حكم الفتوى بغير علم

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:36 م

حكم الفتوى بغير علم وهو من المواضيع المهمة التي تتردد في أذهان كثير من المسلمين، ليتبين لهم الحلال من الحرام في جميع المسائل والموضوعات الدينية والدنيوية، وفق ما حلله الله تعالى في كتابه الكريم. ، وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته النبوية الشريفة. وفي هذا المقال سنتعرف على حكم الفتوى بغير علم.

حكم الفتوى بغير علم

وهو أمر حرم الله تعالى، فلا يجوز للإنسان أن يفتي بغير علملأنه لا يعلم أنه قد يحرم ما أحل الله، أو قد يحل ما حرم الله سبحانه، وأحل بذلك الجماع المحرم، وأنه قد يفرق بين الإنسان وأهل بيته. رجل وزوجته، يهدمون البيوت القائمة، ويشردون أطفالاً لا ذنب لهم بسبب فتوى أصدرها بغير علم، وهو يظن أنه يفعل عملاً صالحاً، لكنه يأثم ويعصي إذا أدت الفتوى إلى الموت والموت، والفتوى هي بيان وتوضيح ما هو غامض، والسائل يسأل عن المسألة ليبرأ واجبه أمام الله عز وجل من السؤال عما يريد أن يقوم به، حتى تطمئن إليه نفسه، وإذا فلا تطمئن النفس، فينبغي أن يسأل ويستشير أهل العلم.
وقد يكون البعض مهملا في أمر الفتوى، فيصدر أحكاما دون علم أو وعي بالأمر الذي يفتي فيه، وهذا يؤدي إلى الضلال، ولذلك يجب أن تصدر الفتوى من أهل العلم والاختصاص الذين لديهم القدرة على الفتوى. وحقنا أن نفتي في المسائل التي يطلبها الناس، وهذا ما أمرنا به. وقد استأذن الله تعالى بقوله في القرآن الكريم: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.ولذلك لا يجوز حجب الفتوى إلا عن من عنده علم بها، والله تعالى أعلم.

خطورة الفتوى بغير علم

وبعد معرفة حكم الفتوى بغير علم لا بد من الحديث عن خطورة الفتوى بغير علم ومعرفة، فهي شر عظيم، وهذا الشر نهى الله تعالى عن عباده، ووضع مرتبته فوق الشرك، كما قال في كتابه العزيز: “قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها”. وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تكلمون بهفالواجب على من يفتي أن يحذر من القول على الله عز وجل بغير علم، وأن يعرف حدود الله سبحانه، ولا يجوز لأحد أن يفتي بغير علم. لا للرجل ولا للمرأة ولا لطالب العلم ولا لغيره.
فالفتوى بغير علم هي أمر الشيطان، لأنه يأمر الناس أن يقولوا على الله ما لا يفعلون، فيجب على المؤمنين أن يحذروا وسوسة الشيطان، فلا يخدعهم بالفتوى والقول على الله بغير علم، لأن الفتوى يجب أن تكون من أهل العلم بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

شروط المفتي

ومن أراد أن يتناول الفتوى فلا بد أن يكون مؤهلاً لها حتى لا يقع في سوء ولا يقول على الله بغير علم، ولذلك يجب توافر الشروط التالية فيه:

  • المعرفة الكاملة بالقرآن الكريم، من خلال القراءة والتفسير والتدبر لآياته العظيمة.
  • المعرفة الكاملة والإلمام بالسنة النبوية الشريفة وروايتها، كما وردت كثير من أصول التكاليف عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • المعرفة الكاملة بمسائل الإجماع، بحيث لا يخالف ما اتفق عليه فقهاء المسلمين وعلماؤهم، ولا تخالف فتواه ما اتفقوا عليه.
  • المعرفة الجيدة باللغة العربية ونحوها، حتى يتمكن من استخلاص الأحكام من النصوص التي غالباً ما تكون من الكتاب الكريم ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • معرفة وفهم طرق وضوابط القياس ومستويات الأدلة.
  • التقوى والورع والعدل والدين، لأن الفاسق والمشرك لا يمكن الوثوق في قوله.

وهكذا أوضحنا ذلك حكم الفتوى بغير علملأنه من المحرمات، فلا يجوز للإنسان أن يفتي ويقول على الله بغير علم، وفيه مخاطر عظيمة، مثل تحريم ما أحل الله تعالى وتحليل ما حرمه. كما بينا الشروط التي يجب توافرها في الفتوى حتى يتم تناول الفتوى.