سبب نزول سورة الكوثر .. التعريف بسورة الكوثر

بواسطة: admin
سبتمبر 23, 2023 10:26 م

سبب نزول سورة الكوثر حديث ورد في أسباب نزول سور القرآن الكريم. ومعرفة سبب نزولها، وما رافقها من أحداث تدل عليها، يجعل القارئ يدرك سر السور التي نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ويدرك سبب تسميتها بهذا الاسم.

التعريف بسورة الكوثر

سورة الكوثر أقصر سورة في القرآن الكريم من حيث عدد الكلمات وعدد الحروف فهي سورة مميزة بآياتها الثلاث القصيرة، وعدد كلماتها العشر، ومن الإعجاز اللفظي فيها أنها من السور التي لا تحتوي على حرف الميم، وهي سورة نوعها مكي، وكانت وقال بعض العلماء أنها مدنية، تقع هذه السورة في ترتيبها بين سور القرآن الكريم بـ 108 سورة من أصل 114 سورة، وتقع بعد سورة الماعون وقبل سورة الكافرون.

وتضمنت السورة بشرى لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن الله – عز وجل – أكرمه بالخير الكثير في الدنيا والآخرة، وأمره أن يشكر تعالى على ما قسمه الله له. فأعطاه أن يكثر من العبادات، ولا يبالي بالكافر الذي سخط على موت أولاد النبي الذكور أن يقطع الله عز وجل عقبه ويغضب عليه، ويبدله سبحانه نهراً في الجنة والذي أسماه الكوثر. حيث روى عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – في حديث رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “والكوثر نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه من اللؤلؤ والياقوت”. وسيتحدث المقال عن سبب نزول سورة الكوثر.

سبب نزول سورة الكوثر

وقد سبق أن ذكر أن رجلاً شتم الرسول – صلى الله عليه وسلم – وذكره بالأبتر الذي قطع ولده الذكر، فلا علاقة له به، فكان سبب نزول سورة الكوثر للتخفيف عنه – صلى الله عليه وسلم – كما قال ابن عباس – رضي الله عنه -:

“نزلت في العاص بن وائل، وذلك لأنه رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخرج من المسجد وهو داخل، فاجتمعوا على باب بني سهم، وتكلموا وأناس من زعماء قريش جالسون في المسجد. فلما دخل قالوا له: من كنت تكلم؟ قال: ذلك الأبتر، يعني النبي – صلى الله عليه وسلم – وعبد الله ابن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد مات قبل ذلك. خديجة, ولقبوا الذي ليس له ولد: الأبتر، فأنزل الله تعالى هذه السورة.

تفسير سورة الكوثر

وجاء في سبب نزول سورة الكوثر أن الكفار كانوا يستهزئون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه الأبتر المقطوع من ذرية الذكر، وفيما يلي أ تفسير مبسط لسورة الكوثر :

  • {إنا أعطيناك الكوثر}: وفي الآية الكريمة قدم الضمير (أنا) على الفعل الماضي (أعطيناك) من أجل الاهتمام بالمعطى والتخصص فيه. وقد أعطى الله تعالى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكوثر أمرا واقعا غير متغير، وسابقة في القدر، قبل خلق السماوات والأرض، حين قضى. فالخلق له قياسه، وكلمة العطاء في اللغة تدل على التملك، على عكس كلمة العطاء التي تعني الأخذ ثم الابتعاد. وأما الكوثر فإن العرب تسمي كل ما فيه خير كثير بعدد الكوثر، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزلت سورة الكوثر وقف مبتسما بما أعطاه الله عز وجل. – يرزق فيه خير كثير، فالكوثر نهر في الجنة فيه خير كثير لرسول الله وأمته.
  • { فادعوا ربك وانحر }: وحرف الفاء في السورة هو الفاء المسبب، ملحقة بكلمة (وأعطيناك)، لما أعطى الله للرسول الكريم هذا الفضل العظيم. يا رسول الله صل على ربك وانحر؛ فاحمد الله تعالى على هذه النعمة، ولا تحزن على ما أصابك من كلام الكافرين، فإن فيك خيراً كثيراً، وانقطع عنهم الخير كله، وقد جمع الله عز وجل بين الصلاة والنسك؛ لأنها عبادات تعود على المسلم بالخير والنفع الكثير، ولأنها طاعات لا يمكن القيام بها إلا بإخلاص حتى تقبل.
  • {إن أمرك الأبتر}: والمذنب في اللغة هو الذي يبغض، فإذا كره فلان شيئا إذا أبغضه وأبغضه، والأبتر هو الذي قطع الذنب، والمراد به الشخص. الذي لا ذكر له حسنًا مطلقًا، ولا يستمر له أثر. – وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: «إن الله سبحانه قطع أمر رسوله من كل خير، فقطع ذكره وأهله وماله، وذلك في الآخرة، فيقطع عمره فلا ينتفع به، ولا يرزقه فينتفع به، ويقطع قلبه فلا يعرف الخير، فيفعله. لا يؤهله لمعرفته.” ومحبته، والإيمان برسله، فيقطع عنه أعماله فلا يستعملها في طاعته، ويقطعه عن الأنصار فلا يجد له ناصراً ولا نصيراً، فيقطعه منقطعًا عن كل قربة وخير، فلا يذوقها، ولا يجد فيها حلاوة، وإذا بدأها بمظهره، فإن قلبه ضال عنها.

وقد ورد سبب نزول سورة الكوثر في كتب أسباب النزول لمعرفة حال هذه السورة التي تضمنت معاني كثيرة. وقد ذكرتها السورة بثلاث آيات، وفيها خير كثير.