أين يقع مفاعل تشيرنوبيل؟ ؟ هذا السؤال يراود الكثير من الناس، خاصة بعد أن أصبح مفاعل تشيرنوبيل في أيدي الروس، وهو أحد المفاعلات النووية المشهورة عالمياً، لارتباطه بذلك الحادث المأساوي الذي أودى بحياة الملايين من البشر، عندما لقد انفجر مفاعل تشيرنوبيل منذ سنوات عديدة، وما زال هذا المفاعل يشكل تهديداً عالمياً، فدعونا نتعرف على مكان مفاعل تشيرنوبيل هنا من خلال موقع المحتويات.
أين يقع مفاعل تشيرنوبيل؟
ويقع مفاعل تشينوبل على أقصر طريق من بيلاروسيا إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك يجاور مدينة برابيت الأوكرانية، على بعد 18 كيلومتراً شمال غرب مدينة تشيرنوبيل المهجورة حالياً في كييف، ومفاعل تشيرنوبيل عبارة عن محطة للطاقة النووية، تم بناؤها من أجل توليد الطاقة الكهربائية وتزويدها لمواطني البلاد. عدد سكانها، وسمي هذا المفاعل على اسم مدينة تشيرنوبيل التي يقع فيها؛ يأتي الاسم من جزأين: cheroni (чорний بمعنى أسود) وbelia (билля بمعنى العشب).[1]
تفاصيل انفجار مفاعل تشيرنوبيل
تعتبر حادثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل النووي من أكبر الكوارث التي شهدها العالم على مر التاريخ، حيث يعود تاريخ هذه الحادثة المأساوية إلى 26 أبريل 1986 عندما سمع دوي انفجار هائل في المنطقة، مما أدى إلى تدمير المدينة بأكملها. المنطقة، ووفيات عديدة، واختفاء العديد من القرى من الخريطة الجغرافية لأوكرانيا. وتبقى آثارها حتى يومنا هذا، حيث وقعت هذه الحادثة عندما كانت أوكرانيا تابعة للاتحاد السوفييتي، عندما كان نحو مائتي عامل وموظف يعملون في مفاعل “تشيرنوبيل” للطاقة النووية، وشهد ذلك اليوم اختبارات في 3 وحدات بالمحطة، وكانت الأمور تسير على ما يرام. حتى حدث خلل مفاجئ لم يكن في الحسبان، ووصلت درجة الحرارة في ذلك الوقت إلى 4 آلاف درجة مئوية؛ وأوقف قلب دائرة تبريد المفاعل الرابع، وأدى إلى ذوبان قلب المفاعل قبل أن ينفجر..
وبعد ثوانٍ، استمرت الانفجارات المدوية، واندفعت بقوة هائلة إلى السماء، وخلفت وراءها كارثة لا تُنسى حتى يومنا هذا، حيث ثارت حمم الوقود النووي، واستمر حريق هذا المفاعل لمدة 10 أيام دون توقف. وتسربت من المفاعل العديد من المواد الخطيرة جدًا. مثل اليورانيوم والبلوتونيوم والسيزيوم واليود، وهي مجموعة من الإشعاعات النووية السامة؛ والتي اندفعت في الهواء لتصل حدود مدينة تشيرنوبيل إلى مدن أخرى مثل أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا وألمانيا والسويد، بالإضافة إلى ما دفع هذه الإشعاعات ووصولها إلى العديد من الدول الإسكندنافية، نتيجة الرياح التي هبت وحملت سحابة الإشعاع القاتل إلى تلك المناطق، وكذلك إلى اليونان وتركيا.
نتائج انفجار مفاعل تشيرنوبيل
لقد أفرز انفجار مفاعل تشيرنوبيل العديد من العواقب المكارثية، نستعرضها لكم تباعا:
- وخلف الانفجار آلاف القتلى. ولم يقتصر تأثيرها على العاملين في المفاعل والحاضرين فيه؛ بل إن المئات من عمال الطوارئ عملوا جاهدين على إخماد هذا الحريق الضخم.
- وأدى الانفجار إلى إجلاء آلاف الأشخاص من منازلهم في المناطق المحيطة بموقع المفاعل، حيث تم إجلاء سكان 85 قرية من جمهورية بيلاروسيا، و4 قرى من أوكرانيا، و31 قرية من روسيا..
- وفي وقت لاحق، أصيب آلاف الأطفال بأمراض السرطان المختلفة.
- وقد توفي أكثر من 36 شخصًا بسبب الإشعاع القاتل الناتج عن هذا الانفجار، لكن العدد الحقيقي كان أكبر من ذلك بكثير.
- لقد اختفت قرى بأكملها من الخريطة الجغرافية.
- يعاني عدد كبير من السكان من سرطان الغدة الدرقية وسرطان الفم، وقدرت المنظمات الصحية عدد المصابين بهذا المرض بـ 3.4 مليون شخص.
- يعاني عدد كبير من الأشخاص من مرض الإشعاع؛ والذي يحدث نتيجة التعرض للإشعاع النووي القاتل، ومن أعراضه تقشير الجلد وتغير ملامح الوجه وتساقط الشعر.
- كثير من الناس لديهم خلل وراثي.
- وقد ترك الانفجار العديد من الآثار النفسية؛ مما أثر على التركيبة النفسية لأغلب سكان المنطقة وجوارها.
- تأثرت التربة والنباتات بالكارثة. وتحولت هكتارات من الأراضي الأوكرانية المتاخمة للمفاعل في أوكرانيا وبيلاروسيا إلى مناطق غير صالحة للزراعة نتيجة تعرضها للإشعاع الخطير.
مفاعل تشيرنوبيل اليوم
واليوم أصبح مفاعل تشيرنوبيل تحت السيطرة الروسية، تزامنا مع الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث شنت روسيا هجوما على الأراضي الأوكرانية منذ صباح الخميس؛ الموافق الرابع والعشرين من فبراير 2023م، ونجحت القوات الروسية في السيطرة على المفاعل النووي الشهير (تشيرنوبيل)، وبناء على هذه التطورات أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أن قوات الجيش الروسي تمكنت من السيطرة على مفاعل تشيرنوبيل النووي. محطة توليد الكهرباء مما يهدد أمن البلاد.
اليوم الدولي لإحياء ذكرى كارثة تشيرنوبيل
أعلنت الأمم المتحدة يوم السادس والعشرين من أبريل من كل عام إحياءً عالميًا لذكرى كارثة تشيرنوبيل، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي بمدى آثار تشيرنوبيل طويلة المدى، حيث أكدت الأمم المتحدة أن هذه الكارثة أثرت على حوالي 8.4 شخص. مليون شخص في أجزاء واسعة من الاتحاد السوفييتي، وهو ما يعرف اليوم (بيلاروسيا وأوكرانيا والاتحاد الروسي، وغيرها من الآثار التي نتجت عنه، كما دعت الأمم المتحدة عام 1990 إلى ضرورة التعاون الدولي في معالجة الآثار والتخفيف من آثارها بعد حادث محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، وبناء على ذلك تم إنشاء فرقة عمل مشتركة بهدف تنسيق التعاون بشأن الكارثة، أنشأت الأمم المتحدة صندوق تشيرنوبيل الاستئماني، الذي يديره حاليا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية..
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه منذ عام 1986 وحتى الآن، أطلقت مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الكبرى أكثر من 230 مشروع بحث ومساعدة في مجالات الصحة والسلامة النووية وإعادة التأهيل للمنطقة بأكملها، إلا أن عام 2002 شهد نقطة تحول في هذه الاستراتيجية؛ وتم التركيز على نهج التنمية طويل المدى وفقًا للخطة الجديدة.
وإلى هنا نصل إلى نهاية مقالتنا التي قدمنا لكم فيها إجابة لسؤال ما أين يقع مفاعل تشيرنوبيل؟ وهي محطة الطاقة النووية التي أنشأها الاتحاد السوفييتي منذ سنوات عديدة؛ بهدف توليد الطاقة الكهربائية من خلالها.