لماذا بنيت قبة الصخرة؟ تعتبر قبة الصخرة من أهم المعالم الهندسية الإسلامية التي تظهر مدى تقدم العرب قديما في الهندسة والعمارة. وهي أيقونة في الجمال تضاهي في بهائها كنيسة القيامة. وقد اختلف الرأي في تحديد سبب بناء عبد الملك بن مروان لقبة الصخرة، إذ اختلفت الروايات في هذا الشأن.
لماذا بنيت قبة الصخرة؟
يختلف رواة التاريخ في تحديد سبب بناء قبة الصخرة، والراجح أن عبد الملك بن مروان أمر ببنائها بدافع سياسي من أجل صرف المسلمين إلى الحج في القدس بدلا من الكعبة. حيث كان الطريق إليها وعرًا وخطيرًا، وبالتالي انقطعت الإيرادات المالية التي يحصل عليها الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان علي عبد الله بن الزبير أحد حجاج الكعبة، وكأن بن مروان يريد أن محاصرة بن الزبير اقتصاديا.
من بنى قبة الصخرة؟
أمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/684-705م) ببناء قبة الصخرة سنة 69هـ، واستمر البناء حتى سنة 72هـ. والمهندسان رجاء بن حيوة وهو فلسطيني من بيسان، ويزيد بن سلام وهو مهندس كبير من أهل القدس.
هل بنى عبد الملك بن مروان “قبة الصخرة” بديلا للكعبة؟
وبحسب ما ورد من الروايات التاريخية فإن الأرجح أن عبد الملك بن مروان هو من بنى قبة الصخرة بديلا للكعبة، حيث كان طريق السفر إليها وعرًا ومحفوفًا بالمخاطر، وكان المسلمون خافوا من سلوكه، فبنى القبة ليصرفهم إليها، ويجنبهم مخاطر السفر، وفي نفس الوقت يمكن أن يحرم ابن الزبير من الضريبة التي يجمعها من الحجاج من أجل تشديد الخناق عليه.
لماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم؟
أُطلق على القبة اسم “قبة الصخرة” نسبة إلى الصخرة التي بنيت عليها بسبب مكانتها المقدسة عند المسلمين، حيث بني عليها المسجد الأقصى “أولى القبلتين وثالثة المسجد الأقصى”. الحرمين الشريفين» كما زارهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج. لهذا الحدث المعجزة.
مراحل بناء قبة الصخرة
تم تقسيم بناء قبة الصخرة إلى أربع مراحل، على النحو التالي:
- المرحلة الأولىتم رسم دائرة قطرها 20.44 متراً حول الصخرة التي تقع فوق سطح الأرض، وتم وضع أربعة أعمدة حول محيط تلك الدائرة، يفصل بين كل منها ثلاثة أعمدة، وبذلك يصل العدد الإجمالي إلى 12 أعمدة و 4 أعمدة. وتم ربط الأعمدة بالأعمدة باستخدام الأقواس، كما تم بناء فوق الأقواس حلقة تسمى “العنق” لترتكز على قبتين خشبيتين. للسماح للضوء والهواء بالمرور إلى الداخل.
- المرحلة الثانيةويضم مجموعة من الأعمدة الثمانية الشكل تحيط بالقبة المركزية، وقد تم توزيع الأعمدة الثمانية على زوايا المثمن، بالإضافة إلى وضع عمودين بين كل عمودين، ليصبح المجموع ستة عشر عمودًا متصلة بالأعمدة بواسطة وسائل الأقواس، وكانت الأعمدة مصنوعة من الرخام، وأغلبها مأخوذ من المباني القديمة، وتتنوع ألوانها بين الرمادي والأخضر والبني.
- والمرحلة الثالثةويتكون من ثمانية جدران حجرية، مرتبة على شكل مثمن، ويبلغ سمك جدارها 1.30 متراً، وارتفاعها 9.5 متراً. تم فتح أربعة أبواب مركزية في مسجد قبة الصخرة، وكانت الأبواب خشبية مغلفة بالنحاس، وهي على النحو التالي: الباب القبلي، باب إسرافيل، باب الحائط وهو الباب الشمالي، وأخيراً باب النساء، و يحتوي مسجد قبة الصخرة على ستة وخمسين نافذة، أربعون منها يدخل الضوء، بينما لا ينفذ الضوء إلى ستة عشر نافذة، وفوق كل واحدة من هذه النوافذ الخالية من النوافذ كتبت آية قرآنية، وبالإضافة إلى ذلك فقد النوافذ مزينة بقطع من الزجاج الملون التي تضفي رونقاً خافتاً من الظل الفاتح، على عكس الكنائس الأوروبية.
- المرحلة الرابعةوهي المرحلة النهائية التي تم فيها تشييد سقف الرواق الداخلي المصنوع من الخشب والمكون من هياكل مثلثة ومزخرف بزخارف دائرية ومزخرف بتصميمات أنيقة تشبه الأواني التركية. وهذه الطريقة في استخدام الأسقف الخشبية معروفة منذ القدم، إذ كانت مباني الدولة الفارسية تُسقَف بهذا الأسلوب نظراً لكثرة الأخشاب في بلادهم.
قبة الصخرة واقفة
ومما سبق يبدو واضحا أن قبة الصخرة لم تكن تعتبر تحفة معمارية بديعة، إذ أظهرت المستوى الحضاري المتقدم الذي وصلت إليه الدولة الإسلامية في ذلك الوقت. لقد درسوا الفنون المعمارية واستطاعوا خلق طابعهم الفريد، مما جعل “قبة الصخرة” رمزا لقوة الإسلام والمسلمين.
في النهاية سنعرف لماذا بنيت قبة الصخرة؟ إذ لا بد من الاطلاع على تفاصيل بناء هذه التحفة المعمارية من أسباب تاريخية وتفاصيل هندسية حتى تكون مصدر إلهام وفخر للمسلمين والعرب، ولتدرك قيمتها الكبيرة كرمز للحضارة الإسلامية العريقة التي كانت مصدر غني للغرب ليتعلم منه، على عكس واقعنا الآن.