ومن قال متى استعبدتم الناس؟ وهو قول أحد كبار الصحابة الذي جاء لترسيخ مفهوم الحرية الذي يدعو إليه الدين الإسلامي، فالله تعالى خلق الإنسان حرا وليس عبدا للعبيد، وهذا هو المبدأ، وقد وهب الله تعالى الإنسان بحرية الإرادة والاختيار والإرادة، ولم يخلقه مجبراً على العمل الدنيوي ما لم يرغب فيه، وفي هذا المقال سوف نتعرف على صاحب هذه المقولة.
مفهوم الحرية في الإسلام
خلق الله تعالى الإنسان حرا في اختيار العمل الذي يريد وحياته كما يريد، وكل ذلك في حدود ما أباح الله عز وجل، فيأكل ما يشاء، ويلبس ما يريد، ويذهب حيثما يشاء. يريد، ويفعل ما يريد من العمل، وهذه الحرية وحرية الاختيار للذكر والأنثى في الإسلام، فالإنسان يتزوج من يرغب فيها ويرضى، وكذلك الأنثى تتزوج من يرضاه ولا يرضاه. فمن حق الإنسان أن يغتصبها، وهذه الحرية التي منحها الله تعالى للإنسان ثابتة وهي من ضروريات الحياة الكريمة، ويعتبر اغتصابها من الإنسان ظلماً وظلماً له، وهذه الحرية تجعل من الإنسان عبد الله وحده.
يقال متى استعبدت الناس؟
والذي قال متى استعبدتم الناس هو الصحابي الجليل والخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنهوجاء هذا القول على خلفية قصة حدثت في زمن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ جاءه رجل من عامة أهل مصر يشكو إليه، وعرف عن سيدنا عمر مجلسه العدل الذي لا يظلم فيه أحد، وشكا إليه الرجل ابن والي مصر في ذلك الوقت عمرو بن العاص رضي الله عنه. الذي لم يقبل أن يسبقه أحد من العوام في سباق الخيل، فجلد باللؤلؤة وسجن. فيأمر الرجل المصري بضرب ابن عمرو بن العاص وأخذ حقه منه، فيتوجه سيدنا عمر إلى الرجل ويقول له: “ضعها على ضلع عمرو، وكأن روح العدل خرجت من الأمير”. إلى رعيته، فيقول: يا أمير المؤمنين، ضربت الذي ضربني». ثم يقول الفاروق كلمته الشهيرة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟”
الفاروق عمر بن الخطاب
من كبار الصحابة والمسلمين الأوائل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وله فضائل كثيرة، وهو أحد الصحابة العشرة الذين بشروا بالجنة، و ثاني الخلفاء الراشدين. أول من هاجر من دينه غصباً إلى المدينة المنورة، كما عُرف بجهاده ونصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناصرته لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. له بعد توليه الخلافة، واشتهر بعدله بين الناس عندما آلت إليه الخلافة، وجعل قوته وحكمته وعدله في خدمة دين الله، وإعلاء كلمة الله الحق.
وبذلك نكون قد أجبنا في مقالتنا على هذا السؤال يقال متى استعبدت الناس؟ وعلمنا أنه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب، كما تعرفنا على قصة هذا القول، وبدأنا الحدث بالتعريف بمفهوم الحرية في الإسلام.