هل يجوز للمسافر أن يفطر بعد قدومه؟ سؤال يتكرر البحث عنه في شهر رمضان المبارك، ومعلوم أن الله تعالى أذن للمسافر أن يفطر في شهر رمضان أثناء سفره، ولكن هل يؤذن له أيضاً بالفطر عند قدومه؟ ما هي شروط الإفطار أثناء السفر؟ ما حكم صيام المسافر؟ ما أحكام الإفطار أثناء السفر؟ كل هذه الأسئلة سيتم الرد عليها في هذا المقال.
هل يجوز للمسافر أن يفطر بعد قدومه؟
وقد بحث العلماء حكم إفطار المسافر بعد وصوله إلى محل إقامته، واختلف الأئمة الأربعة في ذلك على قولين، نذكر ما يلي:
- الحنفية والحنابلة: واحتجوا بوجوب الإمساك والقضاء للمسافر إذا وصل إلى محل إقامته نهارا وهو مفطر. وذلك لأن المسافر لو كان مقيماً من أول النهار وجب عليه الصيام، فالإمساك أفضل في بعضه.
- المالكي والشافعي: وذهبوا إلى أنه لا يجب على المسافر الفطر إذا حضر محل إقامته في نهار رمضان.
شروط الإفطار أثناء السفر
بعد الإجابة على السؤال هل يجوز للمسافر أن يفطر بعد قدومه، سيتم توضيح شروط الإفطار للسماح للمسافر بالإفطار في شهر رمضان المبارك، وذلك على النحو التالي:
- أن السفر جائز: ولا يجوز الفطر لمن نوى معصية الله تعالى بالسفر. والفطر رخصة من الله -عز وجل- لعباده، فلا يكون للعاصين.
- مسافة السفر: وتتراوح مسافة السفر المقدرة حاليًا بين ثمانين وثمانية وثمانين كيلومترًا.
- نية الفطر : أن يمسك المسافر بنية الإفطار، ولا يفطر حتى يسافر، ولا يفطر لمجرد نية السفر؛ لأنه قد يحدث له ما يغير رأيه، أو يمنعه من السفر.
- وقت الإفطار: أن يبدأ الإفطار بعد خروج المسافر من ديار مدينته، وخروجه من حضرها، ويفطر إذا سافر جواً عند إقلاع الطائرة وخروجها إلى المبنى؛ لأن الإنسان لا يكون مسافراً حتى يترك بنيان بلده ويتركها.
حكم صيام المسافر
ويجوز الصوم للمسافر، وهذا باتفاق أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويحكم بصحة صومه، والدليل فإن ذلك ما رثى عن أنس بن مالك -رضي الله عنه وأرضاه-: «سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. ولم يأثم الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم».
أيهما أفضل للمسافر الفطر أم الصيام؟
وفي الفقرة الرابعة من المقال هل يجوز للمسافر أن يفطر بعد قدومه، سيتم ذكر آراء أهل العلم في الأفضلية بين الصيام والإفطار في السفر، إذ تتعدد آراءهم في هذا الأمر على ثلاثة أقوالهم، وفيما يلي بيانهم:
- الرأي الأول: وذهب جمهور العلماء إلى أن الصيام أفضل للمسافر، بشرط ألا يتعبه الصوم ولا يضعف بدنه. يتقاسم المسافر مع الآخرين تكاليف ومصاريف السفر.
- رأي ثاني: واتفق الحنابلة على أن الإفطار في السفر هو الأفضل، وأوصى الإمام الخرقي بالفطر للمسافر الذي يسافر مسافة يجوز فيها قصر الصلاة.
- الرأي الثالث: وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن الصوم في السفر، أو الإفطار فيه، أحدهما أفضل، ولا يقدم أحدهما على الآخر. فالمسافر له الخيار في ذلك؛ إن شاء صام، وإن شاء أفطر.
حكم إفطار المسافر أثناء السفر
اختلف الفقهاء في حكم الفطر في السفر، وسيتم ذلك في الفقرة الخامسة من المقال هل يجوز للمسافر أن يفطر بعد قدومه؟ اذكر آراءهم في ذلك، وذكر ما يلي:
- القول الأول: ويحرم على المسافر أن يفطر إذا نوى الصيام وبدأه في السفر. كما أفطر في الصوم الواجب.
- القول الثاني: يجوز للمسافر أن يفطر في السفر، ولا إثم عليه في ذلك. وذهب الفقهاء الشافعية والحنابلة إلى ذلك، ودليلهم على ذلك إفطار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة.
وهكذا تم التوصل إلى نتيجة المقال هل يجوز للمسافر أن يفطر في رمضان؟ ؟ تمت الإجابة فيه عن إجابة السؤال المطروح، وفي الفقرة الثانية من هذا المقال ذكرت شروط إفطار المسافر، أما في الفقرة الثالثة فقد ذكرت حكم الصيام للمسافر، ثم بعد ذلك أقوال الصحابة. وقد ذكر أهل العلم في الأفضلية بين الصيام والفطر للمسافر، وفي آخر المقال تيمبيان حكم قطع المسافر صومه في سفره.