حديث عليكم من الاعمال ما تطيقون

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:19 م

أحدثك عن الأفعال ما استطعت وهذا الحديث ينبغي لكل مسلم أن يقرأه ويتأمله بعناية، لما فيه من دروس وثمار ومواعظ عميقة يستفيد منها جميع المسلمين، كبارا وصغارا، رجالا ونساء. وفي هذا المقال سنسلط الضوء على الحديث المذكور، ونشرحه، ونأخذ بعض العبر منه.

أحدثك عن الأفعال ما استطعت

وقد ورد حديث أن عليك من العمل ما تطيقون، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. والحديث يقول: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير، فكان يطويه من الليل ويصلي فيه، فجعل الناس يصلون بصلاته، وينشرها في الليل». يوم. فتولوا ذات ليلة، فقال: أيها الناس، عليكم من العمل ما استطعتم، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وأنا أحب العمل. لله ما دامت وإن قلّت. وآل محمد صلى الله عليه وسلم كانوا إذا عملوا عملاً أثبتوه».

وعليكم ما تطيقون

وقد ورد حديث آخر من رواية أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أيضاً، وهو يدور حول الحديث الأول، وهو قريب من معناه. «أتاها النبي صلى الله عليه وسلم وكانت لها زوجة. قال: من هذا؟ قالت: فلانة تتذكر من صلاتها. قال: مه، عليك بما تستطيع، فوالله إن الله لا يمل حتى تمل، وكان أحب الدين إليه ما دام صاحبه عليه.

معنى العمل بقدر ما تستطيع

وفي رواية أخرى للحديث، عن عائشة أم المؤمنين بنت الصديق أبي بكر – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل: “أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: استمر عليه وإن قل، وقال: ما استطعت من العمل”., والمعنى “”خصصوا أكبر عدد ممكن من الأعمال”” أي لا تحملوا أنفسكم أكثر مما تستطيعون فعله. فأحب الأعمال إلى الله – عز وجل – أدومها وإن كانت قليلة.

شرح حديث عليك من الأعمال ما تطيقه

وتفسير هذا الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتخذ الحصيرة التي يجلس عليها حجابا بينه وبين الآخرين في الليل، ويصبح كأنه يجلس في غرفة منفصلة ويصلي في المكان الذي جعله لنفسه منفصلاً عن الآخرين، فلما أصبح صنع النبي – صلى الله عليه وسلم – تلك الحصيرة للجلوس، فأتى الناس إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -. صلى الله عليه وسلم – ودعا بصلاته، فخرج إليهم – صلى الله عليه وسلم – وأمرهم أن يتخيروا من العبادات ما يطيقونه، وأن لا يثقلوا على أنفسهم أكثر من ذلك. ما يطيقونه، ويختارون من الأعمال ما يستطيعون. وإدامتها ولو كانت قليلة؛ الأعمال الدائمة أحب إلى الله -تعالى- مهما كانت.

الثمار المستفادة من الحديث

وقد نقلت الرواية في أول المقال عن الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه، وذكر الإمام النووي في تعليقه على صحيح مسلم في كتابه المعروف بـ “المنهاج شرح صحيح مسلم ابن الحجاج”. والكثير من الثمار المستفادة من هذا الحديث، منها:

  • ويفيد من الحديث الحث على الاقتصاد في العبادة.
  • ويفهم من الحديث أن الاقتصاد في جميع أعمال البر، ولا يقتصر على الصلاة فقط.
  • ويمكن أن يفهم من الحديث أن صفات الإنسان من المستحيل أن تقع في حق الله -عز وجل- مثل الملل والملل ونحو ذلك، وبناء على ذلك يتم تفسير مثل هذه الأحاديث بما يليق بالله عز وجل.
  • ويفهم من الحديث كمال رأفة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعطفه على أمته عندما أرشدهم إلى ما فيه مصلحتهم واستطاعوا المثابرة عليه دون مشقة.

وهكذا تنتهي المقالة أحدثك عن الأفعال ما استطعت وقد تناولنا فيه متن الحديث والروايات الأخرى التي تدور حول هذا الحديث، كما يتوقف المقال بشرح الحديث وبيان الثمار التي يمكن أن يستفيد منها المسلم.