من هو ابن بطوطة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:56 م

من هو ابن بطوطة؟ وهو من أشهر الرحالة والمستكشفين الذين عرفهم التاريخ، وأول من وضع وصفاً دقيقاً وواضحاً للدول التي زارها في رحلاته والتي يبلغ عددها أكثر من 44 دولة. كما قضى ثلاثة عقود من حياته يجوب بلدان العالم بحراً وبراً، حيث لا يزال حتى يومنا هذا يدرس العديد من المعلومات التي قدمها في كتابه لطلبة الدراسات الجغرافية والتاريخية حول العالم.

من هو ابن بطوطة؟

ابن بطوطة هو محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، المعروف بابن بطوطة، وهي في الأصل فطومة، وتم تحريف اللقب ليصبح “بطوطة”. هو رحالة ومؤرخ ومغامر وقاضي، من قبيلة لواتة المغربية من أصل أمازيغي مغربي. وكان الهدف عندما غادر ابن بطوطة مدينته طنجة بنية الحج إلى مكة وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن ذلك الشاب لم يكن يعلم، أو كان يعلم حينها، أن فيغيب عن وطنه ثلاثين سنة، يجوب خلالها أرجاء العالم. مستكشف، متزوج، ومسافر يحمله القدر إلى آخر، والبحار إلى آخرين. كما كان يمتلك الجرأة والشجاعة، وشغفاً بحياة المغامرة، ويتمتع بالقوة البدنية التي تساعده على التغلب على المخاطر بروح صلبة وعزيمة قوية.

نبذة عن حياة أمير الرحالين ابن بطوطة

وعلى الرغم من الشهرة الكبيرة التي رافقت شخصية ابن بطوطة، إلا أننا لم نعرف الكثير عن حياته الشخصية. كما أن المصدر الوحيد للمعلومات عنه هو ما أدرجه في كتابه الموسوعي الوحيد الذي كان بعنوان (تحفة الناظرين في غرائب ​​الأسفار وعجائب الأسفار) والذي عرف بـ (رحلة ابن بطوطة). ويذكر أيضاً أنه ولد في المغرب، وتحديداً بمدينة طنجة، في 24 فبراير 1304-1377م، الموافق 703-779هـ، في أسرة رفيعة المستوى، حيث تقلد العديد من أبنائها مناصب رفيعة، وتميزوا بالذكاء والعبقرية في العلوم الشرعية. وبحسب الكتاب، فقد تزوج من العائلة التي حكمت جزر المالديف، عندما كان يعمل قاضياً هناك. ومن المرجح أنه توفي بين الأعوام 1368-1377م بمدينة طنجة، حيث يقع قبره بالمدينة القديمة هناك.

رحلات ابن بطوطة

تعددت الوجهات التي سافر إليها ابن بطوطة، حيث زار أكثر من 44 دولة، قطع خلالها ما يقارب 120 ألف كيلومتر، ومن هذه الدول نذكر: دول شمال أفريقيا في المغرب العربي، مصر، الحبشة، الشام، الحجاز. وتهامة ونجد والعراق وبلاد فارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وبلاد ما وراء النهر وبعض أجزاء القارة الهندية والصين وإندونيسيا ودول التتر. كما وصل إلى وسط أفريقيا إلى مالي والصومال. كما اتصل بعدد من الملوك والأمراء، فأثنى عليهم بشعره، كما كان ينظم الشعر، وأغدق عليه الهدايا والتبرعات التي كان يعتمد عليها في تمويل أسفاره. وبعد عودته إلى المغرب، اقترب منه أحد سلاطين بني مرين، السلطان أبو عنان، فعينه قاضيا للبلاد، وذلك سنة 1353م.

عن كتاب ابن بطوطة

غادر ابن بطوطة طنجة شابا سنة 725هـ، واستغرقت رحلته أكثر من 27 سنة من 1325-1352م. وبعد عودته أملى خبر رحلته وأسفاره على محمد بن جازي الكلبي بمدينة فاس المغربية سنة 756هـ، وكتبه في كتاب مخطوط يحمل عنوان (تحفة النظرة في غريب الأمصار وعجائب السفر). كما تُرجم إلى عدة لغات عالمية، منها: الإنجليزية، والبرتغالية، والفرنسية. بينما تُرجمت بعض فصوله إلى الألمانية. كما أنني أتقن اللغة التركية والفارسية. أطلقت عليه جامعة كامبريدج الأمريكية لقب أمير الرحالة المسلمين الوطنيين.

مقتطفات من كتاب التحفة

وفي الحديث عن من هو ابن بطوطة نستعرض فيما يلي بعض ما جاء في كتابه تحفة النظر:

  • وفي وصفه لرحلته الأولى نحو مكة المكرمة قال: “لقد غادرت طنجة مسقط رأسي يوم الخميس 2 رجب 725هـ/1324م”، معتمداً على حج بيت الله الحرام وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم. منفصل عن الرفيق أنا في صحبته، وراكب أنا في مجموعته، فدوافع الروح شديدة العزم، والشوق إلى تلك المعاهد الشريفة كامن في الأحزمة. فعقدت العزم على ترك أحبتي من الإناث والذكور، وخرجت من وطني كما رحلت الطيور عن الخور. كان والداي على قيد الحياة، فتحملت ألم بعدهما، ولقيت كما فعلوا المشقة.
  • وفي طبائع أهل المالديف الذين تصااهر بهم قال: “وأهل هذه الجزائر أهل صلاح ودين، وصدق إيمان، ونية صادقة. طعامهم حلال، ودعائهم مستجاب، وإذا رأى الإنسان أحدهم قال له: الله ربي، ومحمد نبيي، وأنا أمي وفقير، وأجسادهم ضعيفة، وهم هزيلون. غير مكلفين بالقتال والقتال، وسلاحهم الدعاء.
  • وأبدى رأيه في حياة البداوة التي عاشها قائلا: “لقد وصلت ولله الحمد إلى هدفي في الدنيا وهو السياحة في الأرض، ووصلت إلى ما لم يصل إليه أحد غيره”. أعرف، والباقي بقي.

ومن خلال عرضنا لهذه المعلومات الموجزة عنه من هو ابن بطوطة؟ونجد أنه على الرغم من أنه كان يتمتع بشخصية يكتنفها الغموض والجدل في كثير من تفاصيل حياته حتى اليوم، إلا أن ابن بطوطة يظل فذ الجغرافيا، الذي جمع بين علوم الشريعة والدبلوماسية والسياسة والجغرافيا، وكان مولعا بالاستكشاف والمغامرة ، وبحثوا عن المكانة الرفيعة والمناصب الرفيعة، وبحثوا عنها حيثما حلوا ونزلوا. وهذا ما أشار إليه المؤرخ والمستشرق الروسي إغناتيوس كراتشكوفسكي عندما قال عن ابن بطوطة: “مهما اختلفت الآراء حوله، فمن المستحيل إنكار أنه كان آخر جغرافي عالمي من الناحية العملية. أي أنه لم يكن نقالاً يعتمد على كتب الآخرين، بل كان مسافراً أحاطت أسفاره بعدد كبير من البلدان، وتجاوزت تجواله مائة وخمسة وسبعين ألف ميل.