حكم التبرع بالاعضاء بعد الموت وما هي شروط التبرع بالتفصيل

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:19 م

يعتبر حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت من الأحكام الفقهية التي يرغب فيها الكثير من المسلمين، وخاصة طلاب العلم الشرعي الذين يرجع إليهم الناس في أمور دينهم. حتى يتعرفوا على الحرام والحلال، وما يغضب الله؛ فيتجنبون ذلك، وما يرضي الله؛ يفعلون ذلك، وقد أصدر العلماء أحكاماً كثيرة في بيع الأعضاء والاتجار بها، وفيما يلي سنتعرف على حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت.

حكم التبرع بالأعضاء

التبرع بالأعضاء هو أحد الأحكام التي تدور حول شيئين. وقد يكون المتبرع أحد الأعضاء التي تتوقف بها الحياة، كالقلب، أو الدماغ، أو غير ذلك مما يسلب الحياة معه، وقد يكون من الأعضاء التي تبقى بها الحياة، ولا تفقد، والمتبرع والحكم في هذا مختلف. وفي حكم ذلك إذا كان العضو مما يؤدي إلى زوال الحياة؛ ولا يجوز أن تتم عملية التبرع؛ لأن ذلك يدخل في باب الانتحار، والانتحار هو سلب النفس التي وهبها الله للإنسان.

وكذلك الأعضاء التي تسبب عجزاً، أو تفقد وظيفة أساسية بها، كاليدين والقدمين، فلا يجوز أيضاً التبرع بها؛ لأن ذلك يسبب ضرراً جسيماً للإنسان، أما إذا كان العضو الذي لا تفقد الحياة به، كالكليتين، وغيرها من الأعضاء التي لا تفقد معها الحياة؛ ويجوز للإنسان أن يتبرع به ولا حرج، ولكن يجب تطبيق الضوابط الشرعية التي أقرتها الشريعة الإسلامية في هذا الشأن. ولتفادي أي محاولة للمتاجرة بالأعضاء؛ لأن الله تعالى كرم الإنسان، وفي ذلك يقول الله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم”. على كثير ممن خلقنا تفضيلا.”

حكم التبرع بالأعضاء بعد الوفاة

حياة الحي طيبة، ولهذا أقر العلماء بجواز التبرع بالأعضاء أو بيعها بعد الموت، ولكن هناك شروط لذلك، وهي: أن يكون الميت قد مات تماما، أي: فقد الحياة عنه. ، ولا يعتبر الموت السريري، بل يشترط أن يكون الموت. ويفقد معه التنفس، أو تتوقف معه الأعضاء الرئيسية مثل القلب، ومن خلاله تتوقف جميع العمليات في الجسم، وتتوقف معه حياة الإنسان، وأيضاً لا بد أن الميت قد أوصى خلال حياته بأنه يريد زراعة أعضاء أجزاء جسده بعد الموت.

أو أنه يجوز للناس أن يأخذوا ما يحتاجون إليه من جسده بعد وفاته، متى احتاجوا إلى ذلك، وهذا إذا دل دل على رضاه الكامل الذي يجوز من خلاله التبرع بالأعضاء، وقد أفتى بعض العلماء بجواز التبرع بالأعضاء. وبعد الموت لا يجوز؛ ولو توافرت هذه الشروط، لأنه مثل بيع الأعضاء لبيع سلع يتاجر بها التجار فيما بينهم، وأنه يجوز للناس أن يجعلوها تجارة لهم يكسبون من خلالها أموالاً كثيرة، وهو حرام. مثل التجارة المحرمة، كما أن الأعضاء التي حباها الله عز وجل – للإنسان ليست ملكاً للإنسان، بل هي ملك لله؛ وهبها الله للإنسان، ولا يجوز لأحد أن يتصرف في مال أحد، ناهيك عن أن يكون صاحبه الله.

شروط التبرع بالأعضاء بعد الوفاة

وقد أفتى العلماء بجواز التبرع بالأعضاء أو بيعها، وهذه العملية لا تذهب سدى.

  • أن يكون التبرع أو البيع للضرورة القصوى، كأن تتوقف حياة هذا الشخص الذي يحتاج إلى التبرع على ذلك، وأنه إذا لم يتبرع له يموت، ففي هذا الوقت يجوز لمن يتبرع له له، أو بيع أعضائه التي تقوم عليها حياته، وفق الضوابط التي يحددها القانون والأطباء.
  • أن يكون المتوفى قد أوصى خلال حياته، وهو في كامل قواه العقلية، بأنه مستعد بعد وفاته للتبرع بأعضائه لشخص معين، أو جهة معينة، حتى ولو لم يوص بذلك، أو كان ليس بكامل قواه العقلية؛ إن عملية التبرع أو البيع لا يجوز من الناحية القانونية.
  • وأن الميت قد مات بالفعل؛ فتأكد من حوله، أو من أوصاهم بجواز التبرع أو البيع أن وفاته قد تحققت، وإذا لم تتحقق وفاته؛ ولا تجوز عملية النقل، كالموت السريري أو غيره من الحالات التي يفقد فيها الإنسان وعيه، لكنه لا يفقد الحياة حقيقةً، كأن يعمل تنفسه؛ وهذا أيضًا لا يسمح بعملية النقل.
  • أن تكون هناك جهة طبية متخصصة تقوم بمهمة نقل الأعضاء، ولا يشترط لها عدد محدد، ولكن المطلوب هو ضرورة عملية النقل، فإذا احتاجت إلى ثلاثة أطباء، يقوم الثلاثة، وهكذا على؛ ويختلف ذلك من شخص إلى آخر، ومن نقل إلى آخر، ولكن يجب أن يكون الطبيب على علم تام بتلك العملية؛ حتى لا يحدث ما لا يحمد عواقبه.
  • القيام بعملية نقل الأعضاء في الأماكن المخصصة لها، وذلك لتوفير الرقابة الشرعية والقانونية لها على ذلك، ولا يجوز إجراؤها في أماكن غير مخصصة لها.

حكم المتاجرة بالأعضاء البشرية

تعتبر تجارة الأعضاء من الحرف المحرمة شرعا، لأنها تتيح للناس المتاجرة فيما لا يملكونه، فتتيح هذه التجارة للناس أن يجعلوا الإنسان كالسلعة التي تباع وتشترى، كما أن هذه الأعضاء غير مملوكة. من قبل أحد، والإكمال هو ملك الله الذي استودعه الإنسان. وعليه أن يحافظ عليها، كما أن تلك التجارة تتم في ظروف ليس فيها أي احتياطات، سواء كانت تلك الاحتياطات مشروعة أو مشروعة، وقد تودي تلك التجارة بحياة الكثيرين عند القيام بتلك العملية؛ لأنها قد يتم إجراؤها على يد أطباء غير متخصصين، وقد تحدث في ظروف استثنائية لا يمكن معها تجنب أي عوائق قد تحدث للمتبرع في ذلك الوقت.

ومن خلال هذا المقال يمكن أن نتعرف على حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت، وما حكم بيع الأعضاء للأحياء أو الأموات، وما هي التجارة المحرمة التي لا يجوز نقل الأعضاء أو التبرع بها، وما هي الشروط والقوانين التي يتم من خلالها التبرع أو بيع الأعضاء، وماذا لو لم يكن المتوفى قد أوصى بالتبرع أو نقل هذه الأعضاء قبل الوفاة، وماذا لو توفي الشخص سريريا، وهل يشترط أن يقوم الأطباء المختصون بذلك العملية أم المكان المخصص لها؟