صحة حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:28 م

صحة حديث طريق طلب العلملقد حث الشرع الصحيح على طلب العلم، وقد أوضح رسول الله فضل طلب العلم في العديد من النصوص الشرعية، منها حديث شريف، سيتم ذكر نصه في هذا المقال الذي يعرضه موقع المحتوى، و وسيُبيَّن فيه درجة صحته، ومن ثم سيتم شرح شرحه بشيء من التفصيل، كما سيجد القارئ بعض الدروس المستفادة منه.

متن الحديث من طريق طلب العلم

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به) ما يفعله، وأن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. الكواكب، وأن العلماء ورثة الأنبياء.

صحة حديث طريق طلب العلم

والحديث الذي ورد في الفقرة السابقة في نفس المتن يعتبر من الأحاديث التي واختلف العلماء في صحتهومع ذلك فإن الحديث له شواهد كثيرة، وفيه جمل عظيمة، وفيما يلي تفصيل ذلك:

  • قائلا: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة) هذه الجملة لها أدلة كثيرة.
  • قائلا: (والملائكة يضعون أجنحتهم لطالب العلم رضوا بما يفعل). وفيه دليل على أن الملائكة -رضي الله عنهم- يتابعون مجالس العلم.
  • قائلا: (والعلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بنصيب وافر). أما هذه الجملة فهي صحيحة كما دلت عليها النصوص الشرعية.

شرح حديث طريق طلب العلم

وفي هذه الفقرة سيتم شرح هذا الحديث الشريف بشيء من التفصيل، حيث سيتم شرح كل جملة من جملته في فقرة مستقلة، وكما يلي:

الجملة الأولى

وفي قوله: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)، يوضح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل العلم، فيقول: من سلك الطريق من خالص العلم لله – عز وجل – فييسر الله له عمله. بالطاعة، والعمل الصالح في الدنيا، أو أن يكون هذا الطريق سبباً لدخول الجنة في الآخرة بلا تعب.

الجملة الثانية

وأما قوله: (وإن الملائكة تخفض أجنحتها لطالب العلم راضيةً بما يعمل)، فقد أخبر النبي الكريم أن الملائكة تخفض أجنحتها لطالب العلم، ويحتمل أن يكون الوضع فهنا ما هو، أي يخفضون له أجنحتهم، وإن لم يرهم طالب العلم، ويحتمل أن المراد أنهم يتوقفون عن الطيران بأجنحتهم، ثم ينزل ليسمعوا العلم الذي يطلبه.

الجملة الثالثة

وفي قوله – صلى الله عليه وسلم -: (والعالم يستغفر لمن في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء)، يوضح رسول الله أن الخلق يسألون مغفرة الله – عز وجل – للعالم إذا أذنب، أو أن يستغفر له جزاءً على عمله الصالح؛ وذلك لما فيه من فائدة عامة للعلم. لأن مصالح كل شيء تعتمد عليه.

الجملة الرابعة

ثم بين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فضل العالم، وهو الرجل العامل بالعلم، على العابد، وهو الرجل العامل بالعبادة. إذ يشرق القمر بنوره على الأرض، على عكس الكواكب التي لا تنير الأرض رغم وجودها.

وسبب تشبيه العالم بالقمر هو أن كمال العلم ليس للعالم في نفسه، بل بالعلم الذي تلقاه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القمر الذي يستقبله نور من نور الشمس .

الجملة الخامسة

ثم يخبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في قوله: (وأن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذها فقد أخذ بنصيب وافر)، إن الأنبياء ليس من شأنهم توريث الأموال للآخرين، بل الإرث الذي تركوه خلفهم. وفي العلم، من أخذ هذا العلم بحق، وحفظه، وعلمه الناس، فقد أخذ نصيباً كاملاً من ورثة الأنبياء.

الفوائد المستفادة من حديث من سلك طريقا يطلب فيه العلم

وفي هذا الحديث الشريف عدة دروس نذكر بعضها فيما يلي:

  • بيان فضل العلم، والحث على طلبه.
  • بيان فضل العلماء، وأنهم يحملون رسالة الأنبياء الكرام.
  • بيان أن طريق الأنبياء يكتمل بالعلماء.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى خاتمة هذا المقال الذي يحمل عنوانه صحة حديث طريق طلب العلموفيه بين اختلاف أهل العلم في صحة هذا الحديث، ثم بين أن هذا الحديث الشريف له أدلة كثيرة، ثم بين شرحه بشيء من التفصيل.