هل يجب على المرأة أن تخبر زوجها بكل شيء؟ وهو سؤال يجب توضيح إجابته ورأي الشريعة الإسلامية فيه. يجب أن تكون العلاقة بين الزوجين علاقة مبنية على أسس التفاهم والثقة المتبادلة، والتزام كل طرف بواجباته وحقوقه. ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على مدى جواز إخفاء بعض الأمور عن الزوج، وما هي الأمور التي يجوز إخفاءها، وما هي الأمور التي يجب إخبارها.
هل يجب على المرأة أن تخبر زوجها بكل شيء؟
هل يجب على المرأة أن تخبر زوجها بكل شيء؟ ولا ينبغي للمرأة أن تخبر زوجها بكل شيءلأن هناك بعض الأمور التي لا حرج على المرأة أن تخفيها عن زوجها ولا تخبره بها، وهذه أمور لا يؤثر علم الزوج بها أو عدم علمه بها على صحة طاعة المرأة له، ومن الممكن أيضاً أن تكون هناك بعض الأمور المتعلقة بالمرأة أو بأهلها أو أصدقائها لا يجوز معرفتها. ولا بأس أن لا يخبره الزوج بذلك، إلا أن على الزوجة أن تراعي حدود الأمور التي يجب إخبار الزوج بها، ولا تخفي عنه الأمور كلها، والله أعلم.
هل يجوز إخفاء الحمل عن الزوج؟
وإخفاء الحمل عن الزوج لفترة مؤقتة بغرض التأكد من ذلك أو التحقق من ثبوت الحمل أمر لا حرج فيه على المرأة. ولما كان الحمل من أعظم الحقوق التي ينبغي للمرأة أن تحصل عليها من زوجها، فيستحب أن يكون هذا الأمر بالاتفاق بين الزوجين والتفاهم بينهما؛ وذلك تفادياً لوقوع خلافات ومشاكل بينهما لاحقاً، والله أعلم.
هل يجوز للزوجة أن تفعل شيئاً دون علم زوجها؟
لا يجوز للزوجة إخفاء العمل الذي تقوم به عن زوجها إذا كان هذا العمل يتطلب منها الخروج من المنزل دون إذنه، أو إذا كان في هذا العمل إفشاء أسرار زوجية بينهما. ويجب على المرأة الحصول على إذن من زوجها إذا خرجت من المنزل بكل الأحوال، لكن إذا أخفت الزوجة بعض الأعمال التي تقوم بها داخل المنزل بما لا يخرج عن زوجها عن الشريعة الإسلامية، فلا حرج في ذلك.
هل يجب على المرأة أن تخبر زوجها عن ماضيها؟
طلب الزوج من زوجته أن تخبره عن ماضيها وما فيه من أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها الزوجان، فكل ما حدث في ماضي الزوجة من أمور سيئة أو محرجة أو معصية فهو أمر يجب على المرأة تتستر فلا تخبر أحداً بذلك، سواء كان ذلك زوجها أو غيره، وعليها أن تخفي الأسرار التي أخفاها الله تعالى عن أعين الناس وعن زوجها، والتوبة الصادقة من كل فعل ومعصية، كما أنه ليس من حق الزوج أن يسأل الزوجة عما حدث في ماضيها من معاصي ومعاصي، والله أعلم.
أمور قد تكون مخفية عن الزوج
لا شك أن هناك بعض الأمور التي لا حرج على المرأة أن تخفيها عن زوجها، ومن هذه الأمور نذكر:
- إخفاء بعض العيوب الموجودة فيهما والتي قد تؤدي إلى النفور بينهما.
- إخفاء أعمالها الصالحة وعباداتها، كالصلاة النافلة.
- إخفاء ما تتبرع به من مالها الخاص.
- وليس من الضروري إعلام الزوج بكيفية التصرف في مالها بما يرضي الله تعالى.
- كتمان بعض الأمور الخاصة بها أو بأهلها أو أصدقائها مما لا يعني زوجها.
- إخفاء الأسرار عن أصدقائها أو أخواتها أو عائلتها.
- يجوز إخفاء ذنب الزوجة عن الزوج، لأن الله تعالى أمرنا أن نستر ذنوبنا.
- يجوز للزوجة أن تخفي ما حدث لها في ماضيها قبل الزواج، سواء كان حرجاً أو إثماً.
أشياء يجب أن يقال للزوج
ومن حق الزوج على الزوجة أن تخبره عن بيته وأحواله، ومن الأمور التي يجب إعلام الزوج بها نذكر:
- إعلام الزوج بما أخذته من ماله من صدقة أو زكاة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تنفق المرأة شيئا من بيتها إلا بإذن زوجها». قالوا: يا رسول الله، ولا الطعام. قال: «هذا من خير أموالنا»..
- إعلام الزوج بنية صيام التطوع، لأنه يجب استئذانه في ذلك.
- إذن الزوج في الخروج من البيت وعدم الخروج إلا بإذنه.
- ولا يجوز للمرأة أن تدخل بيت زوجها مع من تكرههم، سواء كانوا رجالا أو نساء.
- أمر الزوج بالإنفاق من ماله، واستأذنه في ذلك.
- إعلام الزوج بوجود مشكلة صحية أو مرض.
وإلى هنا وصلنا إلى خاتمة المقال الذي أجاب على أحد الأسئلة المتعلقة بالعلاقات الزوجية في الإسلام، وهو هل يجب على المرأة أن تخبر زوجها بكل شيء؟ والتي ذكرت أهم الأمور التي لا ينبغي إخفاؤها عن الزوج، وذكرت بعض الأمور التي لا حرج على الزوجة في عدم إخبار زوجها بها.