هل الميت يشعر بمن يبكي عليه

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:47 م

هل يشعر الميت بمن يبكي عليه؟ ؟ سؤال يتكرر البحث عنه، وسيكون عنوان هذا المقال، حيث يجد القارئ بعض الأمور المتعلقة بالميت من حيث شعوره ببكاء أهله عليه، وشعوره بذلك، وشعوره بذلك. وسماعه وشعوره بتحلل جسده، كما سيتم الحديث عن حقيقة وجود عذاب القبر مع ذكر الأدلة على ذلك.

هل يشعر الميت بمن يبكي عليه؟

ولم يذكر دليلا شرعيا صريحا يخبرنا فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن الميت يشعر ببكاء أهله عليه، إلا ما روي عن ابن عمر – -رضي الله عنه- أنه قال:”إن الميت ليعذبه بكاء أهله عليه». وبناء على هذا الحديث ذهب جماعة من العلماء المعاصرين كابن تيمية وابن القيم وابن باز إلى أن الميت يشعر بمن يبكون عليه، وأنه يحزن لحزنهم ويشفق عليهم. إلا أن السيدة عائشة – رضي الله عنها – قالت لابن عمر: «هل مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبر فقال إن صاحب هذا القبر ليعذب وأهله؟» هل ستبكي عليه؟” يتعرض للتعذيب بسبب بكاء عائلته. بل كان يعذب بسبب خطاياه وعمله، وأنه كان يتعذب في نفس الوقت الذي كان أهله يبكون عليه.

هل يعذب الميت بسبب بكاء أهله عليه؟

وذهبت السيدة عائشة – رضي الله عنها – إلى عدم جواز تعذيب الميت ببكاء أهله عليه. وحجتها في ذلك أنه يخالف قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، إلا أن بعض العلماء ذهب إلى أن الميت يعذب بسبب بكاء أهله، وأنه لا تعارض بين الحديث والآية، واختلفت طريقة العلماء في توجيه الحديث وبيان ذلك. ولا يتعارض مع الآية، ولهم في ذلك طرق، ونذكر ما يلي:

  • ويتألم من ذلك، في حال كان البكاء جزءاً من أسلوب حياته ورضا عائلته عنه.
  • ويتعذب من ذلك، في حال أوصى أهله بالبكاء عليه بعد وفاته.

هل يعذب الميت بالبكاء عليه؟

البكاء هو المقصود في حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنه وأرضاه -:إن الميت ليعذبه بكاء أهله عليه». والبكاء ليس مطلقاً، يقضي به الإنسان حاجته. بل المراد به البكاء والبكاء بصوت عالٍ ورفع الصوت فيه.

هل يسمع الميت كلام الأحياء؟

وهذه المسألة من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم. كما أثبت بعض أهل العلم أن الميت يسمع الحي، ونفى بعضهم ذلك، وفي هذه الفقرة من المقال هل يشعر الميت ببكاء أهله عليه، سيتم توضيح أقوال أهل العلم في هذا، وما يلي:

  • القول الأول: أن الميت يسمع كلام الأحياء ويشعر به، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى هذا، واستدلوا بعدة أدلة، نذكر منها ما يلي:
    • مما جاء في الصحيحين: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في الميت إذا تركه أهله بعد دفنه: “إن الميت إذا وضع في قبره سمع قرع نعالهم إذا خرجوا” وفي رواية: إذا وضع العبد في قبره كفله أصحابه. وفي هذا الحديث علامة واضحة ومعروفة أن الميت بعد أن يوضع في قبره ويصب عليه التراب، ثم يخرج أهله وأحبابه من قبره، يسمع صوت نعالهم وهم يخرجون من القبر .
    • ما جاء في حديث خطاب النبي – صلى الله عليه وسلم – للمشركين الذين قتلوا يوم بدر: جاء في الصحيح: «ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى بدر ثلاث مرات، ثم جاءهم، فوقف عليهم فدعاهم، فقال: يا أبو جهل بن هشام! يا أمية بن خلف! يا عتبة بن ربيعة! يا شيبة بن ربيعة! ألم تجد ما وعد ربك حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا. ثم سمع عمر كلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: كيف يسمعون وكيف يجيبون وقد جفوا؟ قال: والذي نفسي بيده، ما أنتم تسمعون ما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون الإجابة، فأمر فسحبوا، فألقيوا في قلب بدر). فقال لعمر: “إنك لا تسمع ما أقول منهم”، لكنه حرمهم من الرد على ما يسمعون، فأكد الاستماع إليهم وأنكر الحديث عنهم.
    • وثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر الصحابة بالسلام على أهل القبور، مما يدل على أنهم يسمعون كلام الأحياء. فإنهم لو لم يسمعوا لما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، ولو أمر به في حالة عدم سماعهم كلام الأحياء لكان أمره كانت بلا معنى.
  • القول الثاني: أن الميت لا يسمع كلام أهله، وهذا مذهب السيدة عائشة – رضي الله عنها – ووافقها في ذلك جماعة من الحنفية وبعض أهل العلم المعاصرين، مثل: ابن باز، ابن عثيمين، وغيره، وفيما يلي أدلتهم في ذلك:
    • يقول تعالى: {إنك لا تسمع الموتى ولا يسمع الصم الدعاء إذا تولوا}.
    • يقول تعالى: {وما أنت بسمع من في القبور}.
    • وأن أهل القليب سمعوا النبي حين خطبهم بعد غزوة بدر، فهو معجزة خاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن هذا لا يصح في غيره من الناس.
    • أن الحديث «يسمع قرع نعالهم إذا أعرضوا عنه»، وقالوا: هذا الأمر خاص بالميت إذا وضع في القبر مباشرة؛ كما تعود إليه الروح حتى يحاسبه الملكان.

هل يشعر الميت بالديدان أثناء أكل جسده؟

ومعلوم أن أجساد الناس بعد موتهم تكون عرضة للتآكل والتحلل بعد موتهم، ويدل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس في شيء من شيء» رجل لا يبلى إلا عظمًا واحدًا وهو العصعص، ومنه يركب الخلق يوم القيامة» إلا أجساد الأنبياء؛ كما حرم الله تعالى الأرض أن تأكله، لكن هل يشعر الميت بذلك؟ وهذا ما سيتم ذكره في هذه الفقرة على النحو التالي:

  • فالمسلم الصالح لا يشعر بتحلل جسده، لأن ذلك نوع من التعذيب له، وهذا يتنافى مع رحمة الله تعالى.
  • وقد يشعر العصاة والكفار بتحلل أجسادهم، وقد يكون ذلك عذاباً لهم، حيث ثبت أن نعيم القبر وعذابه يتبعان الروح والجسد، كما هو اعتقاد أهل السنة.

هل يعذب الميت في قبره؟

اتفق أهل السنة والجماعة من علماء المسلمين على حقيقة وجود عذاب القبر، وأن صاحب القبر إما في نعيم وإما في عذاب، وتلك هي حياة البرزخ كما وأعربوا عن ذلك واستدلوا على ذلك بعدة أدلة، منها:

  • قال الله تعالى عن آل فرعون: {تعرض عليها النار غدا وعشيا ويوم تقوم الساعة يعذبون آل فرعون أشد العذاب}، حيث قالوا إن آل فرعون رغم ذلك ويعرض موتهم على النار صباحا ومساء كما في الآية الكريمة التي تدل على وجود العذاب. خطير.
  • قال تعالى: {وخلفهم برزخ إلى يوم يبعثون}، ومعلوم أن البرزخ هو عذاب القبر أو نعيمه، وهو الحاجز بين الحياة الدنيا واليوم الآخر.
  • وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه استعاذ من عذاب القبر في أكثر من موضع، مما يدل على وجوده وثباته. وأما المعتزلة وبعض الفرق الأخرى التي لا يعتبرها أهل السنة فإنهم ينكرون عذاب القبر ويزعمون عدم وجوده.

وبذلك تم التوصل إلى خاتمة هذه المقالة حيث تم الرد على سؤال هل يشعر الميت بمن يبكي عليه؟ووردت أيضاً بعض المسائل المتعلقة بمسألة البكاء على الميت وتعذيبه ببكاء أهله عليه وأقوال أهل العلم في ذلك، وكون الميت يسمع الحي وصوته. كما تم الحديث عن شعوره بتحلل جسده وحقيقة عذاب القبر.