قصة فرعون

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:56 م

ومن خلال المقال نروي لكم قصة الطاغية فرعون الذي خلدها القرآن الكريم عبرة وعظة للعالمين، وقد أشار الله تعالى إليها في كتابه الكريم في أكثر من موضع حتى نتفكر في آياته ونستمد منها الحكمة، فلا نقلد فرعون في ظلمه وفجوره مع الله. لمعاشرته وادعاء العبودية للآخرين، وأقر للعباد مجموعة من الشرائع والقوانين وأمرهم باتباعها. فمن شاء كفر، ومن شاء آمن بما أرسل الله أنبيائه ورسله، ولكل منهم أجره من الله كما يستحق. ففي ما يلي نسلط الضوء على قصة فرعون العبد الذي تجرأ على الله، فجعله الله آية للناس يوم القيامة.

فرعون

  • فرعون هو لقب يطلق في عصر قدماء المصريين على من كان يحكم البلاد، والفرعون الذي نشير إليه اليوم من خلال هذا المقال هو الذي ذكره القرآن الكريم في عهد رسول الله ، موسى – عليه السلام – .
  • حكم مصر قبل ولادته، وكان معروفًا بظلمه وقساوة قلبه وكفره، وكان يدعي أنه إله ويجبر الناس على عبادته.
  • جمعهما القدر منذ أن كان موسى طفلاً صغيراً لا يفهم الكلام، حتى بلغ رشده وصار نبياً ودعاه إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له وترك الكفر، فلا نستطيع أن نروي قصة فرعون دون الإشارة إلى قصة النبي موسى.

قصة فرعون

  • تعود بداية قصة فرعون إلى زمن سبق ولادة النبي موسى -عليه السلام-. وكان يحكم مصر في وقت انقسم أهلها إلى قسمين: الأقباط وبني إسرائيل.
  • وكان مظلوماً ومظلوماً في البلاد كثيراً، وكان يظن أن حلم الله به هو غفلة الخالق عنه، والعياذ بالله، حتى قال للناس: “وما علمتكم من إله غيري”.
  • وزاد في ظلمه وطغيانه، حتى يأتي عليه يوم يقول فيه للناس: أنا ربكم الأعلى. وتحصن في نفسه لشدة تكبره وصبر الله عليه، إنه القوي العزيز، وظن أنه ناجٍ، لكن الله لا ينجي ظالماً ويتركه بلا أجر.

عداوة فرعون لبني إسرائيل

  • بدأت العداوة الحقيقية بين فرعون وبني إسرائيل عندما رأى في إحدى الليالي رؤيا أفزعته وأثارت الرعب في قلبه، فرأى نارا تخرج من أورشليم حتى وصلت مصر وتحرق بيوت الفراعنة والأقباط. ولا يضر بيوت بني إسرائيل.
  • جمع فرعون حاشيته من الكهنة والسحرة والعرافين، وقص عليهم رؤياه وطلب منهم أن يفسروها له، فاتفقوا جميعا على تفسير واحد، وهو ولادة طفل من بني إسرائيل، الذي فيقضي على فرعون وزوال مملكته على يديه.
  • وبعد أن عرف تفسير رؤاه، أمر فرعون بقتل كل طفل ذكر يولد في بني إسرائيل حفاظاً على نفسه وملكه، ظاناً من نفسه أنه قادر على تغيير إرادة الله، وبالفعل نفذ القرار، فقام حراسه تفقد الأطفال بعد ولادتهم. قُتل من كان ذكراً وبقي من أنثى.
  • وبعد مرور فترة من تنفيذ هذا القرار، خشي وزراء فرعون من فناء بني إسرائيل، فكانوا يستعبدونهم لتولي المهام الصعبة وأخبروه بخطورة هذا الأمر، فتوصل إلى التسوية، وهي قتل الذكور عموماً وتركهم عموماً.

ولادة موسى وهارون عليهما السلام

  • تقرر الآن قرار فرعون بترك الذكور عامة وقتلهم عامة، لكنه لم يكن يعلم أن قراره هذا سيكون حكمًا نهائيًا منه بإنهاء مملكته والقضاء على حاشيته من الظالمين.
  • وُلد نبي الله هارون -عليه السلام- في العام الذي سمح فيه فرعون بإبقاء الذكور أحياء. وأما العام الذي قتل فيه بني إسرائيل فقد ولد نبي الله موسى عليه السلام.
  • خافت أم موسى عليه من فرعون وجيشه، فأوحى إليها الرب عز وجل أن تصنع صندوقاً من الخشب وتضع موسى فيه وتتركه في البحر.
  • وحمل الماء الطفل إلى قصر فرعون، حيث وجدته الجاريات وحملته إلى زوجة فرعون آسيا، التي رق قلبها له عندما رأته وطلبت من فرعون الذي أمر بقتله أن يتركه ترضية له و ها.
  • وتربى موسى في قصر فرعون أمام عينيه حتى بلغ أشده، وجاءه فيما بعد بإنذار ربه وإنذاره.

خروج موسى عليه السلام من مصر

  • وعرف عن موسى أنه من بني إسرائيل، إلا أن نشأته في قصر فرعون أكسبته مكانة كبيرة بينهم، على عكس بقية بني إسرائيل الذين ذلوا في مصر.
  • وفي أحد الأيام خرج موسى -عليه السلام- إلى المدينة فوجد رجلين يتقاتلان، أحدهما قبطي والآخر من بني إسرائيل، فكان عليهما أن يساعدا الرجل من بني إسرائيل. أخبرهم أنه لم يقصد قتله، فلن يصدقوه وسيقتلونه.
  • وحدثت حادثة أخرى لنفس الرجل من بني إسرائيل في اليوم التالي، فاستغاث بموسى مرة أخرى، فذهب لمساعدته.
  • وانتشر الخبر في المدينة، وأخبر أحدهم النبي أن الناس يتربصون له، فخرج موسى من مصر وخرج إلى مدين خوفا منهم.

زواج موسى عليه السلام

  • وقد ساعد نبي الله موسى بالمدينة جاريتين على سقي الغنم من البئر دون أن يطلب منهما أجرا. إنما سقى لهم الماشية وتركهم.
  • وأخبرت الفتاتان والدهما بالأمر، فطلب منهما إحضاره معه، فقبل النبي الدعوة وأخبر الرجل بما حدث له في مصر، فطمأنه وأخبره أنهم هنا آمنون من فرعون وجنوده ولا يقلق.
  • طلبت الفتاتان من والدهما أن يستأجر هذا الشاب القوي ليعمل لديه، فعرض عليه الرجل الأمر وعرض عليه الزواج من إحدى بناته، والمهر ثماني سنوات.

الوحي الإلهي والتفويض

  • ومرت المدة المحددة، وأنجب نبي الله موسى من زوجته أولاداً، وشعر بالحنين إلى قومه ووطنه، فقرر الرحيل مع أهله والعودة إلى مصر.
  • ضاع النبي في صحراء سيناء وخاف على أهله، وفجأة رأى النبي نارًا من بعيد، ففرح على أمل أن يجد من يرشده إلى الطريق الصحيح.
  • ترك أهله واتجه نحو النار، وهو لا يعلم أنها ستكون نوراً ونوراً لبداية جديدة في حياته. وهناك عند جبل الطور سمع صوتاً يناديه وهو صوت رب العالمين يقول له: أنا ربك فاخلع نعليك. إنكم بالوادي المقدس طوى».
  • كلفه الله تعالى بالمهمة في الوادي الحرام وأمره بدعوة فرعون وقومه لعبادة الله وحده، وأيده بالمعجزات بعصا تحولت إلى ثعبان كبير، وتحولت يده إلى اللون الأبيض مرة أخرى، مما أسعد الناظرين. .
  • طلب موسى من ربه أن يجعل معه أخاه هارون نبيا يقويه ويعينه على دعوة القوم الظالمين، فاستجاب له الرب عز وجل وأرسل معه هارون نبيا.

دعوة موسى لفرعون

  • ذهب موسى وهارون -عليهما السلام- إلى فرعون في قصره ليدعوه إلى ترك الشرك بالله وظلم العباد، والعودة إلى الخالق عز وجل قدره.
  • وجادل فرعون الأنبياء، فلم يكن يؤمن بسهولة ويخضع بسهولة، وطال الحديث بينهما حتى هددهم بالسجن إذا لم ينتهوا مما يقولون. فرعون اتهم النبي بالجنون حتى لا يصدقه الناس.
  • أظهر موسى -عليه السلام- معجزته أمام فرعون وقومه، فألقى عصاه، فإذا تحولت إلى ثعبان كبير، أصاب الذعر قلوب الحاضرين، فأخرج يديه، وهم كانت بيضاء وسليمة، وكأن شيئًا سيئًا لم يحدث لها يومًا ما.
  • واتهم فرعون موسى بأنه ساحر وليس نبي، واتفقوا على إجراء مسابقة بين موسى وسحرة القوم ليثبت لهم أنه ساحر وليس نبي.

قتال سحرة فرعون

  • اجتمع السحرة في اليوم الموعود، وجمعوا الناس ليشهدوا على كذب موسى وأخيه.
  • طلب موسى من السحرة أن يبدأوا القتال، فألقوا عصيهم، وتحولوا إلى ثعابين، ولم يكن الأمر حقيقيًا، بل كان سحرًا سحروا به الأبصار.
  • فرح فرعون وظن أنه قد هزم موسى، ثم جاء دور النبي، فألقى عصاه، فتحولت إلى حية كبيرة، التهمت العصي التي ألقاها السحرة، فتحولت إلى ثعابين.
  • أيقن السحرة أن هذا ليس سحرا، بل معجزة من الله، فسجدوا معلنين إيمانهم برب هارون وموسى – عليهما السلام – فضربهما عذاب شديد من فرعون.
  • وخز فرعون أمام قومه، فتلاشى الظلم، وظهر الحق أمام كل الناس، لكنه لم يكف عن طغيانه.

عذاب قوم فرعون

  • وأنزل الله تعالى البلايا على آل فرعون على مر السنين، رجاء أن ينتهوا مما كانوا فيه من الكفر والاستكبار، ولكنهم لم يرتدوا. جديد.
  • أرسل لهم الله الطوفان، فأسرعوا إلى موسى، فرفع الطوفان، ونبت النبات من جديد، لكنه لم يكمل.
  • أرسل الله عليهم الجراد، فغطى كل مكان، فدعا لهم النبي، ولكن عندما رفع البلاء لم ينتهوا.
  • وبعد الجراد جاءهم القمل، وهو حشرات صغيرة تلتهم المحاصيل بعد تخزينها. ودعا لهم النبي فرفع الله عنهم البلاء.
  • عودتهم إلى الكفر مرة بعد مرة جعل العذاب يأتيهم تباعا، فأرسل الله عليهم الضفادع حتى ينتهوا، فعاهدوا النبي أن ينتهوا ويخرجوا مع بني إسرائيل، فأنزل الله الويل منهم، لكنهم نقضوا عهدهم مرة أخرى وأصروا على عنادهم وتعذيبهم لبني إسرائيل.
  • أنزل الرب عليهم عقاباً نهائياً على أمل أن يعودوا، فتحولت كل مياههم إلى دم، علامة وإنذار أخير، على أمل أن يتوقفوا ويعودوا إلى الله، لكنهم لم يتوقفوا.

هلاك فرعون

  • واستمر فرعون وملئه في تعذيب بني إسرائيل وقتل الأطفال والرجال واستبقاء النساء وهم صابرين، فأمرهم الله أن…