هل يجوز فصل الدين عن الحياة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:33 م

فصل الدين عن الحياة وهو من المصطلحات التي بدأت تظهر بوضوح في الآونة الأخيرة، وقد جرب الناس كل النظريات المختلفة، لكنهم لم يجدوا ما أرادوا إلا في الإسلام، فهو صالح لكل مكان وزمان وزمان، وفي مقالتنا القادمة سنتعرف على ما إذا كان بإمكاننا فصل الدين عن الحياة والسياسة.

فصل الدين عن الحياة

فصل الدين عن الحياة لا يجوز فصل الدين عن الحياة، ومحاولة فصل الدين عن الدولة والحياة العامة كفر واضح وصريح يتنافى مع سيادة كلام الله عز وجل، وهو عداء موجه للدين الإسلامي في جوهره، فمن لم يقبل أحكام الإسلام فهو خارج عن العقيدة الإسلامية، منفصل عن الشريعة وعن جماعة المسلمينوقال تعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا؟ ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون}.فالكفر ببعض الكتاب كفر بجميعه، مخرج من الملة، وأما الساكت من أهل الهمم ومن له القول بنصرة الحق في مثل هذه الأقوال فهو شيطان أخرس ساكت عن الحق.

ما هي العلمانية؟

العلمانية هي: مذهب يدعو إلى فصل الدين عن الحياة العامة كلها وإقصائه عنها، أو هي: إقامة الحياة على اللادين، إما بإقصائه قسراً ومحاربته علناً كالشيوعية، وإما بالسماح وضدها بالإلحاد، كما هو الحال في الدول العربية التي تسمي العلمانية بالحرية والديمقراطية والتدين الشخصي. بينما هي حرب على الدين والتدين، لأن حصر الدين في مجال فردي بعيدا عن حكم المجتمع وإصلاح شؤونه هو مجتمع غير متدين، لأنه أسس حياته الاجتماعية والثقافية وكل تعاملاته وشؤونه على مبدأ إقصاء الدين، وهذا هو حال الحضارة الغربية الجديدة، ولا ينظرون إلى ادعائهم بأنهم يؤيدون التدين، فهو مجرد خداع للمتدينين، وتسميتهم بالإلحاد علم خارج. من علمهم بمظهر الحياة الدنيا، ولكن أين هم من السعادة في الدنيا والآخرة.

أسباب ظهور العلمانية

ومن أهم الأسباب التي أدت إلى قيام العلمانية:

  • طغيان الكنيسة، كانت الكنيسة مستبدة ومجبرة، وبدأت تفرض على الناس معتقدات كاذبة لا تتفق مع التقليد أو العقل. كما أصبح حلالا ومحرما حسب أهواء رجال الدين، وادعى امتلاكه حقوقا لا يملكها إلا الله عز وجل، مثل حق العفو، وحق الحرمان، ونحو ذلك.
  • الصراع بين الكنيسة والعلم، حيث كانت الكنيسة هي المصدر الوحيد للمعرفة، فلما ظهرت حقائق علمية تناقض ما قررته الكنيسة، هنا حدث الصراع بين الكنيسة والعلم، فاصطدمت حقائق العلم بزيف الكنيسة، فقبضت الكنيسة على العلماء وكفرت بهم وحاربت أفكارهم.
  • الاضطرابات والثورات في أوروبا، ومن بينها الثورة الفرنسية، وغيرها من الثورات التي تعتبر سبباً رئيسياً للعلمانية.
  • انتشار المذاهب والنظم الاجتماعية والنظريات التدميرية كنظرية التطور وغيرها.
  • الفراغ الروحي عند الأوروبيين، لأن المسيحية لا تعترف بحق النفس، ولا تهتم بها، ولا تعطي أتباعها أجوبة واضحة وكافية عن الخلق والكون والله.
  • فشل الأمة الإسلامية في أداء رسالتها تجاه الإنسانية.
  • ويحرص مكر اليهود على بناء عقائد هدامة، رغبة منهم في إفساد البشرية جمعاء وتسخيرها لخدمتهم.

صور علمانية

وللعلمانية شكلان رئيسيان يمكن تلخيصهما فيما يلي:

  • العلمانية الملحدة وهو الذي ينكر الدين كله، وينكر أيضًا وجود الله عز وجل، ولا يعترف بشيء من ذلك أبدًا. بل إن هذه العلمانية تحارب كل من يدعو إلى الإيمان بالله عز وجل، وفيها خطر كبير على المسلمين من حيث محاربة الدين، ومعاداة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالقتل أو التعذيب. أو السجن.
  • العلمانية غير الإلحادية: وهي العلمانية التي لا تنكر وجود الله عز وجل، وتؤمن به نظريا، ولكنها تنكر تدخل الدين في كل شؤون الحياة، وتدعو إلى عزل الدين عن الحياة، وهي أخطر من العلمانية الملحدة. من حيث التظليل والتعتيم على المسلمين، حتى لا يتبين للمسلمين كفرها. بسبب قلة معرفتهم ودرايتهم بالدين، كما أن أغلب الأنظمة الحاكمة اليوم في بلاد المسلمين علمانية، وأغلبية المسلمين للأسف لا يعرفون ذلك.

حكم علماني

العلمانية بكل صورها وأشكالها كفر واضح لا شك فيه، ومن آمن بأي شكل منها فقد ترك دين الإسلام، لأن الإسلام له في كل جانب من جوانب الإنسان الروحية والنفسية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. جوانبه، منهج واضح كامل متكامل، ولا يقبل أن يشارك فيه منهج آخر، وقد ارتكب العلمانيون نواقض الإسلام، يوم اعتقدوا أن هدي غيره وكان النبي أكمل من هديه، وأن حكم غيره خير من حكمه. أو أن الإسلام ونظامه لا يصلحان للتطبيق في القرن العشرين، أو أنه كان سببا في تخلف المسلمين، أو أنه يحصر الإسلام في علاقة الإنسان بربه، دون التدخل في شؤون الحياة الأخرى.

وفي نهاية مقالتنا تعرفنا على فصل الدين عن الحياة ولا يجوز فصل الدين عن الحياة، ومحاولة فصل الدين عن الدولة والحياة العامة كفر صريح يتنافى مع سيادة كلام الله عز وجل، وهو عداء موجه للدين الإسلامي في جوهره.