حكم نسبة الحوادث الى الدهر

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:34 م

حكم نسبة الحوادث إلى الدهر. الإيمان بالقدر خيره وشره هو الركن السادس من أركان الإيمان، فلا يؤمن المسلم بالله عز وجل إلا بعد الإيمان بالقدر، ومن لم يؤمن بالقدر فقد كفر بالله عز وجل، وفي هذا المقال سنتحدث حول أحكام تهم المسلمين، حكم إسناد الحوادث إلى الدهر، حكم إهانة الدهر، ونوضح الفرق بين أهل العلم بين القضاء والقدر.

قاعدة نسبة الحوادث إلى الدهر

ومعنى نسبة الحوادث إلى الزمان أن ما يحدث للإنسان من القدر والتدابير في يومه سببه الزمان، وليس من الله عز وجل، وهذا كفر واضح بالله عز وجل، فإن الله عز وجل وحده لا شريك له. الذي يتحكم في أقدار العباد، وهو الذي يوجه الكون كله ويدير شؤونه، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كان أهل الجاهلية يقولون: إنما يهلكنا الليل والنهار، وهو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا)قال الله في كتابه الكريم: (وقالوا ما هي إلا حياتنا في الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر).وهو تكذيب لقدرة الله سبحانه، وجهلة، لكن إذا كان مصدره كناية، كما تقول العرب: “أخرج الربيع الزرع”، وإن كان المطر غزيراً. سببٌ في إنبات الزرع، والفاعل الحقيقي هو الله عز وجل، ولا يعتقد المسلم غير ذلك. لكن إضافة الفعل إلى الزمان أو إلى فاعل غير فاعل بحكم كونه ظرفاً له أو وسيطاً جائز، وهو كثير في اللغة العربية، وفي القرآن الكريم.

حكم سب الدهر

حكم من قال: الزمان غدر، أو هذا زمان أكثر تقشيرا، أو يا خيبة الزمان الذي رأيتك فيه. وذلك لأن الوقت ليس له طريقة في معالجة الأمور، بل الذي يقضيه وينفق الكون كله ويدير شؤونه هو الله وحده لا شريك له، ولهذا السبب النبي صلى الله عليه وسلم ونهى صلى الله عليه وسلم عن سب الزمان، لأن هذا الشتم سيعود بحقيقته إلى الله تعالى. الله تعالى في الحديث القدسي: (ابن آدم يهين الدهر وأنا الدهر بقدرتي أقلب الليل والنهار), وأما إذا قاله على سبيل الإعلام: فلا بأس به، ومن ذلك ما قاله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام: (وقال إن هذا يوم عسير)أي شديد، وكل الناس يقولون: هذا يوم شديد، وهذا يوم فيه أمر كذا وكذا، وليس فيه شيء، وأما قوله: هذا الزمان غدر، فهذا زمان. يسُبّ؛ لأن الغدر صفة بهتان ولا يجوز، وإذا قصد: يا يوم رأيتك، فإن قصد: يا خيبة أملي، فهذا لا بأس به، وليس فيه إهانة. الوقت، وإذا قصد تخييب الوقت أو اليوم فهذا سب، ولا يجوز.[5]

الفرق بين القضاء والقدر

وذهب بعض العلماء إلى أن القضاء والقدر مترادفان، ومنهم علماء اللغة وابن باز رحمه الله، قال: القضاء والقدر شيء واحد، الشيء الذي قدّره الله سابقاً، والقدر شيء واحد، الشيء الذي قدّره الله سابقاً، والقدر شيء واحد. والمقدر سابقا، يسمى هذا القدر، ويسمى القدر، وذهب آخرون من العلماء إلى التفريق بينهما، فذهب بعضهم إلى أن القضاء سابق القدر، ومنهم ابن حجر، فالقضاء هو ما علم الله وحكم به في الدهر، والقدر هو وجود مخلوقات موافقة لهذا العلم والحكم، وقد رأى فريق آخر من العلماء عكس هذا القول، منهم الراغب الأصفهاني، فجعلوا القدر على القدر. القضاء فالقدر هو الحكم الأبدي السابق، والقضاء هو الخلق، وقد اختار بعض العلماء أن لهما معنى واحداً إذا انفصلا، فإذا اجتمعا في عبارة واحدة: لكل منهما معنى، وهذا ما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. وهي شاملة للقضاء، لكن إذا ذكرت جميعها؛ ولكل واحد منهما معنى، فالقضاء: هو ما قدره الله تعالى في الأزل أن يكون في خلقه، وأما القضاء؛ هو ما قضى الله سبحانه في خلقه أو خلقه أو تنفيذه أو تغييره، وعلى هذا التقدير سابق، ويجب على الجميع أن يؤمنوا به، إن ما قدر الله، وقضى الله فيجب الإيمان به والاعتقاد به، وقال الشيخ عبد الرحمن المحمود: ولا فائدة من هذا الخلاف؛ لأنه قد اتفق على أن أحدهما يشير إلى الآخر، فلا مجال لتعريف أحدهما بما يدل عليه الآخر.

وبهذا بينا حكم نسبة الحوادث إلى الزمن، وأنه كفر بالله تعالى إذا اعتقد ذلك حق، وهو من أعمال الجاهلية، وبينا حكم سب الزمن. ، وقد بينا الفرق بين القدر والقدر عند علماء المسلمين.