هل يجوز السفر لحضور الجنازة؟ ؟ لقد أمر الله تعالى العباد أن يتشاركوا فيما بينهم في جميع الأحزان والمصائب المختلفة التي تصيبهم، ويجب به العزاء، وأن يلهم المسلم أخاه المصاب الصبر والرضا بقضاء الله عز وجل وقضاءه. هذا بشكل عام، لكن هل يمكن السفر بقصد العزاء، هذا ما سيتم التعرف عليه فيما يلي.
هل يجوز السفر لحضور الجنازة؟
وقد أفتى كثير من أهل العلم بجواز السفر بنية العزاء، خاصة إذا كان بدعة؛ لأنه لا توجد مراسيم خاصة للحداد؛ كالأضحية، والسفر، ونحو ذلك، والمقصود أن هناك وسائل كثيرة يمكن من خلالها إطعام المصاب؛ كالهاتف والفاكس وغيرها من الوسائل، لكن مع ذلك لا بأس بالسفر إذا كان المصاب قريباً جداً.
حكم العزاء في الإسلام
والمقصود بالتعزية هو أن يجتمع أهل المتوفى في مكان محدد، بحيث يكونون مخصصين للتعزية، ولكن مع ذلك لم تحدد الشريعة الإسلامية مراسم معينة للتعزية؛ كتقديم الطعام والشراب ونحو ذلك، حيث يمكن العزاء في أي مكان بقصد تعزية أهل الميت، والجدير بالذكر أنه لا يجوز صنع الطعام والفضلات من أجل إطعام المشيعين، كما فهذا يعتبر جهلا، أما إذا جاء المشيعون بالطعام والشراب لتعزية أهل الميت؛ ولا حرج في ذلك، فإن الميت في حاجة ماسة إلى العزاء، والدليل على ذلك قول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: «كنا نرى الاجتماع إلى آل محمد». “وجعل الطعام بعد الدفن كالنياحة”.
ومن الأدلة الواردة على أن المشيعين هم أول من يأتي بالطعام إلى أهل الميت، قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء لغزو جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة: حيث قال صلى الله عليه وسلم لأهله: “اصنعوا طعاماً لآل جعفر فقد جاءهم ما يشغلهم”، وحكم إرسال الطعام لآل الميت مستحب في الشريعة الإسلامية.
ما يقال في التعزية في الإسلام
وقد سبق أن بينا أن العزاء من الأمور الواردة في السنة النبوية الشريفة، حيث يذهب الناس ويدعو لهم ليربط على قلوبهم ويلهمهم الصبر والسلوان والبقاء الطويل في طاعة الله عز وجل بعد ما فقدوا، وهناك كلمات كثيرة يمكن استخدامها في التعزية، والتي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عزى إحدى بناته في وفاة لها ابنها إذ قال لها: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبري واحتسبي.
ويمكن للمعزي الرد، جزاكم الله كل خير، ورضي الله عنكم، وأرضاكم، وأطال عمركم في طاعته ورحمته ومغفرته، وفي الختام يجوز للمسلم أن يجيب: يعزي أخيه المسلم بكل كلام لا يتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويمكن للمعزي أيضاً أن يرد على هذه التعزية بأي كلمة من الكلمات التي لم تخالف الشريعة الإسلامية.
رؤية الإسلام للتعزية
التعزية حق عظيم للمسلم الذي فقد شيئاً عزيزاً على قلبه، مما يعني أن التعزية مشروعة في تعاليم الإسلام، ولها الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، لما فيها من جبر القلوب ومواساة. حيث تجاوزوا باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو واجب شرعي، مع الالتزام بكلام لا يخالف الشريعة الإسلامية، كما أشرنا سابقاً، ويمكن أيضاً صنع الطعام من أجل تعزية أهل الموتى. كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي عادة من العادات الشرعية التي لها أثر كبير.
في هذا المقال أجبنا على سؤال هل يجوز السفر لحضور الجنازة؟ ؟ وتبين أنه لا توجد مراسم جنازة محددة، إذ يمكن للمسلم أن يعزي أخيه المسلم بعدة طرق، سواء بالهاتف أو بالمنزل أو نحو ذلك، والله تعالى أعلم وأحكم.