لماذا سمي نوح بالأب الثاني للبشر؟ سؤال يطرحه الكثيرون، خاصة أولئك الذين يهتمون بمعرفة سير الأوائل وقصص الأنبياء والبحث في آثارهم وأحوالهم، ففي أحاديثهم الكثير من العبر والمواعظ التي يمكن الاقتداء بها في الحياة، وفي هذا المقال سنتعرف على معنى لقب أبي البشر ونوضح إجابة السؤال لماذا سمي نوح بأبي البشر الثاني، ونذكر قصة سيدنا نوح عليه السلام، و ونقدم أسماء أشخاص آخرين حصلوا أيضًا على لقب أبو البشر.
لماذا سمي نوح بالأب الثاني للبشر؟
سمي نوح بالأب الثاني للبشر لأنه بعد قصة الطوفان هلك جميع المؤمنين الذين نجوا مع سيدنا نوح -عليه السلام- وهلكت عائلاتهم، ولم يبق إلا نوح -عليه السلام- و بقي نسله وعائلته.يقول ياقوت الحموي في كتاب مجمع البلدان: ««إن نوح عليه السلام لما خرج من السفينة معه ثمانين رجلاً، فبنوا لهم بيوتًا في هذا المكان وأقاموا فيه،» فسمي المكان باسمهم، ثم أصابهم الوباء، فمات ثمانين إلا نوح عليه السلام وابنه، فإنه أبو البشر أجمعين». ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ولقد دعانا نوح فلنكن خير المجيبين * ونجيناه وأهله من الكرب العظيم * وجعلنا من ذريته الباقين “. “وهذا ما جعل نوح -عليه السلام- هو الأب الثاني للبشر بعد سيدنا آدم، والجدير بالذكر أن أبو البشر هو مصطلح أطلق على سيدنا آدم عليه السلام إذا كان هو من معاني اسم آدم، وقد سمي به لأن جميع البشر ينحدرون من ذريته، كما سمي أيضاً من انحدر من البشر بعدهم من صلبهم.
قصة نوح
ولد نوح – عليه السلام – بعد آدم عليه السلام، واختلفت المدة المذكورة بينهما بين رواة التاريخ، فقيل مائة وستة وعشرون سنة، وقيل مائة وأربعون ، وقيل عشرة قرون، والله أعلم. أرسل نوحاً -عليه السلام- كأول رسول إلى أهل الأرض، فقد ضل الناس وعبدوا الأصنام، وشاع فيهم الكفر، فأرسله الله ليدعوهم إلى الحق، ويأتيهم العودة إلى الطريق الصحيح. ويرغبهم في نعيم الجنة، فما آمن به إلا قليل منهم، واستكبر الباقون وأصروا على الضلال والكفر. من كل زوج اثنين من الحيوانات والنباتات للحفاظ على نسلهم، وأعطاه الإشارة للبدء عندما يغلي التنوير، ويبدأ الطوفان العظيم، وغرق كل من كفر بالله عز وجل، ومنهم ابن نوح – عليه السلام عليه – وعلى زوجته، فلم يغني عنهما قربهما من رسول الله شيئا، وغرقا في كفرهما مع الغريق، ونجا المؤمنون الذين كانوا على متن السفينة، وبعد أن أمر الله تعالى أن السماء انقطع المطر، وابتلعت الأرض مائها، وتوقف الطوفان واستقرت السفينة على جبل الجودي، وهي تحمل على ظهرها نوح -عليه السلام- والقلة الذين آمنوا معه، وهذه هي القصة المذكورة في القرآن الكريم. وقد ورد في سور كثيرة، مثل سورة نوح، وسورة المؤمنون، وغيرها. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ف فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين سنة فأخذهم الطوفان وهم ظالمون”.الله أعلم.
من هم آباء البشر الثلاثة؟
وقد جاء في كتب التاريخ والسيرة أن لقب أبو البشر أطلق على ثلاثة أشخاص وهم:
- آدم عليه السلام: وهو أول إنسان خلقه الله عز وجل، وخلق زوجته حواء من ضلعه، وسكنا كلاهما في الجنة، ثم وسوس لهما الشيطان أن يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها، فأكلا منها و ثم تابوا إلى الله عز وجل، فأنزلهم الله عز وجل إلى الأرض، فكان البشر كلهم من ذريتهم، كل الناس بنو آدم -عليه السلام- وهو أبو البشر.
- شيث بن آدم: وهو ابن آدم عليه السلام، وقد ذكر المؤرخون أن كل البشر من ذريته إلا والديه وإخوانه. قال الطبري: «ومنه النسل، وجميع أنساب الناس اليوم إليه دون أبيه آدم. .
- نوح عليه السلام: وهو أول رسول بعث إلى الناس. أُرسل إلى قومه بعد أن ساد فيهم الفساد وعبدوا الأصنام، فأهلك الله الكافرين منهم بالغرق، ولم ينج معه إلا قليل ممن آمن معه، وذكر أن كل من كان معه لقد مات هو وأهله، ولم يبق عليه إلا نوح. السلام – وأهله، فكل من جاء بعدها كانوا من صلبه.
وقد وردت قصص الأنبياء والرسل في كثير من كتاب الله عز وجل، للتخفيف عن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن معه، وتعزيتهم بالعلم الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون. كلهم تعرضوا للأذى من قومهم، لكن بصبرهم وإصرارهم أعانهم الله تعالى وهدم الباطل والكفر، لذلك يهتم المسلمون دائما بقصصهم، ويرجعون إليها لأخذ العبر والاستفادة، وفي هذا المقال وضحنا الجواب إلى سؤال لماذا سمي نوح بالأب الثاني للبشر؟وذكرنا قصة سيدنا نوح عليه السلام وذكرنا من هم الثلاثة الذين لقبوا بأبي البشر.