هل تقبل شهادة مربي الحمام

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:41 م

هل تقبل شهادة مربي الحمام؟ هذا هو السؤال الذي قد يتبادر إلى أذهان الكثير من عامة الناس، في ظل انتشار تربية الحمام في مختلف المنازل. ولكن قبل الخوض في إجابة السؤال الذي يطرحه عنوان المقال، لا بد من توضيح معنى الاستشهاد ومشروعيته في الدين الإسلامي. وفي اللغة هو الخبر اليقين القطعي، وفي الاصطلاح الشرعي هو ما أخبر عن شيء معين وبلفظ خاص، قال تعالى في سورة البقرة: {ولا تكتموا الشهادة. ومن يكتمها فهو آثم قلبه. لون المعرفة }، والشهادة مشروعة بناء على الآية الكريمة السابقة.

تربية الطيور في الإسلام

شهادة مربي الحمام موضوع يحتاج إلى الخوض فيه، وبيان رؤية الشرع في تربية الطيور. كثير من الناس يربون الطيور في منازلهم، ويحبسونها داخل أقفاص وغيرها، فما الحكم الشرعي في تربية الطيور؟ وكيف ينظر الإسلام إلى هذا الأمر؟ مما لا شك فيه أن الدين الإسلامي لم ينكر على المسلمين تربية الطيور الداجنة سواء من الحمام أو الببغاء أو العصافير ونحوها مما يعاشرها الإنسان أو حتى ينتفع بها في الأكل والبيع والتجارة، ولكن لم ينكر ذلك. ضمن الضوابط والشروط. الإحسان إلى الحيوانات، والإحسان إليها بتوفير ما يكفيها من الطعام والشراب، مع الحرص على عدم إيذائها بشتى الوسائل، وقد ورد في أثر تربية الحيوانات أن امرأة اعتدت على قطة حبستها ولم تسجنها. أطعمتها فكان وعدها النار يوم القيامة. وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «عُذِّبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت». وأدخلت فيها النار، فلم تطعمها ولم تسقها. فقامت بحبسها ولم تتركها لتأكل من خشاش الأرض». وقياساً على ذلك يرى العلماء جواز تربية الطيور بشرط الإحسان إليها.

هل تقبل شهادة مربي الحمام

وتختلف شهادة مربي الحمام بين القبول والاستجابة باختلاف أغراض تربيته. وتربية الحمام من أجل اللهو واللعب به والطيران به يعتبر منكراً في الشريعة الإسلامية، ويدخل في تضييع الوقت فيما لا يفيد ولا ينفع. وقد وردت أقوال كثيرة في شهادة مربي الحمام. الفقهاء والعلماء، ومنهم:

  • قول الإمام الكاساني، والذي يتلخص في أن الإنسان إذا لعب بالحمام ولم يطير به ويعبث به، لم يسقط عدله، وأما غير ذلك فلا تقبل شهادته، لأن وتطيير الحمام يقتضي كشف عورات النساء من الجيران، وقد يدفعه إلى نسيان الطاعة وترك الصلاة.
  • قول الإمام ابن قدامة، والذي يتلخص في ما يراه الحنفية، أنه لا شهادة لمن يطير حمامه، وذلك لصفاته السيئة كالسفه والخسة وقلة المروءة، وأما من ويتخذ تربية الحمام تجارة أو أكلاً أو تدجيناً بلا ضرر، فلا ترد شهادته.
  • قال الإمام ابن القيم: “وعلى الحاكم أن يمنع الناس من اللعب بالحمام على رؤوس الناس؛ لأنه يستجدي المراقبة عليه والنظر إلى عوراته”.

وفي سياق البحث عن سبب عدم قبول شهادة مربي الحمام، فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “”النبي – صلى الله عليه وسلم – عليه – رأى رجلا هو يتابع حمامة، قال: الشيطان هو يتابع شيطان“، وبناء على هذا الحديث فإن أهل العلم يرون بالإجماع أن شهادة مربي الحمام لا تقبل إذا لعب به وطير به، لما فيه من ضرر على الناس عامة والجيران خاصة، وغير ذلك، فإن هناك ولا بأس بقبول شهادة مربي الحمام، والله ورسوله أعلم.

حكم تربية الحمام

وبعد الدخول في الحديث عن شهادة مربي الحمام، لا بد من الإشارة إلى الحكم الشرعي لتربية الحمام في المنازل، وقد ذكر أهل العلم أن الحكم الشرعي لتربية الحمام من وجهين:

  • الوجه الأول: وهو وجه الجواز في تربية الحمام، حيث يجوز تربية الحمام إذا كان بقصد تدجينه، أو الانتفاع به وببيضه للأكل والتجارة، ولكن ضمن ضوابط شرعية، كما ينبغي. ولا يترك ليأكل زرع غيره أو يفسده، ولا يتركه ليغتسل لغيره.
  • الوجه الثاني: وهو وجه الكراهة، فلا تحريم مطلق فيه، ولكنه مكروه، وهو أن يتخذه اللهو واللعب والأذى، وهو صنف من الناس لا شهادة لهم. قبلت.

هل تربية الحمام من فضائل الفروسية؟

وكانت تربية الحمام عبر تاريخها، كما قال بعض العلماء، ستراً للمنكرات، كإغراء الأطفال بالفجور، والنظر إلى عورات النساء من الجيران وغير الجيران، بحجة متابعة مربي الحمام بينما كانوا يطيرون ويلعبون في السماء. فضائل المروءة، فالمراد بالمروءة وقصد التقوى، وكمال التقوى وحسنها في اجتناب السيئات وما يدفعها إليه، وملاعبة الحمام والتحليق به في السماء من فضائل المروءة. فضائل المروءة، وهي سبب لعدم قبول شهادة مربي الحمام أمام القاضي، وكما سبق ذكره باستثناء من قصد تربيته، فيستطيع الحمام الاستفادة منه، والانتفاع به، وعدم الإضرار بالآخرين.

هل تعتبر شهادة مربي الحمام مقبولة؟ مقال وضح فيه المعنى اللغوي والقانوني للشهادة، وبين مشروعيتها في الإسلام. وتم توضيح موقف الإسلام من تربية الطيور بشكل عام، وتربية الحمام بشكل خاص، وتم الرد على السؤال الذي يطرحه عنوان المقال، وكانت النهاية ببيان تضمين تربية الحمام. ضمن فضائل الفروسية.