هل لصقات النيكوتين تفطر الصيام؟ يعد التدخين أحد الأسباب الرئيسية المسببة للأمراض، وأهمها سرطان اللسان والفم والمريء. تأمر الشريعة الإسلامية بحفظ النفس وعدم إلقائها في التهلكة، بما في ذلك التدخين. لقد نهى الله تعالى عنها، فيجب على المسلم تركها امتثالاً لأوامر الله عز وجل، وحرصاً على صحته ونفسه التي أمر الله بالمحافظة عليها، والدعاء أثناء الصلاة أن يعينه الله عز وجل على كربته، لذلك حتى يتمكن من الإقلاع عن هذا الأمر السيئ في أسرع وقت ممكن، واستخدام العلاجات الطبية والأعشاب، ومن بينها لصقات طبية تسمى لصقات النيكوتين. هل لصقات النيكوتين تفطر الصيام في شهر رمضان؟
لصقات النيكوتين والنيكوتين
النيكوتين هو مركب قلويد سام، وهو من أخطر المواد الضارة بصحة الإنسان الموجودة في الدخان، والنيكوتين هو المادة المسببة للإدمان لدى المدخنين، لذلك حرص العلماء على إيجاد وسائل بديلة تساعد المدخنين على التخلص من الإدمان الخطير على الصحية، وذلك عن طريق تصنيع النيكوتين المحسن والمخفف ليؤخذ على شكل علكة، أو أعواد كالسجائر، أو على شكل أقراص، أو لصقات تحتوي على كميات متفاوتة من النيكوتين، ويقوم المدخن المدمن تدريجيا باستخدام هذه البدائل تمكينه من التوقف عن التدخين لأطول فترة زمنية ممكنة، مع تجنب التعرض للأعراض الانسحابية التي تنتج عن التوقف. استهلاك النيكوتين المفاجئ أثناء التدخين.
غالباً ما يضطر المدخن للعودة إلى التدخين من أجل التخلص من الأعراض الانسحابية الناتجة عن التوقف عن التدخين، ولصقات النيكوتين عبارة عن شريط مطاطي لاصق، يخرج منه النيكوتين على شكل هلام لزج يمتصه الجسم. الجلد، ثم تنتقل عبر الشعيرات الدموية الموجودة تحت الجلد لتصل إلى الدم، مما تساعد هذه اللصقات المدخنة على تقليل أعراض الانسحاب قدر الإمكان، وعادةً ما تستخدم على الجزء العلوي من الذراع، ويقتصر بقاؤها على الجلد على 16 دقيقة فقط. ساعتين يومياً، وقد تظهر أثناء استخدامها بعض الآثار الجانبية المزعجة والضارة: مثل الغثيان والضعف العام واضطرابات ضربات القلب، وتختلف درجات لصقة النيكوتين من حيث قوة التأثير إلى ثلاث درجات: 5، 10 ، و 15.
هل لصقات النيكوتين تفطر الصيام؟
تعتبر لصقات النيكوتين التي يستخدمها البعض للمساعدة في الإقلاع عن إدمان التدخين، وكذلك جميع اللصقات الطبية، على أنها لا تبطل الصيام; لأن مسام الجلد ليس لها منفذ مفتوح إلى قلب الجسم، فمن شرط مفسد الصيام أن يدخل الجسم عن طريق منفذ مفتوح. لا يتم استيفاء هذا الشرط في لصقات النيكوتين واللصقات الطبية. تحتوي على مواد كيميائية أو علاجية ترسل إشارات عبر مسام الجلد، ويتم امتصاصها عن طريق الشعيرات الدموية. الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة تحت الجلد، لتصل إلى الدم، وتنتشر منه إلى جميع أجزاء الجسم، وقد جاء في “مغني المحتاج” من كتب الشافعية: “وصول الدهن في المعدة لا يضر تغلغل المسام.
أصدر مجمع الفقه الإسلامي قراره رقم 93 (10/1) بعد الاطلاع على البحث المقدم في موضوع في مجال الأدوية والمبطلات، بمشاركة الأطباء والفقهاء، حيث جاء في القرار: “”ما دخل في الطب والمبطلات”” يمتص الجسم من الجلد. كالدهون والمراهم واللصاقات الجلدية المحملة بمواد طبية أو كيميائية، لا تعتبر من المفطرات. والله أعلم.
وينبغي للمسلم أن يستعين بالله ليعينه على الإقلاع عن التدخين، ولا يسمح للشيطان أن يبالغ في الأمر ويبالغ فيه بما لا يستطيعه، وأنه إذا توقف وأقلع شعر بعصبية ورجفة ونشاط في الجسم. ، فكم ساعة يمتنع المسلم عن التدخين في نهار رمضان من الفجر حتى غروب الشمس وإلى ما بعد ذلك أحياناً، فيقوي الإرادة، فمن يستطيع تحمل هذه الساعات الطويلة في النهار يستطيع بمزيد من التحدي والاحتساب، بالإرادة والصبر، ترك هذه المحرمات، ويجب عليه استحضار نية أن من ترك شيئاً لله وحده، أبدله الله خيراً منه، ويجب عليه أيضاً ألا يكثر من الجلوس. مع الأصدقاء المدخنين، والحديث عن موضوع التدخين، لا بد من الابتعاد عنه تماماً، خاصة في بداية الإقلاع عن التدخين، حتى يوفقه الله للإقلاع نهائياً ولمدة طويلة، يستطيع بعدها التوفير. النصح والتوجيه، وبالتالي نكون قدوة عملية لهم في تجربة الإقلاع عن التدخين.
خطر التدخين
التدخين وباء يهلك الثروات والنفوس، وقد أصاب جميع الناس على اختلاف لغاتهم وطبقاتهم وألوانهم وأجناسهم، وباء أنتج قلوبا مريضة، وعقولا ثائرة، ونفوسا مضطربة مريضة، وحياة قصيرة منهكة، وأعصابا متمردة.
ومضطرب، فالتدخين هو الموت الأليم والأكيد، والقاتل البطيء الذي أصبح ظاهرة مزعجة تعصف بالمجتمع، وتحرق المال والدين والصحة، استسلاماً للشيطان في لحظات يغيب فيها العقل عن التفكير السليم والرؤية المستقيمة.
ويقتل التدخين ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين شخص سنويا على المستوى العالمي. وتمثل نسبة الأمراض السرطانية الناتجة عن وباء التدخين أربعين بالمئة من حالات المرض، أغلبها بسبب قصر التدخين وهو جلوس المدخن والاحتكاك به.
بالإضافة إلى غيرها من الأمراض المزمنة الخطيرة، تليف الكبد، والسعال المستمر، وتصلب الشرايين، والذبحة الصدرية، والفشل الكلوي، والضعف العام في جهاز المناعة، فهل يقبل المسلم المدخن بعد كل هذا نفسه الاستسلام لهذا الوباء المدمر، وأن التدخين أيضاً ظاهرة مزعجة تقتل الكبار قبل الصغار؟ وفي الرجال والنساء ظاهرة سيئة يزينها الشيطان، مع أن فاعلها يعلم ضررها ويعرف قبحها.
هل لصقات النيكوتين تفطر الصيام هي لصقات علاجية تستخدم للتخلص من التدخين، فلا تفسد الصيام لأنها تدخل من خلال مسام الجلد، ولا حرج في استخدامها في نهار شهر رمضان المبارك، فليس لها أي ضرر أثر الصيام عند الفقهاء والعلماء.