حكم الاحتجاج بالقدر على الذنوب

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:44 م

حكم الاحتجاج بالقدر على الذنوب، فمن المعلوم أن كثيراً من الضلال والمشركين والكفار والمغفلين في عبادة الله تعالى، والذين حادوا عن منهجه سبحانه وجدوا في القدر ومساحة ومجال للاحتكام إليه ضد فسادهم وكفرهم وضلالهم وغفلتهم. وهذه الادعاءات تدحضها حجتهم.

معنى القضاء والقدر

وقبل أن نعرف حكم استدعاء القدر على الذنوب، علينا أن نعرف معنى القدر والقدر وكيف عرفهما العلماء، وقد عرفهما بعض العلماء ببعضهما، وعرّف بعضهم كل منهما على حدة. والقضاء هو أن الله خلق كل شيء بمشيئته وعلمه، وقد حدّد الإمام أحمد بن حنبل القدر فقال: “قدرة الرحمن”. قال الطحاوي: “كل شيء يجري بتقدير الله وإرادته، ومشيئته منفذة، فلا مشيئة للعباد.. إلا ما شاء، فما شاء”. كان لهم، وما لم يشأ لم يكن، لا إلغاء لحكمه، ولا عقوبة لحكمه، ولا علو لأمره». والله تعالى أعلم.

حكم استدعاء القدر للذنوب

وفي الحديث عن حكم الاحتجاج بالقدر على الذنوب، فهذا لا يصح أبداً ولا يجوز، فلا شك أن الاعتقاد بالقدر لا يعطي صاحبه الحجة على ارتكاب المعاصي وترك الواجبات التي فرضها الله عليه، وهو ما اتفق عليه جميع العلماء وحكماء المسلمين، كما جاء في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “”وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب باتفاق المسلمين، كل أهل الطوائف، وكل العقلاء؛ فإنه لو كان ذلك مقبولاً لتمكن كل إنسان من أن يفعل ما يخطر على باله من قتل النفس وأخذ الأموال، وسائر أنواع الفساد في الأرض، والمجادلة بالقدر». “سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباءنا ولا حرمنا من شيء.” وكذلك أنكره الذين من قبلهم. فإن ذاقوا عذابنا فقل: هل عندكم من علم تخرجونه لنا؟ إنكم إنما تتبعون الظن وما أنتم إلا تنبئون]الله أعلم.

هل الخطيئة ممكنة؟

بعد معرفة حكم الاستشهاد بالقدر على الذنوب، من الجيد معرفة ما إذا كانت الذنوب مقدرة، وإذا كان الأمر كذلك، فما الحكمة من تقدير الخالق للعباد لكسب الذنوب، ولغيرهم لنيل الأجر، وفي ذلك أهل العلم وقال إن الإنسان يجب أن يؤمن بشيئين، وهما:

  • الشيء الأول: أن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء ولا شيء في هذا الكون الموجود إلا بمشيئته وإرادته سبحانه، وهو يعلم ويعلم ما سيكون، وكتب ذلك كله في كتاب محفوظ قبل خلق الأرض والسماوات وذلك كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه هو العدل الذي لا يظلم الناس مثقال ذرة، وهو في الأساس مستقل عن خلقه ولا يحتاج إليهم، بل هو الذي يفضل عباده في كل الأحوال، فكيف يظلمهم سبحانه، والدليل على ذلك وهو قوله تعالى: إن كل شيء خلقناه بقدر.
  • الشيء الثاني: وللإنسان اختيار وإرادة من خلال فعل الشيء أو تركه، أو الكفر أو الاعتقاد، أو الطاعة أو ارتكاب الذنب والمعصية، وعلى هذا الاختيار يحاسب ويعاقب، وبعلم الله بكل أفعاله، لكنه لم يجبره قط. إلى الشر والمعصية، بل بينت له علامات الطريق وأرسلت إليه الرسل والأنبياء وهداه. على الحق والحق، فمن ضل وكفر بعد كل ذلك فقد ضل على نفسه، والدليل على ذلك قوله تعالى: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

وهكذا عرفنا معنى القدر والقدر، عرفنا حكم استدعاء القدر في الذنوب، وأن هذا لا يجوز ولا يصح أبداً، كما عرفنا أن الله تعالى هو كل شيء. – عالم ومقدر، لكن الإنسان مخير وهو الذي يختار طريقه، ويعلم أن الله تعالى سيحاسبه.