حكم التنمر في الاسلام

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:10 م

حكم التنمر في الإسلام وهي من الأحكام الشرعية والفقهية التي أظهرها دين الإسلام، والتي سنذكرها لتوضيحها. وقد بيَّن الله تعالى لعباده أنه لا فرق بين عبد وآخر، ولا تفضيل لشخص على آخر إلا بما يزيد التقوى والعمل الصالح، وبين أن أساس التفاضل هو الإيمان الكامل، ومن خلال هذا المقال سنتعرف على ما هو التنمر، وما حكمه في الإسلام، كما سنذكر عقوبته والأدلة الشرعية التي وردت فيه.

تنمر

التنمر هو الاعتداء والإساءة من قبل شخص أو عدد من الأشخاص أو مجموعة ضد شخص أو عدد من الأشخاص، وهي في الغالب مجموعة ضعيفة جسديًا أو نفسيًا، ويأخذ هذا الاعتداء أشكالًا وأساليب مختلفة ومتعددة قد يكون لفظياً بالسب والتضعيف والاستخفاف. وقد يكون جسدياً من خلال الضرب والتحرش وغيرها، ويمكن أن يكون بأشكال وأشكال مختلفة مثل الإيماءات التي تعني السخرية وغيرها، وهو فعل يترك أثراً نفسياً سلبياً عميقاً لدى المتنمر.

حكم التنمر في الإسلام

حكم التنمر في الإسلام حرام ولا يجوزلقد رفع دين الإسلام مكانة الإنسان وأوضح حقوقه، وألزم المسلم باحترام هذه الحقوق وعدم الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال، كما أن التنمر بمختلف صوره وأشكاله هو إهانة للآخر تقلل من شأنه. وقيمته ومكانته، وينتهك حقوقه وخصوصيته، وهي أمور محرمة في الإسلام ومذمومة. ومن فعل مثل ذلك فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويتركه، فإن ذلك إثم عظيم، والله أعلم.

آيات عن التنمر

هناك عدد من الآيات الواردة في القرآن الكريم التي تحرم التنمر على الآخرين أو الاستهزاء بهم، وتأمر بحسن معاملتهم، ومن هذه الآيات الكريمة نذكر:

  • يقول تعالى في سورة الغرفات: “يا أيها الذين آمنوا! إنهم أفضل منهم. ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنازعوا بالألقاب. اسم شرير هو الفجور بعد الإيمان. ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”.
  • يقول تعالى في سورة التوبة: “الذين يلمزون المتطوعات في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فهم يستهزئون”. سقط الله عنهم ولهم عذاب أليم»..
  • يقول تعالى في سورة الحجرات: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم”. الله هو العادل بينكم. إن الله كان عليما خبيرا»..

محادثات حول التنمر

لقد بين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خلال أحاديثه الشريفة الأخلاق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، والأخلاق التي يجب أن يتجنبها. ونذكر فيما يلي بعض الأحاديث الشريفة التي تناولت مسألة التنمر على الناس أو الاستهزاء بهم:

  • قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم»..
  • الحديث الشريف الوارد عن عبد الله بن مسعود: «الذي – التي وكانت ساق عبد الله بن مسعود مكشوفة، وكانت دقيقة هزيلة، فضحك منها بعض الحاضرين، فقال النبي: أتضحك من دقة رجليه؟ والذي نفسي بيده إنهم لهم أثقل في الميزان من جبل أحد»..
  • قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا يباغضوا، ولا يبع بعضكم على بعض، ولا يبايع بعضكم على بعض، كونوا عباد الله، إخوان المسلمين، أخو المسلم. لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب الرجل. إن احتقار أخيه المسلم شر. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»..

عقوبة البلطجة في الإسلام

إن الإساءة إلى الآخرين والاستهزاء بهم من أعظم الكبائر وأشدها في الإسلام، فهو اعتداء على حقوق الآخرين، إلا أنه ليس على ذلك عقوبة شرعية أو دنيوية، بل هو شيء يعاقب فاعله ويعاقب عليه. له أعباء كثيرة في الآخرة، كما أن فعل التنمر على الآخرين يؤدي إلى تمكينهم يوم القيامة وقدرتهم على الأخذ من ميزان حسنات الشخص الذي يتنمر عليهم، وإذا لم يفعل إذا كان له من الحسنات ثقلوا ميزان سيئاته بوضع أوزارهم وسيئاتهم، والله العالم.

حكم التنمر والسخرية بقصد المزاح

فالاستهزاء بالآخرين، مهما كان هدفه أو قصده، محرم ومذموم في الإسلام. ورجوع الآخرين إلى عيوبهم يترك انطباعاً سيئاً في قلوبهم. وكذلك أساس التفاضل بين الناس هو التقوى وحسن النية، ولا يجوز للإنسان أن يذكر عيوب الآخرين ويستهزئ بهم. سواء كان في حضوره أو غيابه، ولا يجوز له أن يشير إليه بحركات أو إيماءات غير لائقة، أو أن يصفه بالأسماء والألقاب التي يكرهها، والله أعلم.

وبعد بيان حكم التنمر أو السخرية من الآخرين بهدف المزاح، وصلنا إلى خاتمة المقال الذي عرف ظاهرة التنمر، وذكر حكم التنمر في الإسلام كما ذكر الحدود الشرعية للتنمر في الدين الإسلامي، والأدلة على تحريم التنمر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.