حكم أخذ الأجرة على الأعمال الصالحة

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:57 م

حكم أخذ الأجر على الأعمال الصالحة من الأمور المهمة التي يجب أن يعرفها المسلم، فيجب على المسلم أن يهدف في العبادة إلى نيل رضوان الله عز وجل ورضوانه، وليس طلب مديح الناس والمال. أو هيبة، وفي هذا المقال سنبين حكم أخذ الأجر على أعمال الصالحين، كما سنوضح معنى طلب الدنيا في الآخرة، وما عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة .

حكم أخذ الأجر على الأعمال الصالحة

وقد قسم ابن عثيمين -رحمه الله- ثواب المطاعين إلى ثلاثة أقسام:

  • للحصول على عقد الإيجار: أن المقابل المالي هو المقصود بالعقد، والصحيح أن هذا لا يصح، كما لو أدى أحد الصلاة والأذان بأجرة؛ لأن عمل الآخرة لا يمكن أن يكون سبباً لعمل الدنيا، فعمل الآخرة أشرف وأجل من أن يكون وسيلة لعمل الدنيا، لقوله – تعالى -: ” بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى “..
  • أن تكون ملكاً: وهو ما يعطى الإنسان من شيء يفعله، كما لو قيل: الذي أذن؛ وله مال كذا وكذا، فالصحيح من أقوال أهل العلم في هذه المسألة أنه حلال. لأن هذا العمل ليس أجرة وغير ملزم.
  • أن يكون العوض من بيت مال المسلمين: أي أن الدولة تعطيها لمن يفعل الأعمال الصالحة، مثل الأذان. وهذا جائز، ولا شك في ذلك؛ لأنه من البنوك الشرعية للخزينة.

ولا ينبغي أن يكون نية العبد في هذا العمل مجرد أخذ المال، لأنه إذا كان نية العبد حرم عليه أخذ الأجر، وإذا أخذه بنية الإعانة على الطاعة. والله تعالى وأن يعمل هذا العمل الصالح فلا حرج في ذلك.

طلب الدنيا بعمل الآخرة

والمراد برغبة الدنيا بالعمل الآخرة هو: أن يعمل المسلم عملاً صالحاً يراد به رضوان الله والآخرة، ولا يريد بذلك ثواب الله عز وجل، بل يريد المال، وجاهة أو مكانة أو وظيفة في الدنيا، كمن يأذن في أخذ راتب المؤذن، أو يحج ليأخذ المال. أو كمن يدرس في الكلية ليحصل على درجة علمية ويرفع درجته، أو كمن الجهاد في سبيل الله عز وجل؛ فقط ليحصل على الغنائم، والمنافق ومن يريد الدنيا بعمل الآخرة يجتمعان: كلاهما لم يقصد طاعة الله والآخرة، واختلفا في: أن المنافق يريد ثناء الناس، ومن أراد الدنيا بعمل الآخرة يريد مالاً أو منصباً، ولا يجوز للمسلم أن يفعل شيئاً من الأعمال الصالحة لمجرد أطماع دنيوية، حتى يتوقف رضاه وغضبه على ما يُعطى له من الدنيا، دون والانتباه إلى الحياة الحقيقية، وهي الآخرة.[3]

عقاب لمن أراد الدنيا أن يفعل الآخرة

فمن أراد الدنيا بالآخرة فقد استحق غضب الله تعالى وعقابه. وفيما يلي عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة:

  • فإن الحسنات حبطت كما قال تعالى في كتابه العزيز: “”من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها ولا يخدعون فيها * أولئك ليس لهم في الآخرة إلا النار وما عملوا فيها فبطل وبطل ما كانوا يعملون .“.
  • والحرمان من دخول الجنة كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: “” ومن تعلم العلم ابتغاء الله، فإنما يتعلمه ليحصل به حظا من الدنيا، لم يجد رائحة الجنة يوم القيامة – يعني ريحها.“.
  • الخسران والشقاء في الحياة الدنيا وقلة الراحة، فقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بئس عبد الدينار والدرهم والمخمل والخميسة. إذا أعطى رضي، وإذا لم يعط لم يشبع.“، وسمي عبد الدينار لأنه يفعل الخير من أجل الأجر المادي فقط، وارتبط بهما رضاه وغضبه.

حكم أخذ الأجر على العمل الصالح جائز إذا كان من الدولة، وكانت نيته خالصة لله تعالى فقط، وقد وضحنا في هذا المقال المقصود بطلب الدنيا في الآخرة، ومعاقبة من يريد الدنيا بعمل الآخرة، وهو إحباط عمله وحرمانه من دخول الجنة، وشقاءه في الحياة الدنيا.