طويلا. فقاطعها كلام أمه عائشة وهي تقول: «نعم، إنك تبكين كالنساء على مال كثير لم تحميه مثل الرجال». ولا يزال هذا الموقع يحمل اسم Puerto del Suspiro del Moro بالإسبانية (الزفير الأخير للعرب). لتبقى الأندلس في الذاكرة العربية جرحا يئن ولا يلتئم.

من هم الموريسكيون في الأندلس؟

الموريسكيون في أنجيليس هم من السكان الإسبان هم من أصل عربي من المسلمين. كما أن معنى كلمة موريسكو يشير أيضاً إلى المسلمين الذين فضلوا البقاء في شبه الجزيرة الإيبيرية، وقبلوا العيش تحت حكم الممالك الإسبانية، ولا يزال بعضهم يقيم في إسبانيا إلى يومنا هذا. بالإضافة إلى المسلمين الذين طردوا منها بعد سقوطها في أيدي الإسبان، وانتهاء الحكم العربي عليها. وتوجهوا ليستقروا في بلاد المغرب العربي، في شمال أفريقيا لأنها الوجهة الأقرب إلى الأندلس. وفي الشام وتركيا. وكلمة (موريسكو) مشتقة من كلمة (موروس)، وهو مصطلح يحمل في طياته احتقار وازدراء للمورو.

الموريسكيون في الأندلس نبذة تاريخية

وسقطت الأندلس أخيرا على يد آخر ملوك الأندلس، أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن. الملقب بأبي عبد الله الصغير محمد النصري، الذي سلم مفاتيح غرناطة عام 1492م. وأدى ذلك إلى أزمة حقيقية راح ضحيتها المسلمون واليهود وعدد من الطوائف المسيحية. في ظل الحكم الإسباني قد يتساءل البعض أين ذهب المسلمون بعد سقوط الأندلس؟

وفي عام 1609م، غادرت مجموعة كبيرة من الموريسكيين إسبانيا في الأندلس، وتحديداً من مدينة غرناطة ومدينة أراغون، وجنوب فالنسيا، باتجاه بلدان شمال أفريقيا. وكان عدد الذين ذهبوا إلى المغرب أكثر من 40 ألف مورسكي. كما استقر عدد كبير منهم في العاصمة المغربية الرباط، في قصبة حي الوداية، وصمموا منازلهم على الطراز الأندلسي. وفي حين هاجر بعضهم من منطقة أورناتشوس، فاستقروا في مدينتي الرباط وسلا. كما أسسوا جمهورية أبي رقراق نسبة إلى نهر أبي رقراق الذي يفصل بين المدينتين. وتميز الموريسكيون في المغرب بانفتاحهم الفكري والديني، واختلافهم في عاداتهم وتقاليدهم عن أهل المغرب. الذين اتهموهم بالإلحاد، مما عرضهم للاضطهاد والملاحقة. بينما تمت مصادرة وإتلاف كتب علمائهم. كما تعرض بعضهم للحرق. كما حدث مع الفيلسوف ابن رشد، والشاعر سن الدين ابن الخطيب بمدينة فاس.

تأثير الموريسكيين في المغرب

وبتعريف من هم الموريسكيين في الأندلس، فإن بعضهم ممن هاجروا إلى شمال المغرب قد استقروا في مدينتي تطوان وشفشاون. كما تزاوج الموريسكيون مع أهل مدينة تطوان الذين أطلقوا عليهم اسم بنت غرناطة، فحافظوا على أسلوب الحياة والعادات والتقاليد الأندلسية، فاختلطت الثقافة الأندلسية بالمحلية، وأعادوا تأسيس المدينة مدينة شفشاون التي أطلقوا عليها اسم غرناطة الصغيرة، ويظهر فيها تأثير العمارة الأندلسية بوضوح، في طرازها العمراني الذي يشبه المدينة. وقد شكلت إلى حد كبير أحياء مدنهم الأندلسية في غرناطة وإشبيلية وقشتالة وغيرها. كما نذكر الأندلس في الدستور المغربي اليوم باعتبارها أحد الروافد الثقافية البارزة والمؤثرة في المملكة. ومن خلال المقال الذي جاء فيه: “إن المملكة المغربية دولة إسلامية كاملة السيادة، متمسكة بوحدتها الوطنية والترابية، وبالمحافظة على تماسك عناصر هويتها الوطنية التي يجمعها اندماج بمكوناتها العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، وغنية بروافده الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.

معلومات عن الموريسكيين في الأندلس

احتفظ الموريسكيون في الأندلس بلغتهم الخاصة التي تسمى (الجميادو)، والتي تستخدم الحروف العربية لكتابة الكلمات الإسبانية، وسنقدم بعض المعلومات الخاصة عن هوية الموريسكيين في الماضي والحاضر:

  • بعد سقوط غرناطة، آخر معاقل الحكم الإسلامي في الأندلس، في عهد الملكة إيزابيلا وزوجها الملك فرناندو، انتُقد الوعد بمنح الأمان للموريسكيين من أصل عربي الذين بقوا في الأندلس، فاضطروا إلى ذلك. لتغيير ألقابهم وأسمائهم، ومُنعوا من ممارسة شعائرهم الدينية، والاحتفال بالأعياد، والتحدث. باللغة العربية، وأجبرتهم إسبانيا على التخلي عن الأزياء العربية، ضمن حملة تهدف إلى تدمير الثقافة والتراث العربي.
  • أنشئت محاكم التفتيش ضد الموريسكيين في غرناطة عام 1478م، ومارس ضدهم كافة أنواع التمييز العنصري. وقاوم الموريسكيون في الأندلس هذه الممارسات من خلال الثورات والانتفاضات، أبرزها انتفاضة حي البيازين بغرناطة عام 1499م، وثورة 1500م، التي امتدت شرارتها إلى كل من جبال البشارات ومنطقة المارية، واستمرت حتى عام 1571م. إعلان. بينما أصدرت السلطات الإسبانية بحق نحو 300 ألف مورسكي قرار طرد عام 1609م، واتجهوا نحو العالم العربي والإسلامي. ليسجل هذه الممارسات من الفصول المأساوية، إذ شملت عمليات التصفية والتهجير في تاريخ أوروبا، في العهد الإسباني.
  • يطالب أحفاد الموريسكيين المغاربة بالحصول على الجنسية الإسبانية، كتعويض عن طرد إسبانيا لأجدادهم وآبائهم. كما يطالبون الحكومة الإسبانية بتقديم اعتذار، بما في ذلك حقهم في الاعتراف بأصلهم وتاريخهم وهويتهم الإسبانية. على غرار اليهود (السفارديم) الذين طردوا من الأندلس. الذين يتقنون لغة اللادينو (لغة اليهود في القرن الخامس عشر في الأندلس). فيما خاطب الملك فيليب الخامس ممثلي الجاليات اليهودية بعبارة: “إسبانيا افتقدتكم”. حصول آلاف اليهود على الجنسية الإسبانية.
  • وينتشر الموريسكيون الأندلسيون بأعداد كبيرة في الجزائر، وكذلك في تونس وليبيا.
  • وفي عام 1609م، بلغ عدد الموريسكيين في إسبانيا حوالي 325 ألف نسمة، من إجمالي عدد السكان البالغ 8.5 مليون نسمة. كما شكلوا حوالي 3.5% من إجمالي السكان. وتركزت أعدادهم في تاج أراغون، وبلغت نسبتهم حوالي 20% من السكان، وفي بلنسية سجلت نسبتهم حوالي 33% من السكان. وتجدر الإشارة إلى أن النمو السكاني للموريسكيين أعلى من النمو السكاني لدى الآخرين. ففي فالنسيا، على سبيل المثال، ارتفع معدل النمو السكاني للموريسكيين إلى 69.7%، حيث توزعوا في الضواحي الفقيرة للمدن وفي الريف.
  • وبلغ عدد المسلمين الموريسكيين الذين اعتنقوا المسيحية نحو مليون شخص. اعتمدت العائلات الموريسكية ذات الأصول اليهودية والإسلامية أسماء مسيحية جديدة.
  • وفي غرناطة قُتل بعض الموريسكيين على يد المسلمين، بسبب رفضهم التخلي عن المسيحية فيما بعد. وتشير الإحصائيات أيضًا إلى أن حوالي 7% – 10.6% من الإسبان اليوم ينحدرون من عائلات مسلمة اعتنقت المسيحية.
  • ومن أبرز العائلات المغربية ذات الأصول الأندلسية نذكر على سبيل المثال: عائلات الغرناطي، قشتلو، القشتلي، القرطبي، الطريس، الرندي، بلكاهية، برادة، القباج، ​​آل – الأندلسي، الفاسي الفهري، الطيتلي، الأحمر، الملقي، الماروري، الفلنسي، شماو، بنتوجا، الدقاق، كيليطو، طريدانو، فنيش، دينيا، ابن شقرون.

هذا وبعد تقديم بمن هم الموريسكيون في الأندلس؟ وفي الواقع، فإن العديد من الموريسكيين في بلاد المغرب يفضلون عدم تسمية الموريسكيين، بل يفضلون استبداله بلقب الأندلسيين. وهذا مؤشر واضح على تمسكهم بهويتهم الأصلية وشوقهم إلى جنتهم المفقودة. بينما تناول الكاتب الإسباني الشهير ميغيل دي سرفانتس حالة الموريسكيين في روايته الشهيرة (دون كيشوت أو دون كيشوت) في القرن السابع عشر، من خلال عدة شخصيات في روايته. وهو ما تم توثيقه كدليل حقيقي يضاف إلى هوية الموريسكيين الأندلسيين.