هل يحرم الشرب من فم السقاء؟هو عنوان هذه المقالة، ومن المعلوم أن الأحكام الشرعية في الإسلام كلها جاءت لمراعاة مصالح المسلم، سواء ما حرم الله عليها أو ما أمر به. وجاء في حكم شرب الماء ما يلي:
هل يحرم الشرب من فم السقاء؟
نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن يشرب المسلم من في السقاء، والدليل على ذلك ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنه -. أنه قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المجاثمة، ولبن الجلال، وعن الشرب في السقاء، ومعنى السقاء: وعاء يوضع فيه الماء، وله فم يشرب منه، كالقربة. ولكن النهي هنا جاء للكراهة لا للتحريم، والدليل على ذلك أنه وقع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأحيان. ولا يحرم على المسلم أن يشرب من في السقاء، بل هو مكروه له.
سبب كراهية الشرب من في السقاء
وقد ذكر العلماء سبب تحريم الشرب على المسلم من في السقاء، وهذه الأسباب نذكرها فيما يلي:
- والسقاء لا يظهر ما بداخله، فقد يكون بداخله حشرة أو ثعبان، فيؤذيه، كما روي أن رجلاً شرب من السقاء فخرج حياً.
- والذي يشرب من السقاء قد يغلب عليه الماء، فيصب أكثر من حاجته، ثم يغيم، أو تبتل ثيابه.
- ويحرم عليه ذلك حتى لا يصل ريقه إلى فم السقاء أو يختلط بالماء الذي فيه، أو يصيب أنفاسه فم السقاء فيتقزز منه الآخرون، وقد يكون ذلك سببا في ذلك. انتقال الأمراض.
حكم شرب الماء قائم
نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الشرب قائما، ولكن النهي هنا ليس للتحريم، بل للهداية وبيان ما هو خير للمسلم، وما يدل على ذلك ما ورد. وعن ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: «سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلمت عليه من زمزم، فشرب قائمًا». وبناء على ذلك فيجوز للمسلم أن يشرب الماء قائما، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: “الأصل أن يشرب الإنسان قاعدا وهو أفضل، ويجوز أن يشرب قائما”. وقد فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمرين للدلالة على أن الأمر في هذا واسع. “.
هل يحرم الشرب من فم السقاء؟ وقد تناولت مقالة حكم الشرب من في السقاء، وجاء فيها أن النهي الذي جاء في السنة النبوية كان للكراهة وليس للتحريم. وما جاء في السنة النبوية إلا للهداية والبيان للتي هي أحسن.