ولما جاء الإسلام أبطل كثيراً من العادات والمعاملات المحرمة التي كانوا يقومون بها في الجاهلية، وكانت كثير من معاملات الجاهلية تقوم على الظلم والاستغلال، فجاء الإسلام ليبطلها ويبطلها ويجعلها محرمة شرعاً، مرفوضة أخلاقيا، ومرفوضة عرفيا، ومن هذه المعاملات الاقتصادية التي أبطلها الإسلام وحرمها الربا.
الربا في الإسلام
وقد عرّف العلماء الربا بمجموعة من التعريفات. ولكل عالم تعريف سيتم إدراجه أدناه.
- تعريف المالكية والشافعية للربا: وقد عرف المالكية والشافعية الربا بأنه عقد يتم بعوض معين دون علم التشابه في المعيار الشرعي وقت العقد، أو بتأخير كلا الاعتبارين أو أحدهما.
- تعريف الربا عند الحنفية: وعرّف الحنفية الربا بأنه الفائض الذي لا عوض فيه بمعيار شرعي مع شروط أحد المتعاقدين في المقاصة.
- تعريف الربا عند الحنابلة: الربا محرم بالكتاب والسنة والإجماع، بل هو من كبائر الذنوب التي تدخل صاحبها النار.
نصوص أكدت على تحريم الربا في الإسلام
هناك العديد من النصوص القرآنية التي أكدت على تحريم الربا، منها:
- «وأحل الله البيع وحرم الربا».
- «الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يمسه الشيطان».
- “”” يمحق الله الربا “”
- وقال الله تعالى للذين يتعاملون بالربا: “فأنذروا حرباً من الله ورسوله”.
- «وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين».
- «يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون».
الحكمة من تحريم الربا في الإسلام
لقد حرّم الله تعالى الربا لأسباب كثيرة أخلاقية ومجتمعية، وحفاظاً على مجتمع إسلامي قائم على الأخلاق والفضيلة والبركة.
- إن التعامل بالربا يقوم على بث الكراهية والبغضاء بين أفراد المجتمع الواحد، لأن المتعاملين بالربا يشعرون بالظلم والاستغلال.
- انتشار الظلم بين أفراد المجتمع الواحد.
- الطرد من رحمة الله وانتشار الفساد في المجتمع.
- عدم قبول الصدقة من أكل الربا، لأن الله لا يقبل الصدقة إلا من المال الطيب.
- “وأخذ البركة من أموال المتعاملين بالربا، لأن الله تعالى قال لآكلي الربا: “(وَأَذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ).”