ومن المهم أن نعرف أن القدس تم فتحها في عهد أحد الخلفاء الراشدين. بدأت الفتوحات الإسلامية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على يد أصحابه رضي الله عنهم ومن معهم من التابعين في عهد الخلفاء الراشدين ومن معهم من التابعين. ومن تبعهم من الخلفاء في الدولة الأموية والعباسية. وامتد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية في ذلك الوقت على نطاق واسع، واتسعت سيطرته حتى وصل إلى الهند والسند وأجزاء من الصين شرقا، وأجزاء من أوروبا غربا حتى الأندلس التي تعرف الآن بأسبانيا. ، نشأت فيه. ولعل أبرز الفتح الإسلامي كان فتح القدس، لما لها من مكانة خاصة في نفوس المسلمين.
تم فتح القدس في عهد
على مر العصور كانت القدس مكانا لطموح الكثيرين، فنجحت فيها عدد من الحضارات حتى فتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد تم ذلك على مراحل، أوجزها فيما يلي:
القدس قبل الفتح
كانت القدس مدينة في المقاطعة البيزنطية قبل الفتح الإسلامي، وفي عام 614م غزا الساسانيون المدينة خلال الحروب الساسانية البيزنطية. بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بدأ أبو بكر الصديق الفتح الإسلامي، في الشرق أثناء غزو العراق، وهي ولاية في الإمبراطورية الفارسية الساسانية. وعلى الجبهة الغربية، غزت جيوشه الإمبراطورية البيزنطية، ثم بعد وفاة أبي بكر الصديق خلفه عمر بن الخطاب.
فتح بيت المقدس
وبعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك في عهد عمر بن الخطاب، أمر أبو عبيدة خالد بن الوليد رضي الله عنهما بالخروج في ملاحقة الروم حتى وصل إلى حمص. ، وسار أبو عبيدة بجيشه إلى دمشق، فانقسمت منطقة الشام إلى 4 أقاليم: (الأولى: دمشق وما حولها تحت إمارة يزيد بن أبي سفيان، الثانية: منطقة فلسطين تحت إمرة عمرو بن العاص الثالثة: منطقة الأردن تحت إمرة شرحبيل بن حسنة، والرابع: حمص وما حولها تحت إمرته). ولما انتهى أبو عبيدة من فتح دمشق، كتب إلى أهل إيلياء (القدس) يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، فأبوا أن يجيبوه، فركب إليهم في جنوده، وحاصر القدس، وطلب السلام، فأبوا، وقالوا: لا يفتحها إلا رجل. وذكروا بعض الأوصاف الجسدية لرجل معين، وأن اسمه يتكون من ثلاثة أحرف، لذلك وجد المسلمون أن هذه المواصفات تنطبق على الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، فذهب إليها عمر رضي الله عنه وتسلم مفاتيح القدس.
مكانة القدس عند المسلمين
ولبيت المقدس مكانة مهمة عند المسلمين عامة، لما ورد من أحاديث في فضله وفضل أهله. ونذكر هنا أهم مميزات بيت المقدس حتى نعطيه مكانة عند المسلمين:
- البشرى بفتحه، وهذا من علامات النبوة، حيث بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتحه قبل افتتاحه ببضع سنوات.
- دعاء سليمان عليه السلام بالاستغفار لمن صلى في بيت المقدس.
- ثبات أهل الإيمان به عند الفتن.
- دعوة نبي الله موسى عليه السلام. وكان من موسى عليه السلام لتعظيم الأرض المقدسة والقدس أنه سأل الله تبارك وتعالى عند الموت أن يقربه منها.
- أرض المجمع والمنشر، بالقدس، يجمع الله العباد يوم القيامة، ومنها المنشرة.
- ضريح جماعة المنصورة.
- وصلاح أهلها دليل لصلاح الأمة.
- حثها على العيش.
- موت منافقهم من الهم والغضب والحزن.
- نزول عيسى وقتل المسيح الدجال.
- وهو وجود الخلافة الإسلامية في آخر الزمان.
أهمية المسجد الأقصى وتميزه عن غيره من المساجد
يتمتع المسجد الأقصى بالعديد من المزايا التي تمنحه الأفضلية على غيره من المساجد. فيما بينها:
- ولما كان السفر إليه لا بد منه، فقد أجمع العلماء على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وأن المسافر لا يسافر إلا إلى ثلاثة مساجد، منها المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى. ثلاثة مساجد أفضل من غيرها من المساجد.
- المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع على الأرض بعد المسجد الحرام.
- مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الأقصى. وفي الحديث أن الصلاة في المسجد الأقصى تعدل مائتين وخمسين صلاة في غيره، إلا مسجدي مكة والمدينة، وقد اختلفت الأحاديث في فضل الصلاة في المسجد الأقصى.
- ليلة الرسول صلى الله عليه وسلم هي رحلة الرسول من أول مسجد وضع في الأرض إلى ثاني مسجد وضع فيها، فجمع بين فضل البيتين وشرفه، و ورؤية القبلتين وفضلهما.
- قال تبارك وتعالى فيه ومن حوله: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}.
- يأتي وقت يتمنى فيه المسلم أن يرى المسجد الأقصى.
- كونها أول قبلة للمسلمين، فقد كانت القبلة له لمدة ستة أو سبعة عشر شهراً قبل أن يتم نقلها إلى الكعبة في أرض الله الحرام.
ومما سبق يتبين لنا أن لبيت المقدس مكانة عظيمة وأهمية كبيرة في نفوس المسلمين، وقد ورد ذكره في كثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، حتى فتح بيت المقدس في عهده. عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين.