كيف اعفو عن من ظلمني

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:14 م

وتزداد قيمة السؤال السابق مع مرور الوقت في حياة الإنسان. وكلما تقدم في السن وتقدم في العمر، كلما أصبح أكثر “تسامحاً” مع الكثير مما يحدث حوله، وتجسد “إرادة الله” في إدارة شؤونه مع أهل الأرض. وكلما أصبح الخط الفاصل بين الحقيقة والسراب أكثر وضوحا. “كيف أسامح من ظلمني؟” هذا هو عنوان السؤال الذي نحن بصدد مناقشة إجابته معكم من خلال محتوى مقالتنا القادمة على موقع المحتوى.

هل يمكننا جميعا أن نغفر؟

وذلك وفق النمط الفلسفي الذي تحدث عن تعريفات الفضيلة والمثل العليا، والتي تجلت في أسمى معانيها من قبل الفيلسوف “أفلاطون” في حديثه عن مفهوم “المدينة الفاضلة”. فإنه يجب علينا أن نسامح ونعفو ونتجاوز لنحافظ على المودة.

وبحسب العديد من الفلاسفة الآخرين، فإن الطاقة أو الرغبة في العفو لا تأتي كمكافأة إلا لكل شخص قادر، أي من لديه القدرة على الإيذاء، لكنه يفضل العفو والتسامح، أي أنه يجب أن تسامح بينما أنت أقوياء والتسامح لا يتفق أبدًا مع كونك ضعيفًا.

في الواقع، العديد من الأخلاقيات تتعارض مع ضعف الشخصية، وليس التسامح وحده. لكن هل السؤال يعني أننا لا نستطيع أن نسامح لأننا ضعفاء؟ هل نحن جميعا ضعفاء؟

وإذا كشفنا ما أوضحته تعاليم الديانات السماوية، خاصة المسيحية والإسلام «على التوالي»، سنجد تأكيدها على «العفو عند الإمكان»، وضرورة الحذر في التعامل مع الجميع، خاصة مع من أذى. لنا، والذي كان بالنسبة لنا درسا في الحياة. وقال محمد صلى الله عليه وسلم: «المؤمن ذكي».

ونعني بالحديث الشريف أنه إذا عفوت مثلاً فعليك أن تكون قوياً، وحذراً في التعامل مع من آذاك، فلا ترد عليهم باباً، ولكن لا تنغمس معهم في طريق التسامح. الهلاك مثلاً، أو إذا ظهر منهم ما قد يثير غضبك عليهم مرة أخرى، فعليك أن تبتعد عما يضرك.

كما نؤكد أنه مهما طال أمد أشرس المنافسات، فإن المحن الحقيقية التي يتعرض لها الفرد تجعله يكتشف طبيعته الحقيقية كإنسان في كل مرة يصاب فيها، مما يجعله قريبا جدا من خط المواجهة. التسامح، وحينها يدرك مقدار القوة التي لا مثيل لها.

ونضيف أننا لسنا ضعفاء، ولكن في رحلة التعامل مع الآخرين قد نعاني وقد نصاب بخيبة أمل، وبقدر ما يتقبل الفرد نفسه واختلافه عن الآخرين، وبقدر ما يتأمل الظروف. للإنسان وفق ما ثبت من الأحكام الإلهية التي لا تتعارض أبداً مع ما ورد في الكتب السماوية، سيجد الفرد منا الصورة أوضح، وسيعرف كيف يرى في العفو مكسباً حقيقياً.

كيف أسامح من ظلمنيكيف أسامح من ظلمني
فالتخلص من الخصومة هو أول طريق العفو

كيف أسامح من ظلمني؟

ابدأ بالسؤال، وابدأ بالسلام، وأظهر قوتك في تحملك لما سيأتي من الآخر. قد يبدو الأمر صعبًا للغاية في البداية. لكن ما قد تشعر به من ضعف في نفس الظالم سيمنحك قوة لا تتخيلها.

قد يواجه الظلم أو القوة أو الافتراء. ولهذه الصفات عمر قصير مهما طال، ولهذا خلق تعالى الليل، ونقشه ليظهر النهار الجديد، لتستمر الحياة، ولا تتوقف عند مرور أحدها.

ما نحاول أن نقوله لك هو أن إقناع نفسك بأن “كل شيء سوف يمر” هو أول طريق لحل مشكلة مع الظالم، وبهذه الحقيقة نؤكد أيضًا أن المسامحة أمر مهم.

فالاستغفار يرزق صاحبه الصبر، والصبر ليس من سمات الضعفاء أبدًا، ومن اعتاد الصبر على البلاء، تهون عليه الصعوبات الأخرى التي لا يتحملها إنسان، ويحفظه الله من أشد الأمور. وقد يحدث ذلك للإنسان وهو يتسلط عليه.

ولهذا مهما طال التسامح بينكما، سامحوا وسامحوا واعلنوا ذلك أولًا أمام الله عز وجل، وادعوه أن يعينكم على العفو وأنتم أقوياء.

كيف أسامح من ظلمني
أقصر خطوة في المغفرة هي السلام