كيف نحقق كمال الحب والذل في الصلاة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:13 م

كيف نحقق كمال المحبة والتواضع في الصلاة؟ وهي من أهم ما يتبادر إلى ذهن كل مؤمن عندما يقبل على أداء الصلاة امتثالاً لأوامر الله عز وجل، ورغبة في تحصيل الأجر ودخول الجنة. الصلاة عمود الدين، يصليها المسلم خمس مرات في اليوم الواحد. اتصال العبد المستمر بربه سبحانه، وينفتح صدر المسلم ليستشعر حلاوة الإيمان وهو واقف بين يدي ربه سبحانه وتعالى.

مفهوم الخشوع والخضوع لله تعالى في الصلاة

والخشوع في اللغة يعني الذل والتواضع والسكون، كما قال تعالى: “يومئذ يتبعون الداعى ليس له عوج. أ [1]أي استقريت وذللت، ومن ذلك وصف الأرض في القرآن الكريم بالتواضع، كناية عن جفافها وبسطها وعدم ارتفاعها بالسقي والزروع. قال تعالى: “”ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت واهتزت””“. الله أعلم.

وأما مفهوم الخشوع اصطلاحا، فقد اختلفت فيه ألفاظ أهل العلم، وخلاصته أن كمال التسليم والخضوع والاستسلام لله تعالى يتحقق، ومحل الخشوع في القلب. الخوف من الله عز وجل. و قال ابن القيم وفي شرح منازل السائرين:وتعددت أقوال الناس وتنوعت في تعريف الخشوع وبيان حده، ولكنهم اتفقوا كما ذكرنا على أن موضعه في القلب، وأن ما ظهر منه على الجوارح هو ثمرة ما في القلب. فالخضوع بالجوارح دون تحقيق الذل والاستسلام لله تعالى في القلب أمر مكروه.

كيفية تحقيق كمال المحبة والتواضع في الصلاة

كيفية تحقيق كمال المحبة والتواضع والخشوع لله تعالى تتمثل في الصلاة باستحضار بعض المشاعر القلبية، وبعض هذه المشاعر تأتي قبل الصلاة؛ لتهيئة القلب وتفريغه من شوائب الدنيا، واستثارة الرغبة في الصلاة، وآخر ذلك أثناء أداء أفعال الصلاة نفسها. ويمكن تلخيصها على النحو التالي:

أعمال لتحقيق كمال المحبة والتواضع لله قبل البدء بالصلاة

إن تهيئة النفس قبل البدء بالصلاة لها أثر عظيم، وخطواتها هي كما يلي:

  • معرفة الله: وهو أهم طريق تنور به القلوب، وتستقيم به الجوارح، بمعرفة أسماء الله وصفاته، واستحضار عظمته، والاستشعار بمراقبته ومرافقته في جميع الأمور. ويتم ذلك على وجه اليقين في شهادة “لا إله إلا الله”. ويستشعر القلب خشية الله – تعالى – والتواضع له في كل لحظة، ويتعلم التواضع من الله تعالى.
  • تعظيم قيمة الصلاة: ويكون تعظيم الصلاة عندما يعظم المسلم الله تعالى، ويلجأ إليه أثناء الصلاة. وعندما يشعر أنه واقف بين يدي الله، ويستحضر المشهد العظيم، يجب أن تخشع الجوارح، ويجب أن يخشع القلب، ويجب أن تدمع العين.
  • الاستعداد للصلاة: استعدادك للصلاة وحرصك على أدائها في وقتها وفي الجماعة، كل هذا دليل على محبة الله لك، ومن الاستعداد للصلاة أنه إذا قال: “عش على الصلاة، عش على النجاح”، ذلك تقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
  • تعرف على فقه الصلاة: وذلك لأن الجهل بأحكام الصلاة ينافي إخلاصها كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن جهل فقه الصلاة لم يكن له منها ثمرة عظيمة.
  • خذ السترة: وذلك حتى لا يشغلك عنه شيء، ولا يقطع خشوع المؤمن المار من الإنس أو الجن، فيكون سببًا لحرمانك من كمال المحبة وحلاوة التسليم لله عز وجل.

يعمل على تحقيق كمال المحبة والتواضع لله أثناء الصلاة

وعلى المسلم المحب لله عز وجل والخاشع والخاشع أن يستذكر كل مشاعره في كل لحظة صلاة، من تكبيرة الإحرام إلى السلام. وأسباب التواضع تساعدك على ذلك إن شاء الله:

  • – البدء بتكبيرة الإحرام: عندما تلبي دعوة الله عز وجل وتترك وراءك حطام الدنيا، فإن تكبيرة الإحرام هي أول شجرة تجني منها ثمرة الخشوع والتواضع.
  • التأمل في صلاة الافتتاح: والأدعية متعددة، وهي تتضمن معاني التوحيد واستشعار عظمة الله عز وجل، فتأملها يورث استشعار هذه المعاني العظيمة التي تهز القلب وتقوي الإنسان بالله عز وجل.
  • تدبر القرآن في الصلاة: وتدبر القرآن من أعظم أسباب كمال المحبة في الصلاة. لأن الآيات تتضمن الوعد، وأحوال الموت، ويوم القيامة، وأحاديث أهل الجنة والنار، وأخبار الرسل، وما أصابوا قومهم من الطرد والعذاب، ونحو ذلك مما يصل إلى اعتبار نفس المؤمن لعظمة ما في آيات القرآن الكريم.
  • الخشوع لله في الركوع: وهي حالة يظهر فيها التواضع لله عز وجل من خلال انحناء الظهر والجبهة لله عز وجل، فيجب على المسلم أن يتفكر في عظمة الله وسلطانه وملكه أثناء الركوع، ويستذكر ذنوبه وتقصيره، ويظهر حاجته إلى الله. أن يغفر له تعالى ذنوبه ويوفقه لما فيه خير الدارين.
  • التقرب إلى الله في السجود: السجود هو أعلى درجات التواضع وإظهار حالات الخضوع لله تعالى. وفي السجود يكون المسلم أقرب ما يمكن من ربه سبحانه، فيغفر له، ويرفع درجاته بإذنه تعالى.

حكم تحقيق الخشوع في الصلاة

وذهب جمهور العلماء إلى أن حكم الخشوع في الصلاة مستحب ومستحب. أما أبو الوفاء بن عقيل من الحنابلة، وأبو حامد الغزالي من الشافعية، وكثير من علماء المالكية والحنفية، فقالوا بوجوبها، أي تبطل الصلاة بتركها عند بعضهم. لكن الذي اعتمد عليه المحققون أن الصلاة لا تبطل بتركها. الخشوع، واستدلوا بذلك من الأحاديث التي تناولت الانشغال والتفكير في شيء من أمور الدنيا التي لا تبطل الصلاة. وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «اخرجي عنا جوهرتك، فإن صورها لا تزال تظهر لي في صلاتي». ثم لا يكاد ينجو أحد من مثل هذه الأمور.

والخشوع هو أعظم أسرار الصلاة، كما قال تعالى: “” قد أفلح المؤمنون * الذين في صلاتهم خاشعون “”. فالصلاة بلا تواضع كجسد بلا روح، ومع التواضع هناك أجر، ولكن من غلبه التفكير في أمور الدنيا في الصلاة، فإنها تكفيه، فلا يطالب بالإعادة، لكنه قد لا يكون حرا. من الإثم إذا استمر في أفكار الدس ولم يدافع عنها أيضاً، فالواجب على المسلم أن يجتهد في بلوغ التواضع والأخذ بأسبابه، حتى تقع صلواتنا على أكمل وجه، ونقوم تعويضاً لما وقعنا فيه من التقصير بالإكثار من صلاة النافلة.

الصلاة عمود الدين، وفيها يتوجه العبد إلى الله عز وجل ليخاطبه ليغفر الذنوب ويمحو الذنوب. ومن المهم أن نعرف كيف نحقق كمال المحبة والخشوع في الصلاة، حتى تنال القبول من الله خالق كل شيء تعالى.