حكم قص الشعر في عشر ذي الحجة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 11:06 م

حكم قص الشعر في العشر الأول من ذي الحجة سؤال مهم يبحث عنه من ينوي أن يضحي في عيد الأضحى المبارك، وقد استعد ليوم الأضحى في هذا اليوم مما يتقرب به إلى الله عز وجل، وعليه أن يعرف الشروط والأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الأمر، ويعرف ما يجوز له فعله، وما يجب الامتناع عنه خلال هذه الأيام حتى ينال الأجر كاملاً.

حكم قص الشعر في العشر الأول من ذي الحجة

وفيما يلي تفصيل حكم قص الشعر في العشر الأول من ذي الحجة لمن أراد أن يضحي:

  • رأي علماء الحنفية: وذهب علماء الحنفية إلى جواز قص المضحي من شعره وأظفاره في العشر الأول من ذي الحجة.
  • وقد رأى علماء الشافعية والمالكية: وذهب هؤلاء العلماء إلى أنه يستحب للمسلم المضحي أن لا يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره في هذه الأيام.
  • رأي علماء الحنابلة: ويرى الحنابلة أنه يحرم على المسلم المضحي أن يأخذ شيئا من شعره وأظفاره في هذه الأيام.
  • رأي جمهور العلماء: اتفق العلماء على أنه يستحب – وليس بواجب – على المسلم الذي يريد أن يضحي أو يعلم أنه سيضحي عنه يوم النحر أن لا يأخذ من شعره أو أظفاره أو شيئاً من جلده شيئاً، ابتداءً من ذلك. من أول يوم من شهر ذي الحجة إلى يوم النحر.
  • يرى العلماء: أن وجوب عدم قص الشعر واللحية والجلد والأظافر يبدأ برؤية هلال ذي الحجة حتى يفرغ المسلم من الأضحية تماما، وأن هذه الأشياء ليست محرمة، ولكنها مكروهة، ويؤكد الفقهاء على ذلك ومخالفة ذلك لا تبطل الأضحية، وأن من لم يلتزم هذا الأمر فلا إثم عليه، وأن أضحيته صحيحة ولا عليه كفارة.

سبب عدم قص الشعر في العشرة الأولى من ذي الحجة

  • ويرى العلماء أن القول بعدم قص الشعر والأظافر واللحية في العشر الأول من ذي الحجة أمر مستحب وهو سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. فلا يمس شعره وأظفاره في ذي الحجة حتى يضحي».
  • ويرى العلماء أن السبب في ذلك هو مشاركة حجاج بيت الله الحرام في مناسك الحج وتقليدهم في المناسك والخطوات التي يقومون بها.
  • وفي هذا الصدد قال الإمام النووي: إن العلة في النهي عن قص الشعر والأظافر في العشر الأول من ذي الحجة هو التأكد من سلامة جميع أعضاء بدن المضحي المسلم، ليحفظ الله تعالى. فيعتق جسده كله من النار .
  • ويرى الإمام التربيشي أن السبب في ذلك هو أن المضحي يقرر أن يجعل أضحيته فدية عن جسده كله من العذاب، ليكون كل جزء منه فدية عن كل جزء من جسده.

حكم حلق شعر الأضحية

تعددت آراء الفقهاء في حكم حلق شعر من أراد الأضحية، بحسب تعدد فهمهم للأحاديث الصحيحة الواردة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الامر. ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليأخذ بشعره وأظفاره». ونتج عن ذلك عدة آراء فقهية، ويمكن تلخيص أقوال أهل العلم فيما يلي:

  • الرأي الأول: وذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الامتناع عن أخذ شيء من شعر من أراد أن يضحي في العشر الأول من شهر ذي الحجة حتى يضحي، ونقل الإمام السيوطي عن جمهور العلماء أن والتحريم الوارد في الحديث ما هو إلا تحريم وليس تحريماً، والحكمة الشرعية من هذا الفعل تؤخذ على وجه الاستحباب أن تظل جميع أجزاء الأضحية خاضعة للعتق من النار، وقيل في الحكمة أن فيستحب التشبه بالأضحية على حال الإحرام في الحج، وبناء على هذا الفهم؛ فإذا قص المضحي شعره أو حلقه قبل أن يضحي فلا حرج عليه، وصحت أضحيته، وتقبل إن شاء الله.
  • رأي ثاني: يرى جماعة من أهل العلم منهم الإمام ابن باز أن من أراد أن يضحي فلا يجوز له أن يأخذ من شعره شيئا، لا من شعر رأسه، ولا من إبطه، ولا من عانته، ولا من شاربه حتى يضحي . وهل يحرم على المضحي أن يأخذ المضحي من شعر سائر جسده هل هلاله؟ والصحيح، وذهب الشيخ ابن عثيمين وهو من مؤيدي هذا الرأي إلى أنه لا حرج في قص الشعر لمن يحتاج أن يأخذ منه شيئاً، كما لو كان به جرح فيحتاج إلى قص الشعر. الشعر من مكان الإصابة.

هل يجوز قص الأظافر في العشرة الأولى من ذي الحجة؟

وفي هذه المسألة خلاف مشهور بين الأئمة، ولا شك أن الأحوط لمن أراد أن يضحي أن يتجنب الأخذ من شعره وأظفاره عملاً بحديث السيدة أم سلمة، ويخرج لخلاف الأئمة، مع جواز تقليد أحد المذاهب في هذا الأمر، والله أعلم. وقد أوضح الإمام النووي الخلاف بقوله: إن المذهب الشافعي هو أن إزالة الشعر وظفره في العشر الأول من ذي الحجة لمن أراد أن يضحي مكروهاً حتى يضحي، وأشار إلى أن ولم يكره ذلك الإمامان مالك وأبو حنيفة، ولكن سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود قالوا بالتحريم، وفي قول عن مالك أنه مكروه، ومن قال: وقال النهي احتج بحديث أم سلمة. ثم يرسله فلا يمنع شيئا مما يمنعه المحرم منه حتى يذبح هديته.

الحكمة من عدم قص أظافره

وقد أشار بعض أهل العلم إلى الحكمة من منع المضحي من أخذ شيء من شعره أو أظفاره. قال الإمام النووي – رحمه الله – في شرحه لصحيح مسلم: الحكمة في النهي عما يظهر في بقاء جميع أعضاء جسم الإنسان من العتق من النار، وقال التربيشي: يجعل المضحي أضحيته فداء لنفسه من العذاب، وكأنه يرى نفسه مستحقا للعقاب بالقتل، ولا يجوز فيه القتل، فيفتدى نفسه بالأضحية، إذ صار كل جزء منها فدية عن كل جزء. منه، ولذلك نهى أن يأخذ من الشعر والناس حتى لا يفقد شيئاً عند نزوله. الرحمة وفيض النور الإلهي الذي به تكمل الفضائل وتطهر الرذائل.

والخلاصة أن حكم قص الشعر في العشر الأول من ذي الحجة مكروه، لكنه ليس بحرام، وأنه متفق عليه عند جمهور العلماء على أن الأفضل الاحتفاظ بالشعر والأظافر حتى حلول السنة. ينتهي المسلم من أضحيته، فإن لم يفعل فلا إثم عليه، ولا كفارة عليه، وأضحيته صحيحة مقبولة، وأجرها كامل إن شاء الله.