عقوبة من يجادل بغير علم .. والفرق بين المجادلة المذمومة والمحمودة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:39 م

ما عقوبة الجدال بغير علم؟ حيث قضى الله -سبحانه وتعالى- على الكافر منذ الأزل أن يجادل في الله بغير علم، حين يصرف عنقه عن الحق والكبر، وقد كتب الله تعالى له ذلك ليجعله ضلالا ومضللا. . ولله تعالى حكمة بالغة في ذلك. فالجدال بغير علم مكروه لما يترتب عليه من آثار ومفاسد.

عقوبة الجدال بغير علم

وكثرة الكلام من الأمور التي لا تصلح فيه، فإن كثرة الكلام تؤدي إلى زيادة الخطأ، فمن كثر الكلام زادت حيرته، وأخرج الإمام مالك في الموطأ أنه سمع أن عيسى وكان ابن مريم عليه السلام يقول: «لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله». فقسوا قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد عن الله ولكنكم لا تعلمون، ولا تنظروا إلى ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظر إلى ذنوبكم كأنكم عبيد ولكن الناس مبتلى. وصحة، فارحم أهل البلاء واحمد الله على عافيتهم.

كما نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الجدال في الدين، وأن الجدال في الدين ينبغي أن يكون بعلم. “فالبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون”. الجدال بغير علم من أكبر الكبائر، ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة قولهم: [الله أعلم] فإذا اشتبه عليهم الأمر خلق الإنسان جاهلا، وليس الجهل بالحكم في مسألة عيبا، بل العيب أن يجادل فيها بالباطل. وينبغي للإنسان أن يجتهد في التعلم، ولا يتكلم فيما لا يحسنه، وقد حرص أهل العلم على رد العلم إلى الله عز وجل في جميع المسائل.

أنواع الجدل المذموم

هناك عدة أنواع من الحجج المذمومة، أذكرها فيما يلي:

  • الجدال على الله بغير علم: وهو أخطر أنواع الجدال على الناس والدين، ويكون بدحض ما أثبته الله لنفسه من الصفات، سواء بالتفسير أو القياس أو البراءة، وكذلك وصف الله -سبحانه وتعالى- بما وصفه. ولم يصف نفسه بالتجسيم ولا بالتكييف، ومنه أيضًا إسناد ما ليس من الدين. الله له مثل تحريم الحلال وتحريم الحرام وتحريم البحيرة والسائبة والوسيلة والحم.
  • الخلاف في القرآن: بالطعن في آيات الله بتتبع متشابهات آياته وإثارة الفتنة وضرب القرآن ببعضه. قال المناوي: “وكل شك في أنه كلام الله فهو كفر، أو أراد التعمق فيه حديثا أو قديما، أو الجدال في مثله من الآيات التي تؤدي إلى الإنكار، فسماه كفرًا في الاسم”. مما يخاف أن يعاقبه “.
  • مجادلة الباطل لإبطال الحق: وهي حجة مذمومة، بمجادلة الباطل لإبطال الحق.
  • الجدال بغير علم: قال ابن كثير رحمه الله: “وهذا إنكار لمن جادل فيما لا علم له به؛ لأن اليهود والنصارى جادلوا في إبراهيم بغير علم، وإذا جادلوا فيما ليس لهم علم” بالنسبة لأديانهم التي شرعت لهم إلى زمن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، لكان أولى. وإنما تكلموا بما لم يعلموا، فحرم الله عليهم ذلك، وأمرهم أن يردوا ما ليس لهم به علم إلى عالم الغيب والشاهد، الذي يعلم الأشياء بحقائقها وظهوراتها.
  • الجدل حول الحق بعد ظهوره: بدفع الحق والإعراض عنه.

الفرق بين الحجة المذمومة والمحمودة

وتنقسم الحجة إلى نوعين، حجة لبيان الحق ودحض الباطل، وهذا يرجى نفعه وضرره مضمون، وهو حجة محمودة، والنوع الآخر حجة باطلة أو بغير علم، و فهذا لا يرجى نفعه أو ضرره أعظم من المصلحة فيه، فهو حجة مذمومة.

وإذا كان الجدال بقصد إظهار الحق ودحض الباطل، واتبع فيه المنهج الحسن، وكانت حجته في أحسن الأحوال، وكانت مصلحة الحجة رجحت على فسادها، والمناظر آمن. من الغرور والكبر ونحو ذلك من الآفات، فحجته تعتبر محمودة. الخشونة والفظاظة لا على الوجه المأمور به، أو أن يخشى المتناظر أن يرجح الفساد على مصلحته، فهذه حجة مذمومة.

يرجى ترك الحجة

إن هناك خيطاً رفيعاً جداً بين انتصار النفس وحظوظها، وانتصار الحق، ولهذا فإن فيها باباً من مداخل الشيطان، تثير فيه العداوات، وتقطع المودة، ويجوز أن يحمل كلاً من المتنازعين على الانتصار لرأيه ولو كان باطلاً، ويدفع رأي الخصم ولو كان صواباً. وذلك ترك الجدال والجدال ولو رأى المتناظر نفسه على حق. ومن فعل ذلك فقد ضمن له النبي صلى الله عليه وسلم بيتا في ربض الجنة.

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء». وإن كان محقا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الباطل». ب، وإن كان مازحاً، وبيت في الجنة لمن حسن أخلاقه.

وقد ذكرنا فيما سبق عقوبة المجادل بغير علم، كما وضحنا الفرق بين المذموم والمحمود وأهم أقسام المذموم وعواقب الفساد، كما تطرقنا إلى ذكر فضل ترك المجادل المذموم.