حوار بين اربع اشخاص عن الوطن والصدق وبر الوالدين بجميع عناصره

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:28 م

يعد الحوار بين أربعة أشخاص من الفنون الإبداعية المعروفة في اللغة العربية، حيث تتميز كتابة الحوارات بأنها تحدي كبير للكاتب، لأن ما يعتمد عليه الكتاب عادة من فنون الأدب هو الأسلوب السردي، مثل الكتابة القصص، والروايات، وما إلى ذلك، فن من فنون الأدب الذي نادراً ما يعتمد على الحوار، لكن ما يجب أن تعرفه هو أن النص الحواري الجيد هو أحد أساسيات العمل الإبداعي، لذلك يجب أن تتعلم كيفية كتابة الحوار بشكل صحيح، و التعرف على أهم عناصر ومكونات الحوار التي تجعل منه فناً متميزاً.

كيف أكتب حوار بين أربعة أشخاص؟

قبل البدء بالحديث عن كيفية كتابة حوار بين أربعة أشخاص، يجب عليك أولاً معرفة العناصر الأساسية للحوار. يحتوي الحوار على عنصرين أساسيين:

  • أطراف الحوار، وقد يكونون شخصين أو أكثر، وهنا يكون عدد الأطراف أربعة.
  • القضية التي يدور حولها الحوار، أي الموضوع الذي يتحدثون عنه.

أولاً، ما عليك فعله هو تحديد الموضوع الذي تريد بناء الحوار عليه، وعليك أن تختار أحد المواضيع المهمة التي تناسب اهتماماتك، ثم عليك أن تفكر في الشخصيات الأربعة للحوار، و عليك أن تختار الشخصيات بعناية، بحيث تتناسب مع موضوع الحوار، فمثلاً عند الكتابة عن موضوع للأطفال، لا يمكنك استخدام شخصيات تاريخية مثلاً، ولكن يجب أن يكون ضمن البيئة التي يتفاعل معها الأطفال. ثم، قبل أن تبدأ بكتابة الموضوع، عليك أن تحدد ما هي أهم الأفكار التي تريد الكتابة عنها، وتكتبها جانباً على شكل فقرات صغيرة تتضمن أهم الأفكار. الذي يتجه إليه الحوار.

بنية النص الحواري

بعد الانتهاء من كتابة الحوار وقبل أن تقوم بتبييضه على ورقة بشكله النهائي، عليك التأكد من استخدام علامات الترقيم بشكل صحيح، وقراءته مرارا وتكرارا حتى تتأكد من سلامة الحوار. كما عليك أن تعلم أن الحوار يجب أن يتكون من ثلاثة عناصر رئيسية على النحو التالي:

  • مقطع الافتتاح: وهو قسم قصير من أسلوبه السردي.
  • مقاطع بديلة: وتسمى أيضاً بالردود، وهي تحتوي على قلب الحوار والموضوع الذي تريد التحدث عنه، وعادةً ما يكون ذلك على شكل سؤال وجواب أو من خلال التعليقات التي يذكرها كل طرف على رسائل الأطراف الأخرى.
  • المقطع الختامي: وهو أيضًا مقطع قصير بأسلوب سردي، وفيه ملخص للموضوع.

حوار بين أربعة أشخاص حول الوطن

مقطع الافتتاح: أحمد مدرس في إحدى المدارس. وفي أحد الأيام أراد أن يستمع إلى آراء الطلاب حول أهمية الوطن وواجبنا تجاهه، وكيف يمكننا الدفاع عنه. في الواقع، تأثر أحمد بقصص العنف المجتمعي العديدة التي كان يسمع عنها مؤخرًا، لذلك أراد تحفيز الطلاب بشعور الانتماء. إلى الوطن، ودار الحوار التالي بينه وبين الطلاب:

استجابات:

  • قال الأستاذ : هيا يا طلاب أخبروني ماذا يمثل لكم الوطن؟؟
  • وقال خالد: الوطن أغلى ما نملك، فهو ما يمنحنا هويتنا، ويجعل لنا وجوداً في هذه الحياة ودوراً مهماً.
  • قال الأستاذ: جميل، من عنده كلام أو سبب آخر يدفعه إلى حب الوطن؟
  • قال مهند: أستاذي أحب الوطن لأنه يحتوي على أحبتي وأهلي وأصدقائي ولا أستطيع الابتعاد عنهم.
  • قال فارس: يا أستاذ أنا أحب الوطن، لكني حقاً لا أعرف السبب، أعتقد أنني ولدت من أجل ذلك!
  • ضحك جميع الطلاب، فقال الأستاذ: نعم يا فارس، كلنا لدينا هذا الشعور. نحن نحب البلد دون سبب واضح. كل ما نعرفه هو أننا نحب الوطن فقط. ولكن ماذا قدمتم للوطن يا أحبتي؟
  • وقال فارس: أشارك دائماً في كل عمل تطوعي يخدم وطننا الحبيب.
  • وقال مهند: وأنا أيضاً أفعل ذلك، علاوة على أنني أتعاون دائماً مع رجال الأمن وأخبرهم إذا رأيت أي عمل يضر بمصلحة البلد.
  • قال خالد: أستاذ حصلت على منحة للدراسة في الخارج ولكن فضلت البقاء في الوطن وأستفيد منهم من كسب يدي.
  • قال الأستاذ: كلكم طلاب مبدعون، أحسنتم! لكنني دائمًا أشعر بالاستياء مما أسمعه عن العنف وأعمال الشغب في المجتمع، ثم يتظاهر الأشخاص الذين يفعلون ذلك بأنهم يحبون البلاد.
  • فقال خالد: لا يا سيدي، من يحب وطنه فلا يفعل شيئاً يضره.
  • وقال مهند: أعتقد أن الدولة يجب أن تعاقبهم ليكونوا عبرة لمن يفكر في الإضرار بالوطن من بعدهم.
  • وقال فارس: هؤلاء ببساطة لا يستحقون العيش في الوطن، ولا يعرفون شيئاً عن المواطنة الصالحة.

المقطع الختامي: وابتسم الأستاذ فرحاً عندما شعر بالوعي الكبير لدى طلابه، ونصحهم بأن يحافظوا دائماً على الوطن في قلوبهم وعدم الإضرار به مهما حدث.

حوار بين أربعة أشخاص حول بر الوالدين

مقطع الافتتاح: أحلام فتاة طيبة تعيش مع والديها، تحبهما ويحبونها، لكن أحلام تغضب دائمًا من تصرفات شقيقها الأصغر رامي، فهو دائمًا يلعب ولا يهتم أبدًا بما يقوله والديه.

استجابات:

  • قالت الأم: تعال يا رامي، خذ هذا الوعاء إلى جارتنا أم حسن، فقد استعرته منها الليلة الماضية.
  • فنظر رامي إلى أمه باستهتار وقال: اتركيه هنا، ربما آخذه لاحقاً.
  • غضبت أحلام من تصرف رامي وقالت: والله سأخبر والدي بما تفعله.
  • سمعت جدتهم التي كانت تقيم معهم في نفس المنزل ما حدث، فقالت: تمهل يا أحلام فرامي، طفل صغير ربما لم يكن يقصد ما يجب فعله.
  • قالت الأم: لكن أحلام على حق. ولم يعد رامي يستجيب لأي شيء أطلبه منه. حتى أنني أصبحت خائفة من تهوره وسلوكه.
  • قالت الجدة: لا تقلق، سأتصرف. ثم نادت رامي وأحلام وأجلستهما بجانبها. وقالت: سمعت ما حدث يا رامي. ألا تعتقد أنك أخطأت بفعلك هذا؟
  • قال رامي: لكن يا جدتي كنت سأأخذه لاحقاً.
  • قالت الجدة: وهل تعتقد أن هذا يكفي يا رامي؟
  • قالت أحلام: وهذا استهزاء بكلام أمي ولا يجوز. أما رامي فالتزم الصمت.
  • قالت الجدة: ألا تعلم يا رامي أن الجنة تحت أقدام الأمهات؟ انظروا إلي، لقد تقدمت في السن، وطلباتي تزداد كل يوم، حتى أن صحتي ليست جيدة.
  • قال رامي: لا يا جدتي، والدي يحبك كثيراً، وأمي أيضاً.
  • قالت الجدة: وأنت لا تحب والديك؟ ماذا لو حدث لهم – لا قدر الله – ما لن تندموا عليه على كل لحظة عصيتموهم فيها. إن ابني يحرسني بعينه، وأريد أن تطيعه كما أطاعني. بارك الله فيه وفي أولاده وزوجته. ويجب أن تعلم أن بر الوالدين له أجر عظيم عند الله عز وجل.

المقطع الختامي: شعر رامي بالخجل مما فعله ووعد جدته بعدم تكرار ذلك. فقال لها: أنا أحب والدي وأحبك أيضاً يا جدتي، وأريد أن يدعوا لي كما أنت الآن تدعو لأبي برضا الله وتوفيقه.

حوار بين أربعة أشخاص حول الصدق للأطفال

مقطع الافتتاح: رامي وخالد وجهينة وفاطمة هم أربعة إخوة. في أحد الأيام، كان الأطفال يلعبون بالكرة داخل المنزل، طالما أن أمهم منعتهم من ذلك. وبينما كانوا يلعبون اصطدمت الكرة بالمزهرية الزجاجية التي كانت تحبها أمهم، فانكسرت إلى قطع صغيرة، فنظر الأطفال إلى بعضهم البعض بخوف. ولهم الحوار التالي:

استجابات:

  • قال خالد: سنقول أننا تركنا النافذة مفتوحة ودخل الهواء فأسقطها، وإننا أتينا ورأيناها على هذه الحالة.
  • قال رامي: ألا تظن أن هذه الحجة غير مقنعة على الإطلاق، أعتقد أنه من الأفضل أن نقول أن قطة دخلت المنزل وبينما كنا نحاول إخراجها كسرت المزهرية، وحاولنا إيقافها لكنها كانت تسير بسرعة ولم نتمكن من فعل أي شيء حيال ذلك.
  • قال خالد: حسنًا، أعتقد أنها حجة جيدة أيضًا.
  • قالت فاطمة: أتريد أن نكذب على أمي؟ أنا شخصياً لا أكذب.
  • قالت جهينة: أليس هذا يسمى كذبة بيضاء؟ أخشى أن تعاقبنا والدتي.
  • قالت فاطمة: لا فرق بين الكذب الأبيض والكذب الأسود، فإن الكذب ليس له ألوان، وكلها سيئة العاقبة. ثم أخاف عقاب الله.
  • فقال خالد: لا تخبري أمي جهينة فإنها ستغضب علينا جميعاً. ألا تعلم كم تحب هذه المزهرية؟
  • قالت فاطمة: على كل حال ستحزن على هذا الإناء، ولكن إذا رأتنا فصدقنا ولم نكذب، ستعظم فينا هذا الفعل وتحترم صدقنا.
  • قال رامي: هل تضمن لنا أنها لن تغضب؟
  • قالت فاطمة: وإذا غضبت تغضب علينا أولًا، فتغفر لنا، فإذا علمت بعد ذلك أننا كذبنا عليها…
  • وقاطعتها جهينة قائلة: ستغضب منا مرتين، مرة لأننا كسرنا المزهرية ومرة ​​لأننا كذبنا عليها، وربما لن تسامحنا على ذلك.
  • قالت فاطمة: نعم يا جهينة. يقول المثل القديم إذا كان الكذب ينقذ فالصدق ينقذ أكثر.
  • قال خالد: فماذا ترى؟
  • قالت فاطمة: إن الله تعالى أمرنا بالصدق مهما حدث، وأعتقد أن أمي ستغفر لنا ما فعلنا لأننا صادقنا معها ولن تغضب علينا أبدا. الكذب له عواقب وخيمة.
  • فقالت جهيمة: أنا مع فاطمة ولن أكذب على أمي وسنعاهدها ألا نلعب الكرة داخل البيت مرة أخرى، فالصدقة لها أجر عظيم.

المقطع الختامي: نظر إليهم خالد ورامي، وقالا: نحن معك أيضًا، فلنذهب إلى والدتنا ونخبرها بما حدث بالضبط، ولن تغضب منا، وحتى لو غضبت فقد فعلنا بالفعل خطأ، لكننا لن نكرر فعلنا، ولا يجوز لنا أن نضيف إلى خطأنا كسر الإناء بخطأ آخر وهو الكذب.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، وأجبنا على سؤال: “كيف…