يشرع في نصيحة السلطان

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:40 م

ما هو المنصوص عليه في نصيحة السلطان؟ السلطان هو الشخص المسؤول عن جماعة من الناس، وقد حدد الشرع علاقة الرعايا بالسلطان، وأنه إذا أراد أحدهم أن يقدم له النصيحة فإن هذه النصيحة يجب أن تكون في حدود وأطر معينة، و وفي مقالتنا القادمة سنتناول ما جاء في وصية السلطان.

يشرع في نصيحة السلطان

ويشرع نصح السلطان، كما جاء في الحديث الشريف عن هشام بن حكيم وإياد بن غانم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد أن ينصح سلطانا في أمر فلا يصرح له به، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به. أما تخاف أن يقتلك السلطان؟ فأنت فيقتل بأمر الله).ويجب على المسلم الإنكار باللسان على من يقدر عليه، وهذا الأمر في أيدي العلماء الذين لديهم وسائل الفصاحة، فإن الدين النصيحة للحاكم وغيره، ومن لم يستطع أن ينكر فالعمل بلسانه يوجب إنكاره بقلبه، وهو أضعف الإيمان، ولا بد عند نصح الحاكم من طلب الحكمة والأسلوب. والخير في النصيحة، وهو لا يعبر عن هذه النصيحة للعامة، بل هي بينه وبين الحاكم فقط.

فهل كان من منهج السلف انتقاد السلاطين من على المنابر؟

ولم يكن من منهج الصحابة رضي الله عنهم أن يطعنوا في السلاطين والحكام من فوق المنابر في المساجد، لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى والخروج على الحكام وعصيانهم، ويؤدي إلى الفتنة التي تضر الجمهور ولا يفيدهم. الصالحون، فينصحون السلطان بينهم وبينه، ويكتبون إليه، أو يتصلون بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجهوه إلى الخير، وكان لانتقاد السلطان علناً آثار كبيرة على الحاكم والمحكوم. ومثاله: لما بدأ الخوارج في معاداة عثمان بن عفان، وبدأوا ينتقدونه علنا، عظمت الفتنة، واتسعت آفاقها. ولا يزال فسادها يبتلعه الناس إلى يومنا هذا، حتى حدثت فتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما لأسباب ذلك، كما قتل جماعة كبيرة من الصحابة. بسبب ذكر عيوب السلطان علناً، حتى أن كثيراً من الناس قتلوا حكامهم بسبب الإنكار وذكر عيوب السلطان علناً.

وفي نهاية مقالتنا تعرفنا على يشرع في نصيحة السلطان أن تتم النصيحة بينك وبينه، فإن قبل النصيحة فذلك حسن، وإن لم يقبلها فقد وفيت ما عليك، وتعرفنا هل كان من منهج وكان السلف الصالح ينتقدون السلطة على المنابر، فلم يكن هذا من منهج السلف الصالح.