الفرق بين الكفر والشرك .. أنواع الكفر والشرك

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:34 م

والفرق بين الكفر والشرك اختلاف في المفهوم، وقد يأتي كل منهما بمعنى الآخر، فكل منهما يسمى كافرا أو مشركا. ومن آيات القرآن الكريم جزاء ما كانوا عليه في الحياة الدنيا من الشرك والكفر، والشرك أنواع ودرجات، بعضها شر من بعض، ونفس الشيء الكفر، وبعض الكفر أشد من الشرك.

مفهوم الكفر والشرك

الكفر لغةً: هو الجحود، ويقال كفر الرجل؛ أي أنه لم يؤمن بالوحدانية والنبوة ونحو ذلك. أما اصطلاحاً فيتلخص مفهوم الكفر في أنه جحد الحق وإخفاءه، مثل من أنكر وجوب الصلاة، ووجوب الزكاة، ووجوب صيام رمضان، وفريضة الحج مع القدرة، ووجوب بر الوالدين، ونحو ذلك، أو إنكار تحريم الزنا، أو تحريم شرب المسكر، أو تحريم عقوق الوالدين ونحو ذلك.

فالشرك لغة؛ هو النصيب والنصيب، والشرك في العقيدة الدينية هو الإيمان بوجود إله ثان أو أكثر، وأما الشرك في الاصطلاح فهو صرف بعض العبادات إلى غير الله، كمن يستغيث بالأموات والغائبين والجن والأصنام والنجوم ونحو ذلك، أو يقدم أقاربهم، مثلاً، يذبح عنهم أو ينذر لهم، ويسمي الكافر بأنه مشرك، والمشرك بأنه كافر. كما قال الله:”ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإن حسابه إلا عند ربه. إن الكافرين لن يفلحوا.

الفرق بين الكفر والشرك

وفيما سبق بينا الفرق بين مفهومي الكفر والشرك. وأما النتيجة فلا فرق بين الكفر والشرك. الكافر والمشرك خالدون في نار جهنم. فقال تعالى: يا أولئك شر البرية». وقد اتفق العلماء على أن من جعل ما يجب لله على غيره، أو جعله لله وغيره، ومن أمثلة ما يجب أن يوجه إلى الله وحده العبادات، ومن فعل ذلك فهو مشرك. فإنه ينافي الإيمان، فذاك هو الكافر. وقال الإمام النووي – رحمه الله – في شرح صحيح مسلم: “” ويجوز أن يفرق بينهما، فيكون الشرك خاصا بالمشركين وغيرهم من الخلق مع اعترافهم بالله عز وجل كفار قريش، فيكون الكفر مباحا “. أعم من الشرك» والله أعلم.

أيهما أعظم الكفر أم الشرك؟

والشرك له أشكال كثيرة، وكذلك الكفر، وبعض أنواع الكفر أعظم من الشرك. فمثلاً إنكار وجود الخالق – عز وجل – كفر، وهو أعظم من شرك عبد بالله – عز وجل – غيره. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إلا إذا أقول لكم بأكبر كبائر الذنوب، قلنا: نعم يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. إلا إذا شهادة الزور، شهادة الزور، إلا إذا وقول الزور، وشهادة الزور، فما زال يقولها حتى قلت: لا يسكت». قال: بعض الكفر أشد من الشرك.

بحث عن الفرق بين الكفر والشرك

وفيما سبق عرفنا الفرق بين الكفر والشرك في المعاني اللغوية والاصطلاحية، وبينا أن الكافر والمشرك معاً في نار جهنم خالدين فيها، ولا فرق بين ذلك. لهم في ذلك، ولكن من الآيات الكريمة نلاحظ أن مصطلح الكفر والشرك يمكن أن يطلق على أحدهما على الآخر. ويمكن تفسير ذلك بما يلي:

  • قال الله تعالى:فإنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار»., وقال تعالى:ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه لهم ما يملكون من الخبز * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولا يسمعوا ما استجابوا لكم وعلى يوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئكم إلا خبير». وفي سورة المائدة سمي دعاؤهم لغير الله شركاً، وفي سورة فاطر سمي كفراً.
  • قال الله تعالى:”يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون»., فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين. وهذا يدل على أن الكافر يسمى مشركاً، والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث كثيرة. ومن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بلى بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة». الله أعلم.

أنواع الشرك

وفي الحديث عن الفرق بين الكفر والشرك، فإن الشرك ضد التوحيد، وينقسم الشرك إلى قسمين كبير وصغرى، وكل منهما ينقسم إلى قسمين:

الفخ الأكبر

ينقسم الشرك الأكبر إلى ثلاثة أقسام:

  • الشرك في الألوهية: وهي مقسمة إلى نوعين؛ الأول هو فخ التعطيل؛ وهو أسوأ أنواع الشرك. ومثال ذلك شرك فرعون والفلاسفة الذين يؤمنون بخلود العالم وخلوده وأنه لم يكن معدوما أصلا. ومن ذلك شرك النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة، وشرك المجوس الذين يقولون إن الحسنات إلى النور، والشر إلى الظلمة.
  • الشرك في توحيد الأسماء والصفات: وهي مقسمة إلى نوعين؛ الأول: تشبيه الخالق بالمخلوق، كالذي يقول إن له يداً خبيثة، ويسمع كما أسمع، والاستواء مثل الاستواء، وهو شرك المبهم، والثاني اشتقاق أسماء الآلهة الباطلة من أسماء الإله الحقيقي.
  • الشرك في توحيد الألوهية والعبادة: وهو على ثلاثة أقسام؛ الأول: الشرك في الشعائر والمناسك، ويشمل تقديم الأدعية والنذور والأضاحي والاستعانة بغير الله عز وجل، والثاني: شرك الطاعة، وهو الطاعة في الحل والتحريم بغير سلطان من الله. يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أكثر حبا لله».

الشرك الأصغر

وهو كل ما نهى عنه الشرع مما يكون ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلة للوقوع فيه، وجاءت في النصوص تسميته بالشرك. ومثال ذلك الحلف بغير الله، لأنه قرينة النزول إلى الشرك الأكبر، وقد قال الإمام ابن القيم: «أما الشرك الأصغر: فهو سهل مثل الرياء والتظاهر بالخلق والحلف» غير الله، فيقول الرجل للرجل: ما شاء الله وشئت». ولا يأتي على أصل العبادة إلا نفاق، ولولا ذلك لم يصل ولا يصلي، فهو مشرك أكبر، والشرك الأصغر لا يخرج صاحبه من دين الإسلام، ولكنه أعظم من الزنا وشرب الخمر.

أنواع الخيانة الزوجية

ينقسم الكفر إلى قسمين، هما الكفر الأكبر والكفر الأصغر، ويفصل كل منهما إلى أنواع وأشكال، وفيما يلي نوضح أنواع الكفر:

أعظم الكفر

الكفر الأكبر ينافي الإيمان، ويخرج صاحبه من الملة، ويلزم صاحبه الخلود في النار، حتى لا ينال الشفاعة.

  • لعنة الإنكار: وهو اعتقاد كذب الرسل عليهم السلام، ومن كذب على الرسل بما جاءوا به ظاهراً أو باطناً فهو كافر.
  • الكفر والكبرياء: وتمثل بمعرفته بصدق الرسول، وأنه جاء بالحق، لكنه لا يخضع لحكمه كبراً وعناداً.
  • شك الكفر: وهو التردد، وعدم الجزم بصدق الرسل، ويسمى كفر الظن، وهو ضد اليقين واليقين.
  • كفر الإبتعاد: وهو الإعراض الكامل عن الدين، وذلك بإعراض سمعه وقلبه وعلمه عما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من تعاليم الدين.
  • النفاق الكفر: والمراد بالنفاق الاعتقادي الذي يظهر الإيمان أو الناس ويبطن الكفر.

الكفر الأصغر

وهذا النوع لا يتناقض مع أصل الإيمان؛ بل ينقصها، دون أن يسلب صاحبها صفة الإسلام ومناعته، وهو مشهور عند العلماء بقولهم: “كفر بلا كفر”، فيكون صاحبه على خطر عظيم من غضب الله. – تعالى – إذا لم يتب منه. أطلقه الشارع على بعض الذنوب على سبيل التوبيخ والتهديد؛ لأنها من صفات الكفر، لكنها لا تصل إلى حد الكفر الأكبر، وما كان من هذا النوع فهو من كبائر الذنوب.

وفيما سبق تعرفنا على الفرق بين الكفر والشرك، ومفهوم كل منهما، كما ذكرنا أقسام الشرك والكفر الأكبر والأصغر. وينبغي للمسلم أن يتجنب كل ما قد يحدث له مع أي منهما، ويسأل الله لهم جميعا العفو والعافية.