تفسير ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:36 م

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من العبارات التي يريد الكثير من الناس معرفتها، خاصة أولئك الذين يهتمون بتفسير القرآن الكريم. لقد استمتع بالطوفان الإلهي الذي ائتمنه الله في كلامه، وفيما يلي سنتعرف على تفسير قوله – تعالى – إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

وقد يتساءل البعض، فيقول: كيف لا يغير الله ما بقوم؛ حتى يغيروا ما بأنفسهم، والله تعالى بيده ملكوت كل شيء، وهو القادر على هذا التغيير، وللإجابة على هذا السؤال لا بد من استحضار: أن الله تعالى قد مكن عباده من الأدوات والأدوات الوسائل التي يمكنهم من خلالها التمييز بين الخير والشر. ، وبين الحلال والحرام، ومن أهم هذه الأدوات العقل؛ لقد ميز الله الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل، ومعه الإنسان مختار وليس حاكماً؛ أمامه طريقان للخير والشر، وعليه أن يختار لنفسه أي الطريقين هو. إذا اختار طريق الخير؛ ينال أجرا عظيما في الدنيا والآخرة، وإذا سلك طريق الشر، فلن يحقق له نجاحا ولا نجاحا.

تفسير: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

القرآن الكريم هو كلام الله المعجز الذي أنزله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- الذي تعبد بتلاوته، ونقله إلينا بالتواتر، ووضعت كل كلمة في مكانها المناسب. حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا رجعة لهم وما لهم من دونه من ولي». تفسير هذه الآية: إن الله تعالى لا يغير أحوال قوم من حال إلى حال إلا بتغيير ما بأنفسهم، فيغير الله حالهم من الشدة إلى الرخاء. فإذا أرادوا الخير للناس، وكانوا مخلصين لله في جميع أقوالهم وأفعالهم، بل على العكس؛ إذا كانوا يحملون الحقد والحسد للآخرين، ولا يخصصون ما يفعلونه لله وحده؛ ابتلاهم الله بالمصائب في حياتهم؛ فإذا انتبهوا؛ رفع الله عنهم الوباء والبلاء، وإذا لم يتعلموا؛ لقوا عذابًا فوق عذابهم، فإن الله -سبحانه وتعالى- ليس بظلام للعبيد.

القصص عن الله لا تغير حتى حال الناس

وقد غنت السير الذاتية بالعديد من القصص التي تبين وتوضح أن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ومن أفضل القصص المذكورة في ذلك:

قصة ثلاثة أشخاص من بني إسرائيل

كان من بني إسرائيل ثلاثة، أحدهم أصلع، والثاني أبرص، والثالث أعمى. فأرسل الله إليهم ملاكا. فأتى الأقرع فقال له: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يذهب الله عني هذا -أي القرع-. فأزاحه الله عنه، فقال له: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل والبقر. فأعطاه الملك ما شاء الله أن يأخذه، ثم أتى الأبرص فقال له: أي شيء أحب إليك؟ فشفاه الله تعالى، فقال له: أي المال أحب إليك؟ قال: الإبل والبقر، فأعطاه الله ما أراد أن يعطيه، ثم أتى الأعمى فقال له: أي الشيء أحب إليك؟ قال: أن رد الله إلي بصري، فرد الله عليه بصره، ثم قال له: أي المال أحب إليك؟ قال: الغنم؛ فأعطاه الله ما أراد أن يعطيه.

فالمثال التطبيقي لله لا يغير ما بقوم

ثم جاءهم الملك مرة أخرى – في صورة إنسان – محتاجا. فذهب إلى الأقرع، فذكر له حاله، فقال: ورثت هذا كبرًا من كبر، والحاجات كثيرة. فقال له: إذا كنت كذلك؛ أعادك الله إلى ما كنت عليه؛ فرجع إلى ما كان عليه، فذهب إلى الأرض؛ فقال له مثل ما قال الأقرع؛ فرده الله إلى ما كان عليه، فلما ذهب إلى الأعمى قال له: مثل ما قال للأبرص والأقرع، ولكن كان وضعه يتغير؛ فقال له: كنت أعمى؛ رد الله إلي بصري وكنت فقيرا. أغناني الله؛ خذ ما شئت، فقال له: أمسك مالك فإن الله أراد أن يصيبك. فرضي عليك، وسخطي على الآخرين، وهذا مثال تطبيقي على أن الله لا يغير ما بقوم؛ حتى يغيروا أنفسهم.

موعظة في موضوع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوئام، وأسقى أسرار أحبائه شراباً لذيذاً، وربط قلوب الخائفين بالخوف والشفقة. ولا يدري الإنسان إلى أي الفريقين يساق. فإن شاء فله الشكر. فبعدله، ولا اعتراض على أخلاق الملك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المطهر خلقه، حبيبه الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة؛ فكشف الله السحاب، وبعد؛

ومن كمال حكمة الله – عز وجل – أن يجعل لعباده وسائل يفرقون بها بين المفيد. فيتبعونه، وما فيه من ضرر؛ فيتجنبونه، وذلك حتى تقوم الحجة عليهم يوم القيامة؛ وأرسلت لهم الرسل مبشرات وتنبيهات؛ حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل؛ مكنت الإنسان من اختيار ما يحب من الطرق، وحذرته من سلوك الطرق الملتوية التي تقود صاحبها إلى الجحيم وبئس المصير، ورغبته في طريق الخير الذي يقوده إلى جنات عرضها السماوات والأرض، ومن هنا: إذا أخلص الإنسان لله في كل ما يفعله؛ فنال الأجر العظيم من رب العالمين، وإلا لكثرت المصائب والعقبات في حياته.

ومن خلال هذا المقال نستطيع أن نتعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وما تفسير قوله – تعالى – في سورة الرعد: “إن الله لا يغير ما بأنفسهم” حال قوم..”، وكذلك الإجابة على سؤال ملح وهو كيف لا يغير الله ما بقوم؛ حتى يغيروا ما بأنفسهم، والله تعالى بيده ملكوت السماوات والأرض، وموعظة بهذا التعبير القرآني.