هل يجوز التضحية عن الميت؟؟ من المعلوم أن الله -عز وجل- قد شرع التضحية بالأضحية، وجعل ذلك من شعائر الإسلام الظاهرة، ولكن هل يجوز للمسلم أن يضحي عن أحد الأموات من أجل الحصول على الأجر؟ جائزة؟ وهل يصل هذا المتوفى إلى ثواب الأضحية؟ ما هي أدلة العلماء في حكم الأضحية عن الميت؟ أيهما أفضل الأضحية عن الأموات أم عن الأحياء؟ وهذا ما سيتم توضيحه في هذه المقالة التي يقدمها موقع المحتوى حيث ستجد الإجابات التفصيلية.
هل يجوز التضحية عن الميت؟
لقد اختلفت آراء أهل العلم في حكم الأضحية عن الميت، وذلك على ثلاثة أقوال، نذكر منها ما يلي:
- القول الأول: يجوز للمسلم أن يضحي عن أحد الأموات، فإذا فعل ذلك وصل أجر الأضحية إلى الميت، وهذا مذهب الحنفية والحنابلة.
- القول الثاني : ولا تصح الأضحية عن الميت، ولا يصل ثوابها إليه إلا إذا أوصى بها قبل موته، وهذا مذهب الفقهاء الشافعية.
- القول الثالث : والأضحية عن الميت مكروهة، وهو المذهب المالكي.
دليل على جواز التضحية عن الميت
وقد استدل القائلون بجواز الأضحية عن الميت ووصول أجرها إليه بعدة أدلة شرعية، وفيما يلي بيانهم:
الدليل الأول
وما روي عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – حيث قالت: (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشاً أقرن فيُداس في الظلمة، فيغتسل في الظلمة، والنظر في الظلمة، فأتي بها فذبحها، فقال لها: يا عائشة، هاتي السكين، ثم قال: اشحذيها بحجر، ففعلت: ثم أخذها، فأخذ الكبش فوضعه، ثم ذبحه، ثم قال: بسم الله، اللهم تقبل من محمد د، وآل محمد، ومن أمة محمد، ثم ذبحه). والدليل أن النبي جعل ثوابها لجميع أمته، ومعلوم أنه من أمته مات.
الدليل الثاني
وقد اجتمعت نصوص السنة النبوية الدالة على وصول ثواب العمل الصالح للميت، مثل جواز الصيام والحج عنه، ومعلوم أن الصوم عبادة بدنية، والحج عبادة بدنية، والحج عنه. عبادة مالية جسدية. كما ذهب العلماء إلى وصول أجر الصدقة عن الميت، ومعلوم أن الأضحية تدخل في مجموع الصدقات.
هل الأضحية عن الأموات أفضل من الأضحية عن الأحياء؟
وذهب فقهاء الحنابلة إلى أن الأضحية عن الميت أفضل من الأضحية عن الأحياء.؛ فالميت غير قادر على القيام بها، وفي نفس الوقت فهو أحوج إلى ثواب الأعمال الصالحة من الأحياء، الذي لا يزال قادراً على القيام بمختلف الأعمال الصالحة، والله تعالى أعلى وأعلم.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى خاتمة هذا المقال الذي يحمل عنوانه هل يجوز التضحية عن الميت؟وقد ورد فيه أقوال الأئمة الأربعة في ذلك، كما وردت شهادة من قال بجوازه عن الأموات.