صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:58 م

وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله يبطل التوحيد. ومعلوم أن من الأغراض التي خلق الله تعالى الخلق من أجلها عبادته وحده لا شريك له، فما حكم صرف إحدى العبادات إلى غيره؟ فهل هذا يتعارض مع التوحيد؟ ما هي أنواع شرك الألوهية؟ ما هي أنواع العبادة في الإسلام؟ ما هي الأمثلة على كل نوع؟ سيجد القارئ الإجابات على كل هذه الأسئلة في هذا المقال.

وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله يبطل التوحيد

هذه العبارة صحيحةحيث أن كل من صرف شيئا من العبادة، سواء كانت عبادة قولية، أو جسدية، أو قلبية لغير الله تعالى، فقد جاء بما ينافي التوحيد، وقد كفر بذلك، ووقع في الشرك. الشرك الأكبر، وهو ما يسمى بشرك الألوهية. ولا حرج في بيان أنواع الشرك في الألوهية في هذا المقال:

– الإيمان بأن لله شريكاً يستحق أن يُعبد معه

وهذا من منطلق اعتقاد الإنسان أن الله -عز وجل- شريك، وأن هذا الشريك يستحق أن يعبد مع الله -عز وجل-، والله أعلى من ذلك بكثير. ومثال هذا النوع من العبادة ما يعبد من أسماء لغير الله كتسمية شخص. ابنه عبد الرسول، أو عبد النبي، أو عبد الكعبة، فمن سمى مخلوقاً بذلك معتقداً أن هذا المخلوق يستحق العبادة، فقد وقع في الشرك الأكبر.

– تخصيص أي نوع من أنواع العبادة لغير الله

والعبادة بجميع أنواعها حق لله عز وجل، فلا تنفق إلا له، وقد جاء الأمر الإلهي في القرآن الكريم ألا يعبد أحد إلا إياه. من قام بعبادة غير الله مهما كان نوعها فقد أشرك بالله، وهذا النوع له عدة أشكال، نذكر بعضها فيما يلي:

  • أن يطلب الإنسان أمراً مرغوباً، أو يدفع عنه شراً، من غير الله، أو يستعين ويستعيذ، ويستعيذ ويستعيذ من غير الله، وقد جاء الأمر النبوي يحث على ولا ينبغي للمسلم أن يسأل غير الله، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».
  • أن ينوي الإنسان نيته عند فعل طاعة معينة لغير الله عز وجل، فتجده يصرف نيته ونيته وإرادته إلى غير ربه، فتجده يخاف غير الله، ويدعو غير الله من دون الله، ويصوم، ويحج، ويذبح غير ربه.

أنواع العبادة

وبعد ذلك تم ذلك في الفقرة الأولى من المقال وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله يبطل التوحيدالحديث عن أنواع الشرك بالألوهية، وأنه يكون بتحويل أي نوع من العبادة إلى غير الله، فلا حرج من ذكر أنواع العبادة بشيء من التفصيل، كما يلي:

العبادة القلبية

وهي عبادات تتعلق بعمل القلب وحده. وفيما يلي أمثلة على هذا النوع من العبادات:

  • نيّة: فالعبادة بالنية من أهم أعمال القلوب. حيث أنها أساس قبول العمل ورده، ودليل ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. إلى ما هاجر إليه.”
  • الإخلاص: والإخلاص هو توجيه عبادة المسلم إلى ربه، لا يشرك به أحداً. وقد ذكرت هذه العبادة في قول الله تعالى على لسان إبراهيم: المشركين}.

العبادة اللفظية

وهي عبادات يؤديها المسلم بلسانه. فيما يلي بعض الأمثلة عليها:

  • شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: وهو ما يعرف شرعاً بالشهادتين، ومع أن التوحيد يجب أن يكون مستقراً في القلب، إلا أن ذلك لا يكفي، بل يجب على المسلم أن ينطق بالشهادتين بلسانه.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهي موعظة المسلم لأخيه المسلم، ومعلوم أن الموعظة تكون باللسان، فيكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عبادات اللفظ.
  • ذكر الله تعالى: والذكر هو عبادة لفظية، حيث يكون باللسان. بل الذكر أفضل عبادة من عبادة الجسد، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم. أعلى درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق؟ وهل خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: نعم. قال: ذكر الله عز وجل. وقال معاذ بن جبل: ليس شيء أفضل من ذكر الله من ذكر الله.

العبادة الجسدية

وهي العبادات التي يؤديها المسلم بجسده، وفي هذه الفقرة من المقال وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله يبطل التوحيدوسوف نذكر بعض الأمثلة، كما يلي:

  • الصلاة: وتعرف الصلاة بأنها مجموعة من الأفعال والأقوال المعينة، تبدأ بالتكبير وتنتهي بالسلام. وعلى هذا فهو داخل في الأفعال البدنية.
  • الكفاح أو النضال: ويعرف الجهاد بأنه بذل المسلم طاقته في سبيل إعلاء كلمة الله، وهو بالتالي من الأعمال الجسدية.
  • الحج: والحج عبادة بدنية، حيث يقوم المسلم ببعض الأعمال الجسدية، كالطواف، والسعي، ورمي الجمار، وغير ذلك من أركان الحج وواجباته.

العبادة المالية

النوع الأخير من العبادة هو العبادة المالية، وفيما يلي بعض الأمثلة عليها:

  • زكاة: وهو حق مالي للفقراء يستحقه من أموال الأغنياء الذين بلغوا النصاب وماتت عليه سنة، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة.
  • صدقة: ومن المعلوم أن الصدقة أنواع كثيرة، منها الصدقة بالمال، وهي عبارة ما ينفقه المسلم من المال لغيره، وقد رتّب الشرع الحنيف أجراً عظيماً في الصدقة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: وقال عليه الصلاة والسلام: من قضى نفقة في سبيل الله فهو من ضعفت صلاته».
  • الحج: كما يعتبر الحج عملاً مالياً، إذ يتطلب نفقات مالية كالهدايا وغيرها.

وبذلك تم الوصول إلى خاتمة هذه المقالة التي تحمل العنوان وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله يبطل التوحيد وقد تم فيه بيان صحة هذا القول، كما ذكر أن هذا النوع من الشرك يعرف بشرك الألوهية، وذكر أنواعه وشرحها.