من هم اصحاب الرس ولماذا تم تسميتهم بهذا الاسم

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:23 م

من هم أصحاب الرس والذي قال الله تعالى عنهم في سورة الفرقان: {وعاد وثمود وأصحاب الرس وبين ذلك قرون عديدة} وقال تعالى في سورة ق: {كذبتهم قوم نوح وأصحاب الرس و ثمود}، وقال عنهم العلماء والمفسرون إنهم قوم يعبدون شجرة من الصنوبر تسمى شهرخت، وقد غرسها ابن سيدنا نوح عليه السلام يافث.

من هم أصحاب الرس

وأصحاب الرس قوم كافرون كانوا يشركون بالله ويعبدون شجرة الصنوبر التي غرسها يافث بن سيدنا نوح عليه السلام. وقال عنهم العلماء إنهم هم الذين قتلوا مؤمن آل ياسين، وألقوه في البئر، وقال آخرون إنهم من نسل يهوذا الذين كانوا يعبدون شجرة الصنوبر.

لماذا سمي هؤلاء بأصحاب الرس؟

واختلف العلماء في سبب تسميتهم بأصحاب الرسل. وقال بعضهم: إنما سموا بذلك لما فعلوا بنبيهم وغرسوه في الأرض. وقال آخرون: نسبوا إلى نهر الرس الذي كانوا يعيشون على ضفافه بالشام. قال وهب بن منبه: بعث الله تعالى إليهم شعيبا. فكذبوه وقتلوه، وقال قتادة: أصحاب الرس وأصحاب الدغل ليسوا أمة واحدة، بل هم اثنان، وقد بعث الله عز وجل لكل منهم نبياً الله شعيباً، فأصحاب الادغال كذب عليه أصحاب الرس وقتله أصحاب الرس، وقيل: أصحاب الرس قوم سكنوا اليمامة، وقيل: هم أصحاب الأخدود، ولعل الله عز وجل ولم يذكر نبيهم على رسولنا الكريم، وقد يكون حنظلة بن صفوان، وقيل إنهم كانوا يلقبون بأصحاب الرس نسبة إلى نهر الرس الذي كانوا يعيشون عليه وهو يقع في أطراف أذربيجان.

عقيدة أصحاب الرأس

وكان لأصحاب الرس نهر كبير به مياه عذبة، وكانت قراهم تحيط بضفاف هذا النهر الغزير، وتميزوا بأنهم أطولهم عمرا، وكانت أعظم مدنهم مدينة إسفندار، وكان في إسفندار نبع ماء التي سقي بها شجرة الصنوبر، وزرعوا ثمرة صنوبر في كل قرية من قرى المدينة وجعلوا منها عيونا تتفرع منها العين الرئيسية ثم وضعوا قانونا يمنع الشرب من أي من هذه العيون سواء كان إنسانا، حيواناً أو طيراً، ومن يخالف ذلك القانون يعاقب بالعقوبة الرادعة.

وكان هؤلاء الناس يعتقدون أن تلك العيون هي سبب حياة الآلهة التي يعبدونها، ولهذا السبب حرموا الشرب منها حتى لا تتأذى الآلهة، وكانت كل قرية تقدم الشجرة في قريتها قربانًا كل شهر متتابعًا طوال العام، وكانت لهم طقوس خاصة لتقديم القرآن، فكانوا يذبحون ويشعلون النيران حتى يصل دخان النار إلى السماء ولا يستطيعون رؤية الشجرة بسبب الدخان الكثيف، فسجدوا باكين ومتوسلين إلى الشجرة أن تعفو عنهم.

وفي أحد الأعياد استغل إبليس ذلك الطقس وقرر استغلالهم، فحرك أغصان الشجرة وتكلم وأخبرهم أنه مسرور بهم، فيبدأون مراسم الاحتفال ويشربون الخمر ويأكلون اللحوم، والحفاظ على الرقص طوال الليل.

أرسل النبي إلى أصحاب الرس

وظل أهل الرس على ذلك على كفرهم ومعهم حتى بعث الله تعالى فيهم نبيا من بني إسرائيل من ولد يهوذا بن يعقوب عليه السلام ليدعوهم إلى التوحيد وعبادة الرسل. الله الواحد الأحد وترك عبادة هذه الأشجار التي لا تنفع ولا تضر، وظل يدعو لها سنوات طويلة دون إجابة. ولما أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا فائدة من دعوتهم، وأن كفرهم متأصل لا يتزعزع بكل الطرق والمحاولات، دعا الله أن يعاقبهم على كفرهم. إن ما حدث لهم بسبب غضب الآلهة عليهم، فقرروا قتل نبي الله، فعاقبهم الله على ذلك بأن أرسل عليهم عاصفة من الريح الشديدة في عيدهم، وأرسل إليهم سحابة سوداء من فتتساقط حجارة ملتهبة تحرق أجسادهم حتى هلكوا جميعاً ولم يبق إلا بيوتهم.

أصحاب رأس الشيعة

ويظن الشيعة أن أهل الرس الذين ذكرهم الله في كتابه الكريم ليسوا أصحاب البستان، بل هم قوم آخرون كانوا يرعون الغنم، فأرسل الله تعالى إليهم سيدنا صالح عليه السلام. فقتلوه، ثم أرسل إليهم نبيا آخر من بعده، فقتلوه أيضا، ثم أرسل إليهم نبيا معه ووليا، فقتلوا النبي ولم يستطيعوا قتل الولي، فقتلوه. فأطاح بهم، واعتقدوا أن الإله الذي يعبدونه موجود في البحر ويعيش على ضفافه، وكانوا يحتفلون بإلههم كل عام عندما يخرج حوت ضخم في مثل هذا اليوم من العام يسبح على سطح المياه، لذلك فسجدوا له جميعاً وتضرعوا إليه وتضرعوا وقدموا القرابين، فخرج منهم ولياً صالحاً وقال لا أريدك أن تعبد ولكن أريد أن تعاهدني أن تطيع ما آمرك به. لك أن تفعل إذا أطاعتني هذه السمكة، فوافق واعطيه العهود.

فخرج حوت من البحر فوق أربعة حيتان أخرى، فسجدوا له كلهم، فأبى الولي الصالح أن يأتيه وقال بسم الله الرحمن الرحيم.

في النهاية سوف نعرف من هم أصحاب الرس وعلينا أن نعتبر فيمن سبقنا من الأمم أنهم كفروا بالله عز وجل، ولم يطيعوا أوامره، فعاقبهم الله على كفرهم، وفي زماننا هذا كثيرون يرتكبون المعاصي ويهملون عقوبة الله، ولكن وعدهم الله في الآخرة بعذاب أليم، فانظروا يا أولي الألباب من قبل أن يأتي يوم لا ينفع الندامة.