كفار قريش كانوا مقرين بتوحيد الربوبية

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:41 م

لقد كان كفار قريش يعترفون بتوحيد الله عز وجل دون غيره من أنواع التوحيد، لكن المؤمن الحقيقي يجب أن يحرص على تحقيق معاني الإيمان بالله عز وجل كجزء لا يتجزأ، فالله -سبحانه وتعالى- واحد وهو واحد. فهو الخالق الرازق، فيجب على الإنسان أن يفرده وحده بالعبادات كالصلاة والصيام والدعاء وغيرها من العبادات، وأن يخلص في توجيه العبادة إلى الله تعالى، وأن يؤمن بأن الله واحد في ربه. الصفات، وأن لا يشبهه أحد، فهو وحده الخالق والباقي مخلوق.

أنواع التوحيد

وينقسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع؛ وهو توحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وسنفصل كلاً منهما على النحو التالي:

وحدة الربوبية

وهو الإيمان بالله بصفات الفعل مثل الخالق والقائم ونحوهما، وأن إرادته فعالة وقدرته شاملة، فتوحيد الربوبية يكون بالاعتقاد بأن الله تعالى هو الخالق الخالق. الرزاق، والمدبر للأشياء، وهو بنك الأشياء الذي خلق كل شيء، وخلق الأنهار والبحار والجبال والأشجار والسماء وغير ذلك.

وحدة اللاهوت

وهو توحيد الله بأفعالك، بإفراده بالعبادة دون غيره. من صلاة وصيام ودعاء ونذر ونحو ذلك، وتوحيد الألوهية يمثل معنى لا إله إلا الله، أي لا إله إلا الله، وتوحيد الألوهية أيضًا يمثل أن تفرده الله على عبادتك وتقربك من غير أن تدعو مع الله إلهاً آخر، سواء كان شجرة، أو حجراً، أو صنماً، أو نبياً، أو لي فلا تقل: يا رسول الله، اشفني، أو اشفني، أو أغثني أو يا فلان من الأولياء والأموات، فإن هذا هو الشرك الأكبر. توحيد العبادة هو أن العبادة لله وحده، وهذا معنى قوله سبحانه:, وقوله سبحانه: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه”. وهذا يعني أنهم يخصصون الله بالعبادة من خلال صلواتهم وابتهالاتهم واستغاثتهم وجهادهم في سبيل الله وحده.

توحيد الأسماء والصفات

الإيمان بجميع أسماء الله وصفاته التي وردت في القرآن وصحت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا بد من الإيمان بها جميعاً والإثبات له. هو العليم الحكيم الرحمن الرحيم، وأنه يرضى ويغضب ويتكلم إذا شاء، والاعتقاد بأن الله واحد في أسمائه وصفاته، لا شريك له في الخلق والرزق. يدخلهم الجنة، وينقذهم من النار، لا شريك له في القوة، وهو فيها وحده.

وكان كفار قريش يعتمدون على توحيد الألوهية

توحيد الربوبية هو القسم الذي تؤمن به أغلب الأمم، خاصة الذين كانوا وقت نزول القرآن من كفار قريش وكفار العرب. وهناك آيات في القرآن الكريم توضح ذلك: “ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهم العزيز العليم”. وقال تعالى: “ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله”. وقال تعالى: “قل الذي بيده ملكوت كل شيء وله أجر وما له من ولي لو كنتم تعلمون * سيقولون لله”. وهذا أمر ثابت ولكنه لا يدخل الإنسان في الإسلام، فمن أقر بتوحيد الربوبية واقتصر عليها ولم يقر بالنوع الثاني وهو توحيد العبادة وأتى به فهو كذلك. وليس بمسلم، ولو اعترف بتوحيد الربوبية.

وحتى هذا الإيمان بالألوهية عند المشركين لم يكن كاملا. بل كان لديهم شك في قدرة الله عز وجل، فانكروا البعث، وكانوا يقتلون البنات، وينسبون المطر إلى بعض العواصف.

صور توحيد الألوهية عند كفار قريش

فالكافرون عرفوا الله، وعرفوا ربوبيته وملكوته، وعبدوه، وأخلصوا له كل أنواع العبادة. مثل: الحج، والصدقة، والنسك، والنذر، والدعاء عند الضرورة، ونحو ذلك، حيث كانوا يزعمون أنهم كانوا على ملة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- فأنزل الله تعالى ذلك في كتابه الكريم الكتاب وقال ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. كما آمن بعضهم بالبعث والحساب، ومنهم من آمن بالقدر، وقد ظهر ذلك في بعض قصائدهم. ومن الأمثلة عليه ما يلي:

  • قال زهير:

ويؤجل ويوضع في كتاب ويخزن
ليوم القيامة أو يسارعون بالانتقام

  • قال عنترة:

يا هابيل أين المهرب من الموت؟
إذا كان ربي في السماء فسيفعل ذلك

ومع أن ذلك حاضر في أشعارهم، فما الذي جعلهم يبيحون سفك دماءهم، وسبي نسائهم، واستحلال أموالهم رغم الاعتراف والعلم! وما ذلك إلا لإشراكهم في توحيد العبادة، وهو معنى لا إله إلا الله، وقال ابن القيم في معناها؛ فكل ما له سبحانه يتعلق بألوهيته، وما يتعلق به يتعلق بربوبيته، وما يتعلق بألوهيته أشرف مما يتعلق بربوبيته، فتوحيد الألوهية كان المنقذ من الشرك، لأن عبدة الأصنام كانوا يعترفون بأن الله وحده هو خالق كل شيء، فلماذا لم يأتوا إلى توحيد الألوهية وهو عبادته وحده لا شريك له، ولم ينفعهم توحيد ربوبيته.

ومما تقدم يتبين لنا أن التوحيد ثلاثة أقسام، ولا يشترط لمن أنكر أحدها أن ينفي الباقي، لأن كفار قريش كانوا يثبتون توحيد الألوهية دون التوحيد. الألوهية، لكن ذلك لم ينفعهم، ولم يدخلهم في دائرة الإسلام.