حكم فتح محل حلاقة الرجالية وحلق اللحى ومنكرات صالونات الحلاقة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:58 م

حكم فتح محلات الحلاقة ولا حرج في هذه المهنة في حال تجنب المحرمات التي نهى عنها الرسول، حيث أصبحت محلات الحلاقة في هذه الأيام المعاصرة وجهة أساسية لفئات المجتمع، وخاصة الشباب والمراهقين، حيث يهتمون كثيراً بالمظهر الخارجي و الظهور بشكل لائق من خلال تجميل أجسادهم داخل صالونات الحلاقة، وسنتعرف من خلال هذا المقال على ما هو مسموح وما لا يجوز فتح محل حلاقة.

حكم فتح محلات الحلاقة الرجالية

وجاء في الحكم الشرعي بشأن فتح صالونات الحلاقة الرجالية أنه: لا حرج في فتح صالونات الحلاقة الرجالية بغرض مزاولة مهنة الحلاقة الرجالية، إلا أن هذا الحكم الشرعي لم يأت قطعاً، بل جاء مشروطاً بالابتعاد عن المحرمات. مثل: حلق اللحية، أو أخذ جزء من الحاجبين، وقص الشعر على نحو يؤخذ على التشبه بالكفار، كالقزع الذي فيه التشبه باليهود.

وقد سئل الشيخ المرحوم ابن عثيمين حول هذا الموضوع كالتالي: “السائل يسأل عن الحكم الشرعي في حالة قريب يملك محل حلاقة وأجره لعامل بعد أن أبلغه بأن هذا العمل محرم شرعا” “ع، وأن المال الذي يأتي به من محل الحلاقة حرام ولا يجوز شرعاً حلق لحى المسلمين، حيث قال: لم أتقاضى من العامل شيئاً إلا مبلغ مائة وخمسين ريالاً” كبديل عن استئجار المحل، وللناس حرية إطلاق لحاهم أو حلقها، ولم يجبرهم على حلقها معه.

فأجاب رحمه الله: “إذا كان هذا الصالون عليه لافتة مكتوب عليها فإنه ينفذ ما جاء فيه: (حرام حلق اللحية). فطلبوا منه أن يحلق، سواء حلق الرأس أو اللحية، فهذا لا يجوز، وعليه أن يستبدل هذه المهنة في الصالون بشيء أفضل منها، ومن ترك شيئا لله عوضه الله ما كان. أفضل منه.

والخلاصة أن حكم فتح محل الحلاقة له تفاصيل وضوابط: إذا امتنع صاحب الصالون من حلق ما حرم الله فلا حرج في ذلك. مسموح “.

وسئل أيضا رحمه الله: أملك عددا من المحلات التجارية وأريد تأجيرها كصالونات حلاقة. هل هناك أي شيء خطأ في ذلك؟”

أجاب ابن عثيمين: نعم هناك مشكلة إذا استأجرت محلات للحلاقة، فالمعروف وبحكم العرف أن الحلاقين يحلقون كل شيء، فيأتون ليحلقوا الرأس وكذلك اللحية، وربما يحلقون اللحى بها. فإنهم أكثر من حلق الرؤوس. واشترط عليهم عدم حلق لحاهم، فلا حرج في هذه الحالة، وإذا ثبت أن العامل حلق لحيته داخل هذه المحلات، فلصاحب المحل فسخ الإيجار لأنه أخل المستأجر بشرط صحيح ضمن العقد ولم يقم بتنفيذه.

والدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). ويدل أيضاً على تحريم إجارتها، كما قال عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا حرم الله شيئاً حرم ثمنه».الله أعلم.

حكم حلق اللحى

حلق اللحية في الإسلام محرم، لما ورد في هذا الشأن من الأحاديث والأخبار النبوية الصحيحة والصريحة، كما لعموم النصوص الشرعية التي تحرم كل ما فيه من التشبه بالكفار. ومن ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خالفوا المشركين وأحفوا اللحى». (وقفوا الشوارب) وفي رواية أخرى: (قصوا الشوارب وأرخوا اللحى) كما أن هناك أحاديث أخرى تحمل نفس المعنى، وإعفاء اللحية في اللغة معناه تركها كما هي وتقديمها، أي ، وإبقاؤه غزيرًا من غير كشف الحلق أو النتف، فلا يُقطع منه شيء.

وكشف ابن حزم عن الإجماع على أن قص الشارب أو قصه وإعفاء اللحية واجب على الرجال المسلمين، كما استدل بذلك من عدد من الأحاديث النبوية الشريفة، منها: حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق: وحديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ممن لا يأخذ من شاربه فليس منا) وهو ما صححه الترمذي عندما قال في الجامع: – الفروع، وهذه الصيغة عند أصحابنا – والمراد بالحنابلة – تقتضي تحريماً قطعياً، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الكتاب السنة النبوية، والإجماع دليل على أمر المسلمين بمخالفتهم للكفار، والنهي عنهم مطلقاً كل ما يوحي بالتشبه بهم في الجملة؛ لأن الاجتهاد في التشبه بهم في الظاهر سبب للتشبه بهم في الأخلاق والأفعال المذمومة، بل والتقرب منهم في العقائد، فإن التقليد يورث الألفة والوفاء باطناً وباطناً، وهذه المحبة الباطنة أيضاً تولد التشبه الظاهر.

وروى الترمذي في كتابه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تشبه بغيرنا فليس منا».

ورد الفاروق عمر بن الخطاب بشهادة من نتف لحيته كما قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد: “وحرم على المسلم حلق اللحية، فلا يفعلها إلا المخنثون”. ” والمراد بالمتخنثين من الرجال المتشبهين بالنساء ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير اللحية ) رواه . مسلم عن جابر، وفي رواية أخرى لحية كثيفة، وفي أخرى لحية كبيرة والمعنى في آخره واحد، ولذلك تحرم اللحية حلقها ولا يجوز أخذ شيء منها. نظراً لعموم أدلة التحريم من النصوص الشرعية والأحاديث النبوية الله أعلم.

المنكرات في محلات الحلاقة

الذهاب إلى صالونات الحلاقة قد يكون فيه بعض المنكرات التي يجب على المسلم اجتنابها، ومنها:

  • قصص غربية دخيلة على عالمنا الإسلامي، لأنها تشبه بالكفار، وبحكم الشرع من تشبه بقوم فهو منهم.
  • تعمد العبث بالشعر، ومخالفة النصوص الشرعية في هذا الشأن، مثل القزع، وهو في اللغة حلق جزء من الرأس وترك جزء منه، وكذلك نتف الحاجبين ونتفهما.
  • التعرض للافتتان بالجنس الثالث من المتخنثين الذين يقتربون كثيراً من الجالسين على كراسي الحلاقة، بل ويلتصقون بهم ويقدمون لهم ما يسمى (التدليك).
  • إنفاق الأموال في سبيل المعصية، وإضاعة الأوقات الثمينة عليها، من الغسل والتجفيف الطويل الذي يقوم به الحلاق لهم، وكذلك وضع المكياج للرجال، والعياذ بالله. والله أعلم .

وفي خلاصة الحديث بخصوص حكم فتح محل حلاقة وفي الشريعة الإسلامية فهو ظلم ولا ضرر منه ما دام ضمن الضوابط الشرعية التي أخبرنا بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وفي حال مخالفة هذه الضوابط فإن القانون يمنعنا من زيارة تلك الصالونات الخارجة عن الضوابط الشرعية حتى لا نرتكب الحرام ونكون من المذنبين.