ما هو السمو الروحاني ؟

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:40 م

ما هو الارتفاع الروحي؟ قبل الخوض في إجابة هذا السؤال لا بد أن نشير إلى أنه من المعلوم في عقيدتنا الإسلامية أن النفس سر من أسرار الله عز وجل، وقد حجبها عن خلقه، فالإنسان مهما كثر. فيصل إلى درجة من المعرفة في هذا العالم، لا يستطيع أن يعرف شيئًا عن النفس. وكذلك من الخطأ أن يمتنع العقلاء والفاضلون عن الخوض في أمر أغلق الله باب معرفته، وجعله من أسراره التي لا يعلمها أحد، ولا حتى نبي مرسل، أو ملك مقرب.

الروحانية في الإسلام

عند التطرق إلى تحديد معنى الروحانية يجب علينا أولا أن نفرق بين الروح والروحانية بحسب معناها في اللغة العربية. وقال الفراء: الروح هو ما يعيش به الإنسان. أي ما يفعله الجسد وله حياة. والله – سبحانه – لم يخبر بذلك أحدا من خلقه، ولا أعطى علمه لأحد من عباده. قال الله تعالى: ويسألونك عن الروح. قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا». (الإسراء: 85).

وأما معنى الروحانية فقد روى الأزهر عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنه قال في قول الله تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) (الشورى) : 52)؛ هذا ما أنزله جبريل من الدين، فعاش الناس به، أي عاش الناس به. وهذا يدل على أن معنى الروحانية هو الإيمان. الإيمان في الإسلام يعني الإيمان الجازم، وأركان الإيمان هي؛ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقضاء والقدر.

ما هو الارتفاع الروحي

والسمو الروحي يتمثل في سمو النفس والجسد بقانون سماوي. إن الشريعة الإسلامية وتعاليمها السامية هي التي تسمو بالنفس الإنسانية، وتتوافق مع الفطرة الإنسانية السوية، ما دام الإنسان حياً رازقاً في هذه الدنيا. إن تعظيم الروح والجسد له أسباب خلقها الله عز وجل، وسهل للإنسان بلطفه وكرمه الواسع الوصول إليها، وزوده بالإحساس بنتائجها في الدنيا الفانية، وجعل الإنسان مخيرًا بين اتباعها. الصراط المستقيم، والصراط المظلم، وهو الصراط الذي يذل النفس، ويذل الجسد، ويقلل من قيمة النفس ومكانتها.

ولا شك أن غاية هذه الحياة الدنيا وما فيها بالنسبة للإنسان العاقل هو الفوز بالحياة الحقيقية التي فيها أعلى درجات الارتقاء والارتقاء للنفس الإنسانية في دار الخلود والقيامة. وكما قال الله – تبارك وتعالى – في كتابه العظيم: 64).

رسول الله القدوة الحسنة في السمو والرقي

إن اتباع الرسول والعمل بهديه -صلى الله عليه وسلم- يصل بالإنسان إلى درجة عالية من السمو والرقي والطمأنينة، والله -سبحانه وتعالى- يأمر البشرية جمعاء باتباع خاتم الأنبياء الذين بعث إلى الناس كافة بالرسالة الخاتمة التي ارتضى الله لهم دينا، لأنها عليه أفضل الصلاة. وأتم التسليم – غاية سمو الإنسان، وكمال الأخلاق والأدب، ودلت عليه فضائله الكثيرة، فاختاره – تعالى – من خلقه، وتقرب إليه – تعالى – بما لا ويمكن أن يقترب منه ملك مقرب أو نبي مرسل عليه الصلاة والسلام.

وما وصل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى هذه الدرجة من الارتقاء الروحي بين العبد وربه، وما كان ذلك إلا لنقاء قلبه، ومحبة الله له الذي جعل محبته وحبه. والطاعة شرط لمحبة الله. قال الله تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني”. الله يحبك ويغفر لك ذنوبك. إن الله غفور رحيم. * قل أطيعوا الله والرسول . فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين». (آل عمران: 31، 32).

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى خاتمة هذا المقال، وقد أجبنا على سؤالك “ما هو الارتفاع الروحي؟” كما نسلط الضوء على معنى كلمة الروحانية في الإسلام، وكيف كان رسول الله قدوة حسنة للعباد في السمو والرقي.