والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله ويرضاه لماذا؟ على مر التاريخ، عبد البشر العديد من الآلهة الوثنية التي اختلقوها بناءً على أساطيرهم الحضارية أو أكاذيب الشيطان التي بثها بينهم ليصدهم عن سبيل الله، ويخرجهم من النور إلى الظلمة. كما كان الإنس يعبدون الجن والصالحين والشياطين والملائكة، ظناً منهم أنهم يحفظونهم أو يقربونهم إلى الله. إن الله قريب، ولهذا أرسل الله تعالى رسله عليهم السلام بالإسلام والأديان السماوية، ليرشدوا الناس إلى عبادة ربهم الحق.
والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله ويرضاه
الطاغوت هو كل ما يعبده الإنسان من دون الله عز وجل راضيا بعبادتهوزاد العلماء من حد الرضا للتحذير من أن بعض الناس قد يعبدون غير الله عز وجل بغير رضاه، فلا يكون حينئذ طاغوتاً حقيقياً، بل طاغوتاً مجازياً لهم لأنهم يعبدونه من دون الله، لا أما من حيث حقيقته فهو، وقد عرف كثير من علماء المسلمين معنى الطاغوت بالتفصيل، فقالوا:
- قال النوويوقال الليث بن سعد وأبو عبيدة والكسائي وجماهير أهل اللغة: الطاغوت كل ما عبد من دون الله عز وجل.
- قال ابن عطية: وكل ما يعبد من دون الله فهو طاغية، وهذه التسمية صحيحة لكل إله يقبل ذلك، مثل فرعون والنمرود وغيرهما. يأمر به ويحسنه وهو الشيطان.
- قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي:والحق أن كل ما يُعبد من دون الله فهو طاغية، والنصيب الأكبر من ذلك للشيطان.
- قال ابن تيمية: لقد نهض الطاغوت من الطغيان، والطغيان: تعدي الحد، وهو الظلم والبغي، فالمعبود من دون الله إذا لم يكره ذلك يعتبر طاغوتاً، ولهذا سمى النبي الأصنام طغاة في الأرض. الحديث الصحيح إذ قال: والذين يعبدون الطواغيت يتبعون الطواغيت، ويطيعون في معصية الله، ويطيعون في اتباع غير الهدى ودين الحق، سواء كان مقبولاً خبره الذي يخالف الكتاب من الله، أو طاعة أمره الذي يخالف أمر الله طاغوت.
- قال الشيخ محمد بن عبد الوهابوالطغاة كثيرون، واتضح لنا خمسة منهم: أولهم الشيطان، وثانيهم الحاكم الظالم، وثالثهم الراشي، ورابعهم العبد المضطر. والخامس منهم الذي يعمل بغير علم.
- قال ابن القيمالطاغوت: كل ما تجاوز العبد حده، من معبود أو متبوع أو مطاع.
أمثلة على عبادة الطغاة
يمكن للناس أن يعبدوا غير الله عز وجل وهو لا يرضى بعبادتهم، وأقرب مثال على ذلك عبادة بعض النصارى لسيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام، حيث يعبدونه وهو ليس كذلك. يسر مع ذلك. ولهذا سميت عبادتهم له طاغوتاً مجازياً، مع أنه ليس طاغوتاً لأنه ينفي عبادتهم له. بدون اله.
ويمكن للناس أيضًا أن يعبدوا طاغوتًا من دون الله، فيكتفي بعبادتهم له، فيسمى الصنم نفسه طاغوتًا، وقد ذكر الكثير من الطغاة في التاريخ مثل فرعون وقارون والنمرود والشيطان وغيرهم.
-سن القوانين المخالفة للشريعة
إن سن القوانين التي تحل الحرام وتحرم الحلال يعتبر كفراً وعبادة للطاغية، حتى لو كان ذلك من دون حلاله. وقد قال علماء المسلمين في ذلك:
- قال ابن تيمية: فإذا أحل الإنسان حراماً – متفقاً عليه – أو حرم الحلال – متفقاً عليه – أو غيّر الشرع – متفقاً عليه – فهو كافر مرتد باتفاق الفقهاء.
- قال ابن كثير: ومن ترك الحكم المحكم الذي نزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، وحكم بغير المنسوخ فهو كافر، فكيف بمن قضى بالطاغوت وقدمه أمامه؟ ومن لجأ إلى الطاغوت فقد كفر بإجماع المسلمين.
وفي النهاية، نحن نعرف ذلك والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله ويرضاه وأما عبادته فلا ينجو الإنسان من أهوال يوم القيامة إلا بإيمانه بالله، وعبادته حق عبادته. أما الذين آمنوا بالطاغية واحتكموا إليه فقد خسروا الدين والآخرة، ولن ينفعهم من الله الواحد القهار ضر ولا نفع.