هل الزلازل من علامات الساعة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:55 م

هل الزلازل من علامات الساعة؟ سؤال مهم قد يتبادر إلى ذهن أي إنسان يؤمن بوجود الساعة ويوم القيامة، لأن الواقع والأحاديث النبوية والأدلة الشرعية التي تتحدث عن أشراط الساعة ووقتها علامات تفرض وتستدعي هذا السؤال. بالإضافة إلى الحديث عن مواضيع قانونية أخرى تتعلق بالزلازل.

علامات الساعة

تنقسم علامات الساعة إلى قسمين: علامات صغرى وعلامات كبرى، فالعلامات الكبرى تحدث في فترة قريبة جداً من الساعة، وهذه العلامات لا يعتاد الناس على حدوثها، ومن بينها ظهور المسيح الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها. أما الصغرى فهي التي تكون قبل قيام الساعة بوقت طويل، ومنها: ظهور الجهل، وأخذ العلم، والتكبر في بناء البنيان، وهذه أمور مألوفة عند الناس. أما علامات الساعة من حيث الظاهر فهي مقسمة حسب الترتيب التالي:

  • ومن علامات الساعة التي ظهرت ومرت كظهور الفتنة وقتال الأتراك، وهذه الأمور حدثت حسب ما جاء في الأحاديث النبوية.
  • وبدأت العلامات تظهر، لكنها لم تتكاثر وتترسخ على النحو المبين في الأدلة الشرعية.
  • علامات لم تظهر بعد ولكنها ستظهر في المستقبل.

وفي الفقرة التالية سيتم الإجابة على سؤال: هل الزلازل من علامات الساعة؟ وإذا كان من علاماته، فإلى أي قسم ينتمي؟

هل الزلازل من علامات الساعة؟

الزلازل هي أحد أنواع الكوارث الكونية، وهي عبارة عن حركة واهتزاز للأرض تؤدي إلى الدمار والهدم، وذلك حسب قوة الزلزال وشدته. وأما ارتباطه بأشراط الساعة؛ تشير الأحاديث النبوية إلى أن الزلازل من أشراط الساعة، وهي من العلامات الصغرى التي ظهرت في أولها وهي في طور التعاقب والتزايد حتى تقوى وتتكاثر في جميع أنحاء الأرض. حيث أثبت العلماء أن الزلازل حدثت منذ زمن طويل ولا تزال تحدث، ولكن الزلازل التي هي من أشراط الساعة تتميز باستمراريتها وشمولها. على النحو التالي:

  • عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا استيقظ ساعة حتى اعتقل علوم، وتتضاعف الزلازل, وتتقارب وقت، ويبدو إغواء وتتضاعف هووبلاوهو القتل القتلحتى تتضاعف فيك المال يفيض.”
  • وعن سلمة بن نفيل السكوني – رضي الله عنه – قال: «كنا جلوسًا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يتلقى الوحي، فقال: (أنني لا ما زال فيك وأنت لا لابيثين بعدي إلا إذا القليل وسوف تأتي لي السبل يهلك البعض منكم بعض وبين يدي ساعة حالتي وفاة شديد ومن بعده سنين الزلازل)”.
  • وعن عبد الله بن حوالة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وضع يده على رأسه وقال له:يا ابن الحوالة, لو لقد رأيت الخلافة ربما ذهبت إلى الأسفل أرض مقدس ضائع صدمه خفيفه الزلازل والعندليب والأشياء العظام, والساعة ذلك اليوم أقرب من الناس من يدي هذا مذهل من رأسك.”

الحكمة من الزلازل

الحكمة الإلهية من حدوث شيء غير مرئي. وقد يدرك الإنسان بالبحث والتأمل شيئاً من هذه الحكمة، وقد لا يدركه. وأما الزلازل فهي من سنن الله الكونية، وقد تحدث في أي جزء من الأرض. فيخافونه ويخافونه، فيلجأون إليه، ويستيقظون من غفلتهم، وقد يكون حدوث الزلازل بمثابة إنذار من الله عز وجل للعاصين حتى يرجعوا عن ذنوبهم، ويمكن أن تكون أيضًا إنذارًا عقوبة على المعاصي والذنوب وانتشار الفواحش والفواحش.

وقد فسر بعض العلماء العقوبة الواردة في قوله تعالى: “قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم”. فالصياح والحجارة والرياح والانهيارات الأرضية والرجفة، والزلازل من آيات الله التي يرسلها ترهيبًا للخلق، وتحذيرًا لهم، وتنبيهًا لهم من الشرك ومخالفة أمره. كما أن الذنوب والمعاصي، وعدم إنكار المنكر، وسكوت الناس عن الأمر بالمعروف، من أسباب حدوث الزلازل والمصائب بمختلف أنواعها.

كيف يتصرف المسلم عند حدوث الزلازل؟

إن الالتزام بشرع الله هو طريق النجاة في الدنيا والآخرة. ويجب على المسلم أن ينظر إلى الأحداث والتغيرات التي تحدث في حياته، وأن ينظر إلى الأحداث التي تحدث من حوله. حدوث الزلازل وانتشارها فهذا من علامات الساعة كما سبق بيانه، وفيما يلي ذكر لبعض التصرفات والتصرفات التي يجب على المسلم القيام بها وقت حدوث الزلازل :

  • المسارعة إلى التوبة واللجوء إلى الله تعالى، والندم على الذنوب والمعاصي، والعزم على الإقلاع عنها.
  • الدعاء إلى الله عز وجل، والإكثار من الدعاء بالرحمة، والدعاء، والاستغفار، والذكر، وسؤال الله العافية والسلامة.
  • التمسك بدين الله وإقامة العبادات واجتناب المحرمات.
  • الصدقات على الفقراء والمساكين، والرحمة بهم والإحسان إليهم.

هل الموت في الزلازل شهادة

بعد الإجابة على السؤال: هل الزلازل من علامات الساعة؟ وفي بعض المسائل المتعلقة بالزلازل، لا بد من بيان حكم من يموت بالزلزال. فإذا تمكن الإنسان من الفرار والاحتماء بمكان آمن عند حدوث الزلزال، وجب عليه ذلك. فإن الأحاديث النبوية دلت على أنه من الشهداء إن شاء الله، ومن هذه الأحاديث: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشهداء خمسة: طعن و مبطن، و الغرقى وصديقه هدم والشهيد في طريق إله”، فصاحب الهدم شهيد إن شاء الله، وهذا عام إذا كان الهدم بسبب زلزال أو سقوط بناء وانهياره ونحو ذلك.

وبهذا الحد نكون قد بينا ما هي الأقسام الشرعية لأشراط الساعة، وأجبنا على السؤال: هل الزلازل من أشراط الساعة؟ وبينا أنها من علامات الساعة التي ظهرت ولا تزال مستمرة، وبينا حكمة الزلازل وأسباب كثرتها، وذكرنا الأمور التي يجب المسارعة إلى فعلها عند حدوث الزلازل، و وقد ذكرنا حكم الموت في الزلازل، ووثقنا هذا الحكم بالأدلة الصحيحة المتفق على صحته