هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:07 م

هل يجوز الجمع والقصر في السفر؟ أكثر من ثلاثة أيام من المسائل الفقهية التي يجب على جميع المسلمين معرفتها وتعلمها، لأنها من الرخص التي رخصها الله -سبحانه- لعباده المؤمنين، ولهذا خصنا هذا المقال للحديث عما إذا كان جواز الجمع والقصر في السفر، مع تسليط الضوء على بعض الأحكام المتعلقة بالجمع والقصر.

مشروعية الجمع والتقصير في الصلاة

الجمع والاختصار في أحكام الصلاة، الذي فيه الكثير من السؤال والجدل، وسبب هذا الخلاف هو كثرة الخلاف بين العلماء في هذين الحكمين وما يتعلق بهما، ومن ذلك اختلافهم في تحديد المباح فترة للتقصير والجمع، أو في تحديد الأعذار لكل من الجمع والتقصير، وجاءت مشروعية الجمع والتقصير في النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، فجاء حكم التقصير في قوله – تعالى -: – في سورة النساء: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة}.

وهناك أحاديث صحيحة كثيرة جاءت تدل على أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يقصر ويجمع بين الصلاتين في أسفاره، وجاءت مشروعية الجمع في حديث رواه ابن عباس كما قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر».

هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاثة أيام؟

وقد جاءت الآيات والأحاديث تثبت جواز الجمع والقصر في السفر، ولكن كان الخلاف بين الأئمة الأربعة والفقهاء في مدة السفر التي يجوز فيها الجمع والقصر، وكل فقيه وإمام مدرسة مستنداً في قوله إلى حديث أو فعل أثر في النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تلك الأقوال ما يلي:

  • المذهب الحنفي: وقد حصر أئمة المذهب الحنفي مدة السفر التي يجوز فيها الجمع والتقصير بخمسة عشر يوما.
  • المذهب الشافعي والمالكي: وقد حدد أئمة المذهب المالكي والشافعي مدة السفر التي يجوز فيها الجمع والقصر إلى أربعة أيام فقط. وإذا نوى المسافر الإقامة أربعة أيام فعليه أن يتم الصلاة.
  • المدرسة الحنبلية: وذهب الإمام أحمد إلى أن المسافر يجوز له القصر والجمع إذا نوى الإقامة أربعة أيام.
  • شيخ الإسلام ابن تيمية: ولم يحدد ابن تيمية مدة للسفر من أجل القصر والجمع، فقال إن للمسافر القصر والجمع مهما كانت المدة، ولو زادت على خمسة عشر يوما إلا إذا نوى الإقامة، لأنه لم يذكر شيء. في تلك الفترة من الكتاب أو السنة، واعتمد على هذا القول حتى سافر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تبوك عشرين يوما، وكان يقصر الصلاة في هذه المدة كلها.

الفرق بين الجمع والقصر في الصلاة

وبعد أن تحدثنا عن جواز الجمع والقصر في السفر لأكثر من ثلاثة أيام، وأوضحنا آراء الفقهاء في هذا الأمر، كان لا بد من التفريق بين مصطلحي الجمع والقصر. ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات بين الجمع والقصر، حتى لو كانا مرتبطين ببعضهما البعض في كتب الفقه. وسنذكر بعض الفروق بين الجمع والقصر فيما يلي:

  • عذر: الجمع والتقصير متعلقان بالأعذار المقررة شرعا، ومن الفروق بين الجمع والتقصير في العذر الواجب لكل منهما، وهو كما يلي:
    • جمع: وباب الجمع أوسع من باب القصر في دائرة الأعذار، فيجوز الجمع في حال المرض أو الثلج أو غير ذلك مما وضحه الفقهاء.
    • القصر: وأما القاصر، فعذره يتعلق بالسفر حصراً.
  • الحكم الإسلامي: ويختلف حكم قصر الصلاة عن حكم الجمع في السفر من النواحي التالية:
    • القصر: وتقصير العمر عند جمهور العلماء سنة مؤكدة، أما المذهب الحنفي فهو واجب.
    • جمع: فجمهور العلماء على جواز الجمع مع العذر.
  • الصلوات الخمس :تختلف طريقة الجمع في الصلوات الخمس عن طريقة القصر، وذلك من الجوانب التالية:
    • جمع: والجمع يكون بين صلاتي الظهر والعصر معًا، أو بين المغرب والعشاء معًا، والجدير بالذكر أنه لا يجوز الجمع بين الفجر وأية صلاة أخرى.
    • القصر: وإذا كان القصر مقتصراً على الصلاة الرباعية، فلا يصح قصرها إلا في صلوات العصر والظهر والعشاء.
  • التعريف بهم: ويختلف الجمع والجمع من حيث التعريف، الذي يوضح معنى كل حكم، وهما على النحو التالي:
    • جمع: وهو أداء اثنتين من الصلوات التي فرضها الله -عز وجل- في وقت إحداهما، وهناك نوعان من الجمع، جمع تأخير، وجمع مقدم.
    • القصر: وأما القصر فهو أن تقتصر الصلاة ذات الأربع ركعات على ركعتين فقط.

الأعذار المسموح بها للجمع والقصر

والعذر الذي يجيز القصر والجمع، والقصر هو أحد تلك الجوانب في الفرق بين القصر والجمع في الصلاة. وهناك بعض الفقهاء الذين قصروا حكم الجماعة على الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة. بينما اتسعت دائرة الأعذار التي يجيزها الجمع لتشمل عدة أمور بالإضافة إلى عذر السفر، وهي كما يلي:

  • مطر غزير: وقد ثبت عن جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- منهم ابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهما- أنهم جمعوا الصلاة في المطر، ولكن لا بد من أن يكون المطر شديداً حتى يذهب. فالخروج معه إلى المسجد يصبح شاقاً وصعباً.
  • المرض: وأجازوا للمريض الذي اشتد مرضه والذي يجد صعوبة في إقامة الصلاة، كل واحدة في وقتها، أن يجمع بين الصلاتين بشرط أن يلتزم بشروط الجمع، ولهذا يجب على المريض أن يأخذ فتوى شرعية من دار الإفتاء والعلماء بجواز الجمع له، فلا يجوز جمعه عند أي مرض.

إذن هذا مقال هل يجوز الجمع والقصر لأكثر من ثلاثة أيام؟ وقد انتهى بيان أن الأئمة والفقهاء الأربعة قد اختلفوا في تحديد المدة اللازمة للتقصير والجمع، وقد بينا الفرق بين الجمع والتقصير، مع تسليط الضوء على بعض الأعذار المباحة للتقصير والجمع. .