المراد بالذين تبوؤوا الدار

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:31 م

والمراد بمن يقيم في البيت وهو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أن الله تعالى لم ينزل القرآن الكريم بغرض قراءته وتلاوته فقط، بل أنزله للتدبر وفهم معانيه، ومن هذا ومن ناحية أخرى، سيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن توضيح معنى تفسير القرآن الكريم، ثم سيتم توضيح الفئة المقصودة في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَوْدَا فِي الدُّورِ وَالإِيمَانِ}، و وسيوضح تفسير الآية الكريمة.

معنى تفسير القرآن الكريم

والتفسير في اللغة يأتي بمعنى الكشف والبيان، أما في الاصطلاح الشرعي فهو فهم كتاب الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وتوضيح معانيه، واستخراج أحكامه. والأحكام.[1] ولها أهمية كبيرة في حياة المسلم، وفيما يلي بعض منها:

  • يساعد المسلم على فهم كلام الله عز وجل ومعرفة المقصود منه.
  • إن الهدف الأسمى للقرآن الكريم هو العمل بما جاء به من أحكام وآداب، ولا يتم ذلك إلا بفهمه.

والمراد بمن يقيم في البيت

والمراد بالذين استقروا الدار في قوله تعالى: ما أوتوا ويفضلونهم على أنفسهم ولو كان بهم خلوة.[2] وهم الأنصار الذين بنوا المدينة وجعلوها بيوتاً.[3] وفيما يلي تفسير الآية الكريمة:[4]

  • يقول تعالى: {والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم}، وهم الأوس والخزرج من الأنصار الذين آمنوا بالله ورسوله طوعاً وحباً واختياراً، وآوا الرسول من الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنعه من أعدائه، كما منعوه مما منعوا أنفسهم منه، واتخذوا المدينة المنورة دارا ومسكنا. وجعلوها موطنًا ومرجعًا يعود إليه المؤمنون، ويأوي إليه المهاجرون، ويعيش فيه المسلمون.
  • يقول تعالى: {يُحِبُّونَ مَن هَاجَرَ إِلَيْهِمْ}، ومن جميل أوصافهم حبهم لأحباب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين.
  • يقول تعالى: {ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا}، ومن أوصافهم أيضاً أنهم لا يحسدون المهاجرين على ما آتاهم الله من فضله وخصهم من المهاجرين. الفضائل والفضائل التي يستحقونها، وهذا يدل على سلامة صدورهم، وغياب الحقد والبغضاء والحسد عنهم.
  • قال تعالى: {وتفضيلهم على أنفسهم ولو كان بهم فقر}، ومن أوصاف الأنصار التي فضلوا بها على غيرهم، وميزوهم على غيرهم، الإيثار، وهو أكمل أنواع الكرم، وهو الإيثار بحب النفس من المال وغيره، وإعطائها للآخرين عند الحاجة إليها، بل مع الضرورة والخصوصية، وهذا لا يكون إلا من خلق خالص، وحب الله تعالى مقدم على حب الشهوات والملذات. من الروح.
  • يقول تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ نَفْسَهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاحِزُونَ}، فنجاح المسلم وفوزه برضوان الله – عز وجل – مرتبط بالحماية من الطمع. النفس، فإذا وصل المسلم إلى هذه الدرجة سهلت عليه نفسه وماله في سبيل الله – عز وجل – وطريق رضاه. .

سبب نزول قوله تعالى:

وبعد توضيح المقصود بمن استقروا في البيت سيتم ذكر سبب نزول الآية الكريمة، حيث وردت عدة أسباب في نزول هذه الآية، ولكن الراجح منها ما روي عن عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: «أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إلى نسائه فقالن: ما عندنا إلا ماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يضيف هذا أو يزيده؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فذهب به إلى امرأته، فقال: أكرم ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ليس عندنا إلا طعام صباي، فقال: أعدي طعامك، وكن سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا العشاء، فأعدت لها طعاما، وصارت سرا. واجهتها، ونمت أولادها، ثم نهضت كأنها تصلح مصباحها وتطفئه، فتجعلهم يرون أنهم يأكلون، فأصبحوا طاويين. ن، فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ضحك الله الليلة، أو تعجب، من فعلكما، فأنزل الله: {وَكَانُوا لَهُمْ ظَاهِرُونَ}. يفضلون أنفسهم ولو كانوا يعقلون ومن ينقذ نفسه من شحه فأولئك هم المفلحون.[5] وقد جاء في بعض الروايات أنها نزلت على الصحابي الجليل أبو طلحة.[6]

الثمار المستفادة من الآية

وفي نهاية المقال سيتم ذكر المقصود بمن يسكن البيت، والثمرات المستفادة منه، ولما للقرآن الكريم أهمية كبيرة في حياة المسلم، إذ يتضمن توجيهات بأن إرشاد المسلم ومساعدته على استكمال حياته، فلا ينبغي للمسلم أن يكتفي بقراءته فقط، بل عليه أن يفهمه ويتدبر معانيه، ومن هذا المنطلق يتم التأمل في قوله تعالى: ليكون وتفضيلهم على أنفسهم ولو كان بهم حرمان. تعلمت منه، كما يلي:

  • وتشير الآية الكريمة إلى أن المهاجرين أفضل من الأنصار. وبما أن الله تعالى قدم لهم الذكر وأخبر أن الأنصار لم يجدوا في صدورهم حاجة إلى ما أوتوا، فهذا يدل على أن الله تعالى أعطاهم ما لم يعطه الأنصار ولا غيرهم، ولأنهم جمعوا بين الدعم والهجرة.
  • أن الأنصار فضلوا المهاجرين على أنفسهم، وأعطوهم رغم حاجتهم، وأثنى الله على هذه الصفة فيهم، وهذا يعلم المسلم أهمية التعاون وعدم إجابة المحتاج.
  • ينبغي للمسلم أن يجتهد في وقاية نفسه من البخل، فإن العبد إذا حفظ نفسه من البخل فإنه يسمح لنفسه باتباع أوامر الله ورسوله، فيفعل ذلك طاعة وخشوعاً، فاتحاً به قلبه، ويسمح على نفسه أن يترك ما نهى الله عنه، ولو كان محبباً إلى النفس يدعو إليه ويطمح إليه.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى خاتمة المقال والمراد بمن يقيم في البيت تمت فيه مناقشة معنى تفسير القرآن الكريم وأهميته، كما تمت مناقشة معنى من استقر في الدار، وشرح الآية الكريمة وسبب نزولها والثمرات المستفادة منها تم توضيحها.