متى فرض الحج على المسلمين؟ وهي من المسائل الدينية التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتبين لها. وذلك لأن تعلم العلم الشرعي هو من الأمور التي تضفي على الإنسان بهاء البهاء والجمال الروحي، وتجعله مكرماً ومرغوباً عند جميع الناس، فليس هناك عمل أفضل من الدعوة إلى الله، ويجب على الداعي إلى الله أن كن عالما، وفيما يلي سنتعرف على فرض الحج وفي أي سنة فرض.
متى فرض الحج على المسلمين؟
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وكان الناس يقدسون الكعبة ويطوفون بها قبل الإسلام، إلا أن هذا التقديس ضرره أكثر من نفعه. لأن تقديسهم كان مبنياً على عبادتهم للأصنام والأوثان التي لا تنفع ولا تضر، ولما جاء الإسلام؛ أقرت الشريعة السمحاء أن الكعبة وزيارة بيت الله الحرام من الشعائر الدينية التي هي جزء لا يتجزأ من أركان الإسلام، وتعددت الآراء بشأن السنة التي فرض فيها الحج. ويقول البعض إنها فرضت في السنة التاسعة للهجرة، لأن المسلمين لم يتمكنوا من إكمال عمرتهم مع النبي في السنة السادسة. وأما الحج في السنة التاسعة فكمل، وخطب النبي؛ وكانت تسمى خطبة الوداع؛ لأنها كانت خطبته الأولى والأخيرة في الحج.
في أي سنة فرض الحج؟
واختلفت الآراء المذكورة في تحديد السنة التي فرض فيها الحج، وجاء هذا الاختلاف نتيجة إتمام حج النبي في وقت، وعدم تمامه في آخر. فأخرجوه منها فور خروجه، ولما كان النبي في السنة السادسة من الهجرة يؤدي العمرة، وأراد أن يطوف بالكعبة؛ وآذاه أهل مكة، ولم يسمحوا له بإتمام الحج. حتى هاجر إلى المدينة المنورة، وبدأ في بناء دولة إسلامية قوية، ووفقه الله تعالى بعد ذلك لفتح مكة، وأتم فريضة الحج في السنة التاسعة للهجرة. الرأي الرجعي في فرضية الحج هو السنة التاسعة من الهجرة.
الحكمة من فرضية الحج
هناك العديد من الأحكام التي فرض الله تعالى الحج من أجلها. الحج هو تجمع عالمي لجميع مسلمي الأرض. فيه يتعرفون، وفيه تعرف القوة الإيمانية الحقيقية للمسلمين التي ضحوا من خلالها بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الله، كما أن الحج مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «من حج فلم يرفث ولم يزني رجع كيوم ولدته أمه». الحج الطاهر إلى الله؛ يعود المسلم كيوم ولدته أمه، بلا ذنوب ولا خطايا.
على من يجب عليه الحج؟
والحج واجب على المسلم البالغ العاقل، الذي يملك القدرة المالية والبدنية، ويخرج من هذا القيد غير المسلم. ولا يكلف بالحج، وإذا حج لم يجزئ. لفقدان الحالة الأصلية، وكذلك يطرد البالغ الصبي؛ ولا يجب عليه الحج، بل يجوز له، وكذا العاقل. ومن شروط التكليف هو العقل؛ وهذا القيد يخرج المجنون؛ ولا يجب الحج عليه، وإذا لم يملك المسلم القدرة المالية والبدنية؛ ولا داعي للحج.
ومن خلال هذا المقال يمكن أن نتعرف على متى فرض الحج، وما هي الظروف التي حدثت في تحديد السنة التي فرض فيها الحج، وأي الآراء هي الأصح، وما هي الأدلة التي تثبت صحة هذا الرأي آحرون. وتخرج أصناف أخرى، والحكمة من فرضية الحج.